
كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 09 يوليه 2008 - 14:48
فاسدون .. كاذبون!!
شهد الأسبوع الأخير أربع وقائع تؤكد حالة الفساد التي تعيشها الكرة المصرية, بدأت بأزمة عمرو زكي مع الزمالك ثم احتراف حسني عبد ربة في الإمارات تبعه انتقال حسين علي لاعب بتروجيت السابق إلي النادي الاهلي، وأخيرا المسلسل الجديد لبطله هاني سعيد مدافع الإسماعيلي ومنتخب مصر.
وكلها وقائع تجسد حالة الفساد وعدم الاخلاق التي يعيشها الوسط الكروي.
عمرو زكي دخل في مشاكل مع إدارة نادي الزمالك لرغبته في خوض تجربة احتراف جديدة في نادي ويجان الإنجليزي في الوقت الذي ماطل فيه رئيس النادي حسم الامر وتراجع عن وعده الذي قطعه علي نفسه عقب فوز الزمالك بكأس مصر.
دفع ذلك اللاعب لتقديم شكوي ضد ناديه مطالبا بفسخ عقده رغم أنه لا يملك الحق بحسب اتحاد الكرة الذي يجد نفسه مدفوعا بغير إرادته لمشاكل في غني عنها, وتطورت المشكلة حتي الواقعة المؤسفة التي حدثت في مكتب عباس بوسط القاهرة.
حسني عبد ربة ملأ الدنيا ضجيجا في الفترة السابقة برغبته في اللعب لنادي الإسماعيلي وتحدث كثيرا عن عشقه لناديه وتمسكه باللعب له خلال أزمته السابقة مع نادي ستراسبورج الفرنسي.
وبمجرد انتهاء الازمة ببقائه في الاسماعيلي بدأ رحلة البحث عن عقد احتراف خليجي يؤمن به مستقبله المؤمن أصلا لمجرد أنه لاعب كرة قدم.
وترك ناديه الذي يهيم فيه عشقا حسب تصريحاته السابقة، ليؤكد أن كل التصريحات السابقة كانت لمجرد ارضاء الجماهير الرافضة انتقاله للنادي الاهلي الذي تداخل مرة أخري في المشكلة بطلب قيد اللاعب ضمن قائمته مستندا علي الاتفاق السابق مع اللاعب ونادي ستراسبورج , وهو نوع اخر من الفساد لعبت الجماهير المتعصبة دورا كبيرا فيه بعدم إتاحتها الفرصة للاعب حرية الاختيار وهي أبسط حقوقه .
ما حدث من حسين علي بانتقاله للنادي الاهلي رغم توقيعه السابق للزمالك وحصوله علي مقدم عقد هي واقعة تؤكد حالة الفساد وتحمل في طياتها ادانة نادي الزمالك الذي تفاوض مع لاعب مرتبط بعقد ساري مع ناديه ودون ابلاغ نادي بتروجيت.
وتواصل الفساد الي حد توقيع اللاعب علي وصل أمانة علي بياض وهي واقعة قد تكون الاولي في سوق الانتقالات ثم وقع للنادي الاهلي رغم توقيعه السابق لنادي الزمالك وحصوله علي مقدم عقد ولم يعتد بما تم بينه وبين الزمالك لتبدأ ازمة جديدة .
اختتم هاني سعيد مسلسل الفساد بمحاولة هروبه من اتفاقه مع نادي الزمالك رغم توقيعه علي شهادة انتقاله وحصوله علي مقدم عقد, وتوقيعه للنادي الاهلي الذي تداخل في الصفقة في اللحظات الاخيرة ليغير وجهة اللاعب.
هذا فساد آخر سواء من اللاعب أو من الأهلي – بصرف النظر عن التصريحات الساذجة بعدم تداخله في الأزمة - وبدأ النادي الأحمر يفقد كثيرا من هيبته وكبريائه مؤخرا بسبب تصرفات غير مسؤولة من محمود الخطيب والذين معه مما يأخذ من رصيد النادي الكبير وهو ما لم يتعود عليه الأهلي طوال السنوات الـ100 الماضية.
اللافت للنظر أن الأزمات التي تعيشها الكرة المصرية في الأسابيع الاخيرة حمل لوائها ثلاثة من لاعبي منتخب مصر الباحثين عما يسمي بـ " تأمين مستقبلهم " - علي حد قولهم - رغم حصول كل منهم علي عدة ملايين في الشهور الأخيرة فقط بعد فوز المنتخب ببطولة كأس الامم الافريقية بغانا بخلاف ما يحصلون عليه من انديتهم.
مما يطرح تساؤلا ملحا .. ماذا يريد اللاعبين الدوليين أكثر مما حصلوا عليه للتركيز في كرة القدم؟! ويبدو أن " الفلوس جننتهم " وأصابتهم بالهلع .
الفساد الذي تعيشه الكرة المصرية يتكون من مثلث أضلاعه من مسئولي الأندية الذين لا يحترمون تعاقد اللاعبين مع أنديتهم بالدخول في مفاوضات غير شرعية, ولاعبون – أغلبهم من الجهلاء - يتلاعبون بالجميع من أجل مصالحهم الشخصية ولا يحترمون تعاقداتهم باحثين عن المال مثلهم مثل بنات الليل.
وللأسف يجدون من يدافع عنهم , ووكلاء اللاعبين يلعبون في الخفاء, إذا كان هذا هو مثلث الفساد فهناك إعلام يساهم بدور كبير في هذا الفساد بكل اسف بتدعيم موقف ما حتي ولو كان علي باطل خاصة وأن البعض يتعامل مع المهنة بمنطق المشجع.
ثم هناك الجماهير المتعصبة التي تقوم بدور مساعد في ترسيخ تلك الحالة عندما تمارس ديكتاتوريتها على إدارات الأندية واللاعبين والاعلام .
هذا الفساد لن ينتهي ولن يتوقف لأن كل المنظومة الكروية مستفيدة من استمراره في ظل حالة الانفصام في الشخصية المصرية فكل من في هذا الوسط " الكاذب " يتحدث عن الفضيلة والأخلاق وهم أبعد ما يكونون عن ذلك , حاجة تقرف!!
مقالات أخرى للكاتب
-
رياح التغيير الشكلي تحيط بالكرة المصرية السبت، 11 يونيو 2022 - 17:26
-
منتخب مصر في خطر الإثنين، 07 مارس 2022 - 20:34
-
لماذا نجح كيروش؟ الإثنين، 07 فبراير 2022 - 18:39
-
كيروش يصفع ولا يبالي الجمعة، 04 فبراير 2022 - 16:33
نرشح لكم










