كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 20 أغسطس 2008 - 19:34

الخطيب متهما والشاعر منبها!

اشارت اصابع الاتهام الي بعض مسئولي النادي الاهلي بانهم وراء دخول النادي في ازمات متتالية دون تقييم صحيح, وبناء علي معطيات غير دقيقة, الامر الذي وضع النادي في مازق وحرج امام جماهيره بعد خسارة كافة المواجهات التي خاضها دون ان تفرضها عليه الظروف, بل فرضها عليه بعض مسئوليه.

والمح البعض الي ان هناك من يدفع حسن حمدي رئيس النادي لمواجهات غير مضمونة العواقب, وازعم انني اول من المحت الي ذلك حينما قلت ان هناك من يلعب دور"اللهو الخفي" داخل الجزيرة ويأخذ حسن حمدي لطرق وعرة غير ممهدة, علي عكس ما كان يحدث داخل الاهلي في السابق.

وعندما قلت ذلك لم يكن مجرد شعور ذاتي, بل كانت عليه تأكيدات من بعض اعضاء مجلس الادارة, وبعدها اشارت كتابات اخري الي ان هناك من يتأمر علي حسن حمدي دون الافصاح عن هوية المتهم, ولكنني الان وبدون لف أو دوران اقول ان التلميحات كلها تخص محمود الخطيب نائب رئيس النادي الاهلي.

واعلم ان ذلك سيكون بمثابة الصدمة للبعض خاصة وان الخطيب ظل طوال السنوات الماضية في صورة النجم الكبير الذي لا يمكن ان يظن فيه احد ظنا سيئا ولا يمكن ان تطوله اتهامات من هذا النوع, واعلم ان ذلك سيفتح باب الغضب للمتعصبين وما اكثرهم في الاونة الاخيرة لاسيما وان الخطيب صاحب شعبية كبيرة ولم يعتد الدخول في مثل هذه الطرق ويضع نفسه في اطار محدد يرفض ان يخرج عنه ويقدم نفسه علي انه الرجل المخلص للنادي الاهلي ولحسن حمدي ولا يستطيع احد ان يشكك في كلامه بصرف النظر عن نواياه.

ولكن بدلا من اللغمز واللمز لابد من الافصاح عن ما يجول في الخواطر حتي يعلم الخطيب ان الاتهامات تلاحقه, لانه ليس من المنطق ولا من العدل ان يظل نائب رئيس النادي الاهلي يقرأ ويسمع كل يوم تلميحات تشير اليه ولا يستطيع الرد عليها لانه لم يوجه اليه أي كلام مباشر.

من حق الخطيب ان يدافع عن نفسه اذا اراد ذلك وان كمت استبعد ذلك لان الخطييب لايجيد مثل هذه المواجهات ويريد ان يبقي في اطار النجم المسالم الباحث عن مصلحة النادي الاهلي وما الي ذلك من كلام مستهلك لم يعد يقنع احدا , ولكنني فضلت ان افصح عن التلميحات والغمزات , واذا كنا منصفين حقا فأن الاتهامات طالت شخصيات اخري داخل النادي الاهلي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ولكنها شخصيات اقل من الخطيب.

احتار البعض في تفسير اسباب خسارة النادي الاهلي لكل المواجهات التي خاضها في الفترة الاخيرة وتراوحت التفسيرات ما بين تعنت الجهات المختلفة وعلي رأسها اتحاد كرة القدم أو عدم تقييم الموقف بشكل صحيح قبل المواجهة, وغير ذلك من تفسيرات, ولكن بشكل عام هناك قاعدة عامة تخلي عنها مسؤولي الاهلي وهي التي وضعت النادي في هذا المأزق.

فقد عاش النادي الاهلي ما يقرب من 100 عام في منطقة بعيدة عن بقية الاندية ولعب دور الراعي لهذه الاندية, ووضع نفسه في صورة الرجل الكبير القوي الحكيم, ولكن في السنوات القليلة الماضية هبط الاهلي للملعب مع بقية الاندية وتولي مسئوليته شخصيات اقل من مستوي طموحات وافكار وتقاليد وقييم الاهلي, الامر الذي دفع الاندية الاخري خاصة الصغيرة منها للتطاول عليه, وهو تطور طبيعي لضياع هيبة الاهلي.

ويبدو ان مسئولي الاهلي مازال لديهم الاصرار والتصميم علي "تصغير" قيمة النادي , بدليل التصريحات والبيانات التي خرجت من النادي في الايام الماضية عندما رفض النادي في البداية قرار لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم بتغريم النادي خمسة الاف جنية بسبب هتافات جماهيره في مباراة الاولمبي.

وارسل الاهلي اعتراضا مكتوبا لاتحاد كرة القدم يرفض فيه دفع الغرامة المالية, وبرر ذلك بأنه "غير مسئول عن الجماهير" وهو كلام غير مسئول لان الاندية خاصة الكبيرة مسئوله عن جماهيرها التي تمنح تلك الاندية شعبيتها ولا يصح ان يقول مسئولي الاندية مثل هذه التصريحات "الغبية".

تكرر الامر عقب احداث مباراة الاهلي والمصري الاخيرة وما شابها من احداث وتعدي بعض جماهير الاهلي علي اتوبيس فريق المصري اثناء دخوله ملعب المباراة, وخرج عدد من مسئولي النادي الاهلي في قناة النادي ليؤكدوا ان الاهلي غير مسئول عن هذه الجماهير, وهو ما دفع رابطة الاهلي الرسمية الي حل نفسها اعتراضا منها علي تصرفات مسئولي النادي ليخسر الوسط الكروي نموذجا محترما في التشجيع.

ملحوظة:

اللواء اسماعيل الشاعر مساعد ول وزير الداخلية ومدير امن العاصمة عقد اجتماعا الخميس الماضي بمقر مديرية امن القاهرة حضره مندوبي اتحاد الكرة واتحاد الاذاعة والتليفزيون والمجلس القومي للرياضة والاندية ابلغهم فيه بأن حقوق البث التليفزيوني تمتلكها الدولة وانه غير وارد منع اذاعة اي مباراة مستقبلا علي اعتبار ان ذلك امن قومي.

ولم افهم لماذا مدير امن القاهرة رغم ان الامر يخص البث التليفزيوني وليس امرا امنيا, وكنت افهم ان يقوم انس الفقي وزير الاعلام بهذا الاجتماع, اللهم الا اذا كان هناك هدف اخر من وراء هذا الاجتماع وان تعلم جميع الاطراف انها تعليمات دولة وليس مجرد حوار وعلي المتضرر ان "يخبط راسه في الحيط"!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات