كتب : شريف حسن | الإثنين، 01 ديسمبر 2008 - 21:09

الدوري "الممتاز" المصري

خسارة الأهلي أمام المصري واتحاد الشرطة، وسقوط الزمالك أمام الأوليمبي والجيش والإسماعيلي، وابتعاد بتروجيت بصدارة المسابقة مع اقتراب انتهاء الدور الأول يجعل الدوري المصري ممتازا بحق.

دائما كنت اتساءل لماذا يطلق لقب "الممتاز" على دورينا المحلي بالرغم من عدم إستحقاقه لذلك التقدير سواء من الناحية الفنية أو التنظيمية أو الجماهيرية؟، إلا أن الموسم الجاري جاء مختلفا.

فلم يكن يتوقع الكثيرون أن يتغير حال الدوري المصري قبل إنطلاق هذا الموسم واكتفى الجميع بالتأكيد على أن اللقب محسوم للأهلي والمنافسة ستنحصر كالعادة على الهروب من الهبوط للقسم الثاني.

ولكن لاشك أن معظم متابعي الدوري المصري حاليا يشعرون بشئ مختلف، فالمباريات لم تعد مضمونة مهما كان المنافس وزاد القلق والترقب عقول المشجعين بل وبدأت الجماهير في العودة شيئا فشيئا للمدرجات.

فمع ارتفاع مستويات معظم الأندية ولو نسبيا، وتغيير العقلية التي سيطرت على لاعبينا منذ سنوات وهي اعتبار الهزيمة أمام الأهلي أو الزمالك بعدد قليل من الأهداف "مكسب"، وضح لنا جميعا مدى التطور على الدوري المصري.

فكما كتبت من قبل أنه طالما لم تحمل خانة الهزائم لأي فريق الرقم "صفر" أصبح الأمر أكثر احتمالية لوجود منافسة حقيقية على الدوري خاصة مع عدم وجود فوارق شاسعة في النقاط بين الأول والأخير.

فصمود المصرية للاتصالات والشرطة والمقاولون في وجه المارد الأهلاوي، واقتناص الجيش المترنح والأوليمبي المتذيل نقاط مباراتهم أمام الزمالك، وروح حسام حسن في المصري وقوة شباب إنبي جعل لكل فرق الدوري شكلا مميزا يستحقون عليه الثناء.

حتى وأن كان الأهلي هو الأقرب للقب عمليا بحكم وجود عدد من المباريات المؤجلة بالإضافة لأنه الفريق الذي يملك الاستقرار الدائم والقائمة المكتملة من اللاعبين الكبار التي ستمكنه من العودة والاحتفاظ بلقبه المعتاد.

إلا أنني أؤكد أن الشياطين الحمر سيلقون منافسة شرسة في موسم لو قدر له الاستمرار دون أن تفسده التوقفات ليصبح من أفضل مواسم الدوري طوال تاريخ الكرة المصرية.

وقد يكون التحكيم هو العنصر الوحيد الذي يعيب الموسم الجاري في ظل الأخطاء المتكررة، والتي أرى بحكم متابعتي لمعظم المسابقات المحلية في العالم أن أخطاءها الفنية مماثلة بشكل كبير لما يحدث في دول كبرى مثل إسبانيا وإنجلترا بغض النظر عن الأخطاء التنظيمية والإدراية.

كما يجب علينا الاعتراف كما اعترف العالم أجمع أن أخطاء التحكيم عنصر وارد جدا ويضيف من إمتاع كرة القدم خاصة إذا أخرجنا من عقولنا نظرية المؤامرة التي زرعت فيها منذ سنوات والتي تشير دائما إلى وجود عناصر "خفية" تسعى لإسقاط فرقنا.

فيجب أن نؤمن بأن الأخطاء التحكيمية قد تؤثر في نتائج المباريات وليس بطولات كاملة لأن لكل مجتهد نصيب، ففرق البطولات قد تخسر بعض المباريات لأخطاء تحكيمية ولكنها قادرة في النهاية لحسم اللقب لصالحها.

ملحوظة أخيرة: من الرائع أن يزيد الحضور والحماس الجماهيري في لقاءات الدوري، ولكن من غير المقبول مهما بلغ التنافس بين الفرق أن تعاير جماهير الزمالك أهل الإسماعيلية بنكسة حربية منسوبة لمصر وليس للإسماعيلية وحدها.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات