كتب : أسامة خيري | الجمعة، 05 يونيو 2009 - 00:34

عيب يا أهلي "المبادئ"!

أثارت طريقة رحيل شادي محمد قائد الأهلي عن ناديه كثيرا من الجدل حول الأسباب الحقيقية لذلك، لكن الشيء المؤكد أن نادي "الأخلاق والمبادئ" تجنى كثيراً على هذا اللاعب.

لن أدخل في أسلوب رحيل اللاعب بعدما أقسم شادي أنه هو من طلب الرحيل منذ نحو شهر كامل، لكني أشعر باستياء كبير في المقابل من صمت النادي الأهلي على تجاوزات البرتغالي مانويل جوزيه "أفضل مدير فني في تاريخ مصر" مع قائد الفريق.

وحتى إذا كان شادي قد تقدم بطلب للرحيل للبحث "عن تحد جديد وتأمين مستقبله في الخليج"، فلم يكن ذلك كافيا حتى توافق إدارة الأهلي على إطلاق سراح أحد أخلص لاعبي الفريق الأحمر في السنوات الأخيرة خاصة مع عدم توافر البديل سواء الجاهز أو حتى التفصيل.

بكل تأكيد انخفض مستوى شادي في الموسمين الأخيرين، كما هو حال معظم لاعبي الأهلي، لكن عفوا فقرار الإدارة بالموافقة على رحيله يعني -بكل وضوح- أنها لم تتمسك باستمراره لاعتقادها بأنه أصبح لا يصلح.

وبكلمات أكثر وضوحا، إدارة الأهلي رفضت تماما بيع وائل جمعة رغم وجود رغبة حقيقية من فرق خليجية لضمه بداعي عدم وجود بديل رغم أنه من أكثر اللاعبين إخلاصا والتزاما.

ولم تخرج الإدارة لتقول مثلا كما جاء في بيان شادي أننا سنتركه "تقديراً لما قدمه اللاعب من جهد وإخلاص وعطاء للأهلي طوال السنوات الماضية".

والغريب أن قرار الموافقة على ابتعاد شادي كان سيكون مفهوها بعض الشيء إن كان الأهلي يضم وفرة في هذا الخط، لكن الواقع أن الفريق يعاني نقصا حادا وعنيفا في مركز المساك، حتى أن جوزيه اعتمد أحيانا على أحمد فتحي وأحمد علي لسد العجز الواضح.

وحتى صفقات الأهلي الجديدة في خط الدفاع لم تضم اسما بارزا، بل كانت مع عطية البلقاسي صاحب المستوى المتوسط مع الأولمبي الهابط، ومع الليبرو محمد خلف، وهو اللاعب المغمور الذي لم يتضح إذا كان سيستمر مع الفريق أم لا بعد مشكلته الأخيرة.

ولذلك، فقرار إدارة الأهلي بشأن شادي لا يمكن تفسيره بالمنطق إلا بسببين..

1- سبب فني

لكن بالعودة إلى إحصاءات المواسم الأخيرة، نجد أن شادي من أكثر لاعبي الفريق ككل مشاركة في المباريات، والأهم من ذلك أنه ضحى بنفسه كثيرا من أجل هذا النادي.

فشادي كان يلعب في مركز المساك بشكل منتظم في الأهلي وانضم لتشكيلة منتخب مصر الفائز بكأس الأمم الإفريقية 2008، لكنه خرج تماما من تشكيلة منتخب بلاده بعدما وضعه جوزيه في مركز الليبرو، بسبب فشل النادي في ضم أي لاعب في هذا المركز على مدار عدة سنوات.

ومع عدم تعاقد الأهلي مع بدائل، فإن وجود شادي -أنجح قائد في تاريخ الأهلي بلغة الأرقام- كان ضروريا على الأقل حتى يجد الفريق من يمكنه تعويض مع مدافع يمتلك خبرات عريضة للغاية ويبلغ عمره 31 عاما.

2- سبب أخلاقي

لكن بالعودة إلى 11 عاما لشادي بالقميص الأحمر، نجد أنه لم يفتعل أي مشكلة ولم يدخل في خلاف مع مدرب أو يتشاجر مع زميل.

وكما أعلن الأهلي وأكد اللاعب أن الخلاف الأخير مع جوزيه ليس سببا في الرحيل، فهذا يعني ببساطة أنه برئ تماما من تهمة إثارة المشاكل والفتن داخل الفريق.

فحتى مع افتراض أن شادي يثير المشاكل، فإن صمت إدارة الأهلي على بقاء اللاعب طوال هذه السنوات بسبب تحقيق الانتصارات هو أمر يدينها وليس العكس.

ومع الأخذ في الاعتبار كلمات شادي أنه سينضم لفريق مصري إن لم يجد فريقا خليجيا مناسبا "يحتويه"، ومع بكاء اللاعب في نهاية حديثه على قناة مودرن سبورت مساء الخميس، فإني أكاد أجزم أن "ياما في الأهلي مظاليم"!

الخلاصة: "ربما" لا يستحق شادي ارتداء شارة قيادة الأهلي .."ربما" لم يعد مستوى شادي مناسبا لتطلعات الأهلي في الفترة المقبلة .."ربما" يريد الأهلي -كما ادعى- تكريم اللاعب، لكن عفوا "فالمؤكد" أنه ليس هكذا تكون طريقة رحيل اللاعب الذي حمل أكبر عدد من الألقاب في تاريخ نادي "المبادئ" منذ إنشائه.

وفي النهاية، أؤكد أنه -وبعيدا تماما عن المقارنات الفردية وبغض النظر عن المستوى الفني- ليس عيبا على الأهلي أن يتعلم كيف تعامل ميلان مع باولو مالديني، ويوفنتوس مع أليساندرو ديل بييرو، ومانشستر يونايتد مع جاري نيفيل، وريال مدريد مع راؤول وبرشلونة مع كارليس بويول، أو حتى ليفربول مع "لاعبه الفنلندي القديم وليس قائده" سامي هيبيا!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات