كتب : وليد الحسيني | الخميس، 23 يوليه 2009 - 16:31

محمد محمد محمد أبوتريكة

يبقي محمد ابوتريكة لاعب النادي الاهلي ، هو نجم نجوم الكرة المصرية في سنواتها الاخيرة ، وصاحب اكبر شعبية بين نجوم جيله، وسيبقي في ذاكرة التاريخ ، بأهدافه الحاسمة والمؤثرة ، سواء مع النادي الاهلي ، أو مع منتخب مصر.

يكفي ابوتريكة انه صاحب الاهداف التاريخية في اخر ثلاثة سنوات ، فلن تنسي جماهير الاهلي هدفه في مرمي الصفاقسي التونسي في نهائي بطولة دوري ابطال افريقيا عام 2006، باستاد " رادس " بتونس ، في الدقيقة الاخيرة من المباراة ، وخطف كأس افريقيا للاهلي ، بعد ان كاد الحلم ان يتبخر ، بعد التعادل الايجابي في القاهرة 1/1 ، ولن تنسي جماهير مصر ، انه كان صاحب اخر هدفين لمنتخب مصر في نهائي بطولتي افريقيا الاخيرتين بالقاهرة عام 2006 امام كوت ديفوار ، ثم امام الكاميرون في غانا عام 2008 ، وهذه الاهداف كانت بمثابة احدي كرامات الله علي اللاعب ، ولا يمكن ان تكون هدايا الله صدفة للاعب بعينه ، الا اذا كان هذا اللاعب فيه شيء لله .

ارتباط جماهير الاهلي بمحمد ابوتريكة لم يكن وليد الصدفة ، ولم يكن نتيجة الاهداف المهمة التي احرزها ، بل انه ارتباط طبيعي لما بذله من جهد مع فريقه ، وهذا الارتباط جاء منذ انضمام اللاعب لصفوف الاهلي قادما من نادي الترسانة في يناير من عام 2004 ، ونجح في رفع مستوي الاهلي فنيا ، وانهي الاهلي الموسم في المركز الثاني ، بعد ان كان في المركز الخامس عندما انضم ابوتريكة للفريق ، بعد معاناة كبيرة استمرت اربعة سنوات غابت فيها بطولة الدوري عن الاهلي ، مع بداية موسم 2004 – 2005 انهالت البطولات علي الاهلي حتي وصلت الي 19 بطولة في الفترة الماضية .

بمرور الوقت زاد ارتباط جماهير الاهلي بنجمها ، حتي اصبح معشوقها الاول ، ساهم ابوتريكة بدور كبير في ذلك بتدينه واخلاقياته العالية ، لدرجة ان الجماهير ومن ورائها وسائل الاعلام وضعت ابوتريكة في درجة اعلي من البشر ، وهو ما حمل اللاعب اعباء كبيرة لا يقدر عليها انسان .

حصل محمد ابوتريكة علي عدة عروض احتراف في السنوات الاخيرة ، مع زيادة تألقه مع الاهلي ومنتخب مصر ، الا ان كل العروض كانت تقابل بالرفض ، بسبب تمسك الاهلي باللاعب ، ولم يبد ابوتريكة غضاضه ، حتي جاء عرض نادي اهلي دبي الاخير ، والذي كان يعتبر بمثابة هدية يستحقها اللاعب قبل نهاية مشواره في الملاعب ، ولكن يبدو ان مسئولي الاهلي كان لهم رأي اخر ، وتم رفض العرض الذي قد يكون الاخير للاعب وصل الي سن الثلاثين عاما ، وهو ما يعتبر ظلما ، لان ما سيحصل عليه اللاعب من النادي الاهلي في السنوات المتبقية له في الملاعب لن يوازي ما كان سيحصل عليه في موسم واحد في الامارات ، مع اقتراب مشواره الكروي علي النهاية ، ولم تتوقف ادارة الاهلي عند هذا الحد ، بل انها خرجت للجماهير لتعلن ان اللاعب هو الذي رفض العرض ، وتمسك بالبقاء مع فريقه ، وهو ما لم يحدث ، لان لجنة الكرة التدير اللعبة في النادي هي صاحبت قرار الرفض ، ولكنها اعلنت ان اللاعب هو الرافض ، وهو ما لا يتفق مع " المباديء والقيم " وكان علي لجنة الكرة ان تخرج للرأي العام لتعلن انها رفضت العرض ، مثلما حدث من قبل ، ولكنها تدارت وراء ابوتريكة .

لم تكتف لجنة الكرة بذلك ، بل انها اعلنت ان ابوتريكة ، رفض هدية رجل الاعمال نجيب ساويرس " مليون جنية " في الاعلان مدفع الاجر في الصحف ، ارضاء للشركة الراعي الرسمي للنادي ، وهو ما لم يحدث ايضا ، بعد ان سبق اللاعب واعلن انه تبرع بالهدية لأربعة جهات خيرية .

ما حدث مع ابوتريكة فيه ظلم كبير له ، لا يستحقه بعدما اخلص لفريقه ، وقدم كل مجهوده وقدراته للنادي الاهلي علي مدار ما يقرب من خمسة سنوات ، وكان يستحق افضل من ذلك من مسئولي ناديه ، بدلا من ممارسة مزيدا من الضغوط عليه ، ولم يكن من اللائق الزج باللاعب في صراع شركات الاعلان .

- اشتعلت المعركة الانتخابية في عدد من الاندية المصرية ، ويبدو ان روؤساء الاندية سيتحتفظون بكراسيهم ، ولن تكون هناك مفاجأت ، فسينجح حسن حمدي في النادي الاهلي ، وحسين صبور في الصيد وحسن فريد في الترسانة وفؤاد سلطان في هليوبوليس ومحمد مصيلحي في الاتحاد ، ولا عزاء للمنافسين ، خاصة وان الجالس علي كرسي الرئاسة يدخل الانتخابات متفوقا قبل ان تبدأ ، لانه يعرف دهاليز ناديه .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات