كتب : محمد بركات | الأحد، 17 يناير 2010 - 13:47

مكسب "المخاطرة المحسوبة"

فازت مصر على موزمبيق، وضمنت التأهل إلى دور الثمانية من كأس الأمم، وضمنت صدارة مجموعتها أيضا وهو الهدف الأساسي من مرحلة المجموعات.

ولكن مع اعتياد المصريين على تقديم عروض قوية وممتعة إضافة إلى تحقيق الفوز، هناك من ظهر غير مقتنع بأداء الفراعنة أمام موزمبيق رغم الفوز بهدفين نظيفين.

ويتساءل الناس عن سبب البداية الضعيفة للفريق المصري أمام موزمبيق ثم تحقيق فوز متأخر، وهو نفس الأمر الذي حدث أيضا أمام نيجيريا رغم انتهاء المباراة بانتصار كبير 3-1.

وأقول إن أسلوب الفريق المصري يظهر خبرة الجهاز الفني في التعامل مع هذه المباريات التي قد تكون خادعة، والقدرة أيضا على تطوير الأداء بحسب مجريات الأمور بما يضمن في النهاية تحقيق الهدف.

فالكابتن حسن شحاتة يفضل دائما بدء المباريات بنوع من التحفظ الدفاعي ثم رفع درجة المخاطرة وهو ما يتحسن معه أداء الفريق المصري.

والتحفظ الدفاعي في بداية اللعب له فوائد عديدة أولها التحكم في إيقاع المباراة وتجنب تلقي هدف مبكر قد يربك حسابات الجهاز واللاعبين للمباراة، وهو ما ظهر أمام موزمبيق بالبدء باللعب بليبرو وقلبي دفاع ثم تحويل الطريقة إلى 4-4-2 مع مزيد من الاندفاع الهجومي الذي أثمر عن هدفين.

ولكن ذلك لا ينفي أن اللاعبين لم يعطوا اللقاء حقه منذ البداية، وهو ماظهر على انفعالات الكابتن حسن شحاتة المتوترة والغاضبة طوال الشوط الأول ما يعني عدم رضاه عن الأداء الذي سمح لموزمبيق بتناقل الكرة بسهولة في منتصف ملعب مصر والخروج بنتيجة التعادل في الشوط الأول.

التحول الحقيقي في المباراة جاء عند خروج هاني سعيد ودخول أحمد المحمدي، وهو ما أدى إلى فتح جبهة يمنى عن طريق المحمدي وفتحي وهو ما تسبب في الهدف الأول، وزيادة التحكم في وسط الملعب عبر لاعب إضافي هو أحمد فتحي بجوار حسني عبد ربه وأحمد حسن.

ويجب الإشارة هنا إلى أن خروج هاني سعيد لم يكن بسبب سوء مستواه ولكنه تغيير ضروري لتطوير طريقة اللعب في الشوط الثاني.

رجل المباراة

وبمناسبة الحديث عن فتحي، أود الإشارة إلى أنه استحق جائزة رجل المباراة لأنه كان أفضل من في الملعب، سواء في الشوط الأول الذي أدى فيه دورا دفاعيا رائعا واستطاع التصدي لأكثر من هجمة من الجناح الأيسر لموزمبيق، أو التغطية العكسية داخل منطقة الجزاء خلف قلبي الدفاع.

وواصل فتحي تألقه حينما دخل إلى عمق الملعب في الشوط الثاني، سواء بمجهوده الوفير أو بانطلاقاته الهجومية التي أتاحها له مركزه الجديد.

وأرى دائما أن فتحي يؤدي بصورة أفضل حينما يتم توظيفه في منتصف الملعب. أولا لأن مجهوده الوفير يتيح له القيام بأدوار مختلفة دفاعية وهجومية بدلا من الالتزام بالجانب الأيمن، كما أنه يعطي شعورا كبيرا بالراحة لصانع الألعاب باللعب بحرية بدلا من الاضطرار إلى العودة للدفاع.

وأنا شخصيا حينما ألعب مع الأهلي أو المنتخب في مركز صانع الألعاب أو خلف رأسي الحربة ويكون فتحي متمركزا خلفي أشعر براحة وثقة كبيرة، لأن فتحي لاعب قادر على مراقبة لاعبين من الفريق المنافس بمفرده، وذلك بسبب مجهوده الوفير ووعيه الكبير بمهام مركزه.

أوراق هجومية

من أهم الجوانب التي يجب تناولها في مباراة موزمبيق أيضا هو الظهور الأول لشيكابالا والتألق المتواصل لمحمد ناجي جدو، الذي يسجل هدفه الثاني على التوالي للمنتخب في مباراته الرسمية الثانية.

شيكابالا أدى المطلوب منه أمام موزمبيق، ولكنني أؤكد أن شيكابالا لايزال لديه الكثير ليقدمه أمام المنتخب و"عنده أحسن من كدة بكتير".

ونفذ شيكابالا المطلوب منه سواء بالتحرك في الجانب الأيسر أو الأيمن بحسب التعليمات الفنية، كما كاد يسجل هدفا جميلا في الشوط الأول الذي سيطر فيه على الكرة وسدد ولكن أخرجها الحارس، وهو أداء جيد كبداية جديدة له مع منتخب مصر.

ولكن شيكابالا يمكنه الظهور بمستوى أفضل كثيرا إذا لعب حرا في الوسط الملعب وليس على أحد طرفي الملعب، مع منحه دور صانع الألعاب بدلا من الجناح.

أما جدو، فأرى أنه يثبت أقدامه من مباراة لأخرى، ولكنني ضد الدفع به منذ بداية المباريات المقبلة – باستثناء بنين – لأن الاحتفاظ به كورقة يمكن بها تغيير نتيجة المباراة أمر هام للفريق وللجهاز الفني.

فجدو لاعب سريع ويحتاج مساحات للتحرك وإبراز مهاراته، وهو ما يكون متاحا في النصف الثاني من الشوط الثاني في معظم المباريات، حينما ينزل وهو بكامل لياقته البدنية مثلما فعل في المباراتين السابقتين.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات