كتب : وليد الحسيني | الخميس، 29 أبريل 2010 - 17:10

الشعور بالاضطهاد .. ومكافآت المنتخب

منذ سنوات طويلة وهناك شعورا بالإضطهاد لدى جماهير الزمالك التي تتعامل دائما وكأن كل منظومة كرة القدم المصرية تقف أمام فريقها لحساب غريمه التقليدي النادي الأهلي وهى دون أن تدرى تمنح قوة مبالغ فيها للنادي الأهلي.

وكان أخرها أزمة محمد بركات لاعب الأهلي في لقاء القمة 105 ، ومطالبة أدارة الزمالك بضرورة معاقبة لاعب الأهلي بسبب إشارته المسيئة لجماهير الزمالك - على حد قول مسؤولي الزمالك – وعندما قرر إتحاد الكرة عن طريق لجنة الإنضباط التي يرأسها عضو سابق بمجلس إدارة نادي الزمالك براءة بركات عادت نغمة الإضطهاد لجماهير الزمالك.

تلعب إدارة الزمالك دوا رئيسا في تعميق هذا الشعور لدى جماهيرها ، خاصة وإنها تصدر هذا الشعور للجماهير دون أن تقف على أرض صلبة ، مثلما حدث في أزمة مباراة الزمالك وحرس الحدود في الدور الأول عندما طالب نادي الزمالك بإحتساب نتيجة اللقاء لصالحة بعد مشاركة أحمد عيد عبد الملك لاعب الحرس في اللقاء ، إلا أن إتحاد الكرة رفض طلب الزمالك ايضا بدعوى أن مشاركة اللاعب صحيحة ، ومازالت إدارة الزمالك تصدر لجماهيرها أن الأمر لم يحسم على غير الحقيقة.

اشتكت الإدارة البيضاء من قسوة العقوبات التي وقعت على لاعبيها حازم إمام وعلاء علي بعد أحداث لقاء الشرطة ، وطالبت الإتحاد بتخفيف العقوبات وهو لم يحدث ليزداد شعور الجماهير الزملكاوية بالإضطهاد بسبب تصرفات مجلس إدارة نادي الزمالك الذي يصور لجماهيره دائما أنه مستهدف مما يزيد من الإحتقان بين الجماهير ، وعلى أي إدارة محترفة أن ترتب أوراقها أولا قبل الدخول في أي مواجهة سواء مع إتحاد كرة القدم أو غيره بدلا من التصريحات الساخنة "عمال على بطال".

الشعور بالإضطهاد لم يتوقف على جماهير الزمالك فقط ، بل هناك أخرين يشتكون من هذا الشعور مثل الأندية الصغيرة التي تشكو دائما من ضياع حقها في مواجهة الكبار ، خاصة وأن هذه الأندية لديها شعور عميق بأن العدل غير موجود في كرة القدم والإتحاد يتبع سياسة الكيل بمكيالين ، هذا الشعور بالإضطهاد وصل الى عدد من اللاعبين الدوليين أيضا .

عدد من لاعبي المنتخب الوطني الأول وأيضا أعضاء في جهاز المنتخب سواء الإداري أو الطبي دائمي الشكوى من الإضطهاد وعدم العدل في توزيع مكافأت الفوز ببطولة الأمم الأفريقية وهو أمر ليس بجديد بل أنها شكوى قديمة ولكنها مكتومة خوفا من البطش بهم وعدم إستدعائهم مستقبلا بإستثناء اللاعبين الكبار ، بل أنه لا يوجد لاعب واحد في المنتخب يعرف على أي اساس حصل على مكافأته.

صمت إتحاد كرة القدم عن كل ما تردد حول مكافأت منتخب مصر بعد فوزه ببطولة الأمم الأفريقية الأخيرة التي فاز بها للمرة الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق للكرة المصرية ، وكأن الأمر لا يعنيه ولا يخصه وترك الشبهات تحوم حول عدد من مسؤوليه والجهاز الفني .

إتهمت بعض وسائل الإعلام شوقي غريب المدرب العام لمنتخب مصر بأنه قام بتوزيع المكافأت على اللاعبين والجهاز الفني في منزله بعد أن قام سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب بصرف شيك المكافأة ومنحه لغربب ليقوم بمهمة توزيع تلك المكافأت ، وهو إتهام غير مقبول على شخص شوقي غريب .

ما أثار الشبهات أكثر أن هناك مكافأت أعلن عنها الإتحاد جاءت بتبرعات من بعض الجهات الأخرى ، مثل مليون جنية أعلن أن الوليد بن طلال تبرعه بها ، بالإضافة الى ما تردد في أعقاب فوز المنتخب بالبطولة عن تبرع سامح فهمي وزير البترول بخمسة ملايين جنية لمنتخب مصر.

وفي نفس الوقت، حصل فيه لاعبي المنتخب وأجهزته الفنية والإدارية والطبية على مكافأت الرئيس مبارك والمجلس القومي للرياضة واللائحة الإتحاد فقط ، دون الإعلان عن حقيقة مصير بقية المكافأت التي أعلن عنها في وسائل الإعلام.

إتحاد الكرة مطالب الأن بالكشف عن حقيقة مكافأت المنتخب المصري لإبراء ذمة المدرب العام لمنتخب مصر بدلا من تركه عرضه للقيل والقال ، وعلى شوقي غريب نفسه أن يطالب الإتحاد بالإعلان عن حقيقة ما أثير حول تلك المكافأت ، والإجابة عن الأسئلة التي أثارت الشبهات.

هل قام شوقي غريب فعلا بتوزيع المكافأت بنفسه ؟ وما هى قيمة المكافأت التي تم صرفها بالفعل ؟ وما مصير التبرعات التي أعلن عنها للمنتخب ؟ ولماذا تم صرف قيمة المكافأت نقدا للاعبين وجهاز المنتخب بدلا من إيداعها في حساباتهم بالبنوك مباشرة ؟ فالصمت لم يعد مقبولا خاصة وأن هذا الصمت يسيء لسمعة أشخاص أخرين ولابد من الإجابة عن الأسئلة المطروحة في وسائل الإعلام بدلا من سياسة اذن من طين وأخرى من عجين.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات