كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 12 مايو 2010 - 20:31

ماما فيفا وساعي البريد

أوضح تباين الأراء حول مدى صحة إستكمال عمرو زكي مهاجم الزمالك بقية مباريات الموسم الحالي مع فريقه بعد إنتهاء فترة إعارته مع فريق هال سيتي الإنجليزي حال الكرة المصرية التي تعيش أسوء عصورها إداريا، بعد التعارض الشديد في الأراء حول أحقية اللاعب في اللعب مع الزمالك.

فمنذ عودة زكي من إنجلترا ونشب خلاف شديد حول قانونية مشاركة اللاعب مع الزمالك، فخرجت أراء متباينة حول ذلك ، فمنها ما أكد صحة المشاركة والبعض الأخر أشار الى العكس ، وعاش الرأي العام الكروي حالة من الغموض.

وللأسف جاءت الأراء المتباينة ممن أطلق عليهم الإعلام الرياضي المصري " خبراء في اللوائح " وبداية لا نعرف من منحهم هذا اللقب وهل هناك مسمى بذلك ، وهل هناك خبراء في اللوائح أم هو نوع من تغليف النفس بالهيبة.

في نفس الوقت عاش إتحاد كرة القدم ولجنة شؤون اللاعبين حالة من الغموض ولم تحدد اللجنة مدى قانونية مشاركة لاعب الزمالك في بقية مباريات الموسم الحالي، وكأن لوائح الفيفا لم تحدد وتحسم الأمر في بنود لائحته، لدرجة دفعت لجنة شؤون اللاعبين بإتحاد كرة القدم - التي لا نعرف حتى الأن من هو رئيسها بعد رحيل مجدى عبد الغني بناء على ضغوط الجمعية العمومية - بإستفسار للإتحاد الدولي لكرة القدم حول القضية وإنتظر رد الفيفا.

المؤكد أن لوائح الفيفا تحدد ما إذا كان من حق زكي اللعب مع الزمالك هذا الموسم من عدمه، ولكن يبدو أننا نعيش في مولد كبير لا نعرف صاحبه مثل حال كثير من أمورنا، وترك مسؤولونا الملعب لمن يطلقون على أنفسهم خبراء في اللوائح ليلعبوا بالجميع.

اكتفى إتحاد الكرة بالقيام بدور ساعي البريد وتوصيل كل أزمة للفيفا وينتظر منه الخلاص والكلمة الفصل في كافة أمورنا، وكأن الفيفا هو "ماما الكرة المصرية" التي ينتظر منها اطعامه في فمه.

ما حدث في قضية عودة عمرو زكي للزمالك ومدى صحة مشاركته مع فريقه أزال ورقة توت أخرى عن جسد الكرة المصرية التي إقتربت بشدة من التعري ولم تعد هناك أوراق توت كثيرة باقية تخفي عوراتها.

ويدفع إتحاد الكرة بتراخيه وعدم حسم أمور لوائحه الثمن بظهور العديد من السادة خبراء اللوائح الذي هبطوا بـ "الباراشوت" على الكرة المصرية باحثين عن دور وزاد عددهم وأحدثوا "بلبلة" كبيرة في الكرة المصرية في غياب السادة مسؤولي الجبلاية.

* أزمة أخرى فجرها شريف حبيب عضو لجنة شؤون اللاعبين السابق عندما سرب لمسؤولي نادي غزل المحلة معلومة بأن محمد رجب "ريعو" لاعب الإتحاد السكندري شارك مع فريقه في بداية الموسم رغم أن هناك قرارا بإيقافه لمشكلة بينه وبين وكيله، ومسك غزل المحلة في المعلومة كأنها قشة تعلق بها للهروب من الهبوط الذي إقترب منه بشدة، وبدأ يطالب بإلغاء الهبوط هذا الموسم والا سينقل الامر للفيفا.

يحظى شريف حبيب بثقة وإحترام من تعاملوا معه ، ولكن تشعر في الأزمة الأخيرة أن نواياه لم تكن لوجه الله ، وأنه فجر الأزمة لغرض في نفس يعقوب وتصفية لحسابات سابقة مع لجنة شؤون اللاعبين التي قدم إستقالته منها لعدم إقتناعه بالطريقة التي تدار بها وله الكثير من الحق.

ولكن أين كان حبيب من هذه الأزمة قبل أن يستقيل من لجنة شؤون اللاعبين؟ ولماذا تذكر هذه الواقعة الأن بعد رحيله؟ وما هى حقيقة صحة مشاركة ريعو مع الإتحاد بعد أن أنهى الأزمة مع وكيله بناء على ما قاله مسؤولي إتحاد الكرة؟ كلها أسئلة مبهمة مثل إستفسارات كثيرة تطرح يوميا في وسائل الإعلام دون مجيب، وكأن المسؤولين يتعاملون مع الإعلام وكأنه غير موجود.

الغريب وسط كل هذا أن ناديا مثل غزل المحلة الذي كان عريقا في يوما من الأيام - مثل العديد من الأندية التي إندثرت - ولكنه فقد هيبته بفضل السياسات التي يدار بها منذ سنوات ، يبحث عن البقاء في الدوري الممتاز بقرارات ادارية (المحلة حصل على ثلاث نقاط من الجونة في الدور الأول بخطأ إداري من الجونة).

يبحث المحلة عن البقاء رغم أن الجميع باعه سواء إدارة تاجرت في اللاعبين أولاعبين أومدربين كل منهم بحث عن مصلحتة الشخصية وتركوا الجماهير تواجه مصيرا مجهولا بالنسبة لفريقها في حال هبوطه.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات