كتب : عمرو مخلوف | الخميس، 13 مايو 2010 - 19:11

أفراح ودموع البدرى

لم تكن دموع حسام البدرى المدير الفنى لفريق كرة القدم الاول بالنادى الاهلى عقب إنتزاع الفوز الإفريقى من الاتحاد الليبى في عودة دور ال16 لدورى ابطال إفريقيا إلا تعبيرا صادقا وعفويا عن مدى الضغوط التى مر بها هذا الرجل خلال الفترة الماضية، والتى من خلالها أراد أن يصرخ للدنيا كلها قائلا "انا مدرب مجتهد وأستحق قيادة فريق بحجم الاهلى".

المثير ان البعض لام البدرى على هذه الدموع الطبيعية والتى لم يستطع منعها بعد هذا الفوز الدرامى الرائع للشياطين الحمر على "التيحا" بطل ليبيا ولم يمنح هذا البعض نفسه الوقت الكافى للتفكير فيما وصل إليه البدرى المعروف بصرامته المتناقضة تماما مع هذه الدموع.

فالبدرى كان ضحية لصمت مجلس إدارة النادى الأهلى طوال الفترة الماضية عما تم تناوله من أخبار عن التفكير فى إستعادة البرتغالى مانويل جوزيه وعن فتح باب التفاوض مع عدد من المدربين الاجانب وازمة الاعلانات التى كان من الممكن ان يكون البدرى ضحيتها وهو لم يخطىء فيها من الاساس، وكلام كثير كان كفيل بدفع البدرى نفسه لتقديم استقالته والهروب بنفسه من هذه الدوامة الصعبة.

فمجلس الاهلى بتصرفاته كشف عن شعور داخلى لدى أعضائه من رموز كرة القدم بأنهم منحوا البدرى فرصة لم يكن اهل لها، ويكفى التفكير والشروع فى دعوة جوزيه لتكريمه على هامش لقاء المنصورة بالدورى الممتاز وهي الخطوة التي لا أعرف لها سببا بعد رحيله عن الأهلي بعام.

فهذا الرجل لم يكن يعمل متطوعا بالاهلى كما أنه لم يقم ببناء فريق محترم للشياطين الحمر مثلما فعل المجرى هيدكوتى وبعده كالوتشاى اللذان حفرا امجاد الاهلى فى السبعينات والثمانينات من خلال أبناء النادى دون تكليف خزينته الملايين فى صفقات بالفعل كان معظمها دون المستوى ولم يستفد منها الاهلى.

الجميل أن من اوقف هذه الإحتفالات كان مانويل نفسه بعد شعوره بانه يتم إستخدامه لأهداف غير التكريم لوجود بعض المشاكل داخل فريق الكرة بين البدرى وعدد قليل من اللاعبين الكبار لظروف عدم المشاركة وإحتمالات الرحيل فى نهاية الموسم رغم ما يحصلون ليه من دعم وتاييد من داخل مجلس إدارة النادى.

وبالفعل اعتذر جوزيه عن الحضور مؤكدا ان ظروف لقاء الاتحاد الليبى تستدعى منح الفرصة للبدرى للتركيز مع الفريق وأن الإحتفال بالفوز بلقب بطولة الدروى الممتاز من حق حسام البدرى وجهازه وليس لأى فرد اخر مؤكدا أن سوف يختار الوقت المناسب للحضور للتكريم وللقاء باصدقائه فى مصر التى عشقها ويحن للتواجد بين اهلها مرة اخرى.

وحتى هذه اللحظة لا أعرف ما سر الإعلان غير الرسمى من جانب مجلس الاهلى وعقب الفوز على الاتحاد الليبى والتأهل لدور الثمانية بدورى الابطال الإفريقى عن التجديد للبدرى لمدة عام اخر، فهل هذه المباراة كانت نقطة الفصل فى تقيم البدرى وتحديد مدى صلاحيته للإستمرار مديرا فنيا للشياطين الحمر ام هى الرغبة فى سرقة الفرح من هذا المدرب المجتهد وكأن هذا الإنجاز بتجاوز هذه العقبة الصعبة كان نتاج جهد من مجلس الادارة مع اللاعبين والجهاز الفنى.

يبقى التاكيد على ان البدرى لم يكن حالة نادرة وإنما التالق مع البطل يكون له وضع خاص ولكن البدرى واحد من مجموعة من المدربين المصريين الذين أثبتوا ذاتهم فى عالم التدريب مثل طلعت يوسف مع طلائع الجيش وطارق يحيى مع الانتاج الحربى وحسام حسن مع الزمالك وعماد سليمان مع الإسماعيلى ومختار مختار مع بتروجيت وطارق العشرى مع حرس الحدود.

[email protected]

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات