كتب : عمرو مخلوف | السبت، 22 مايو 2010 - 15:59

مصر والجزائر تانى!

الساعات القليلة الماضية شهدت الكثير من حالات الخروج عن النص والإنفلات الإعلامى من أطراف عدة فى أعقاب ردود الفعل المختلفة إزاء قرارات الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) ولجنة الإنضباط وما وقعته من عقوبات على الاتحاد المصرى لكرة القدم بسبب أحداث الشغب التى واكبت تواجد منتخب الجزائر بالقاهرة قبل لقاء 14 نوفمبر الماضى فى تصفيات كأس العالم.

التصريحات الإعلامية المستفزة من جانب مسئولى اتحاد كرة القدم حاولت إقناع الرأى العام بأن هذه العقوبات ونقل مباراتين للمنتخب الوطنى بتصفيات كأس العالم القادمة بعيدا عن العاصمة القاهرة بمسافة 100 كيلو متر هذا بالإضافة للغرامة المالية 100 ألف فرنك سويسرى، وأن هذا كشف عن عمق علاقات الاتحاد المصرى من خلال سمير زاهر وهانى أبوريدة وسحر الهوارى مع أعضاء الفيفا وأنه تمت مراعاة هذه العلاقات المتميزة خلال جلسة تحديد العقوبات للجنة الإنضباط بالفيفا، هذا بالإضافة للتأكيد على أن هذه العقوبات مقبولة وأنها لا تمثل أى شىء بالنسبة للاتحاد المصرى والمنتخب الوطنى.

وبعيدا عن أن هذه العقوبات كشفت مدى الخدعة التى مارسها علينا جميعا اتحاد الكرة المصرى وجرى ورائها جميع وسائل الإعلام لدرجة أننا شعرنا بالمهانة من هذا الجبروت الجزائرى على أراضينا وكذا على أراضى السودان بل إن البعض منا شعر بأن ما واكب هذا الأمر من إعتداءات على الأسر المصرية بالجزائر يحتاج لما هو أهم من التصريحات والمواقف المتشددة.

فإن ما حدث من مسئولى اتحاد الكرة وتحايلهم على الرأى العام من خلال تصوير لاعبى المنتخب الجزائرى وجمهوره بهذه الصورة المؤسفة وهو ما عمل على تضخيمه العديد من وسائل الإعلام تسبب فى توتر فى العلاقات السياسية وكذا تسبب فى تشريد العديد من المصريين العاملين بالجزائر هذا بخلاف خسائر الشركات المصرية التى تم تحطيمها هناك بالجزائر كرد فعل للتراشق الإعلامى المبتذل بين الطرفين وراح ضحيته جمهور الشارع البسيط الذى يتفاعل مع الإعلام بكل جوارحه.

وبدلا من الدور الذى حاول أن يلعبه اتحاد كرة القدم مع تصريحات أحمد شوبير الإعلامى المتميز عندما كشف المستور - من وجهة نظره - بالتأكيد على ما حدث للمنتخب الجزائرى كان بتخطيط من اتحاد الكرة وبالأخص بمعرفة وترتيب أحد أعضاء المجلس، والقيام بشكواه للنائب العام وتصعيد الأمر بهذا الشكل المؤسف مع صديق الأمس والذى أصبح عدو اليوم ، كان لابد لنا جميعا أن نحاول علاج الأمر بمنطقيه وبحكمة من خلال إكتشاف الحقيقة وعدم التجبر والجرى وراء أوهام غير مقبولة لأن الواقع واضح ومكشوف.

للأسف كنت أتصور أن عقوبات الفيفا كانت ستدفع بالجميع لطرق مختلفة فكان على اتحاد الكرة أن يعترف بما أقره الفيفا فى تقريره من أن هناك قصور كامل فى التنظيم للقاء الجزائر وأن يحاول التجديد من دمائه بعناصر مثقفة تستطيع التعامل مع لوائح الفيفا الصارمة، وأن يعترف أيضا - أى أتحاد الكرة - بأن هناك شغب فى ملاعبنا وأن جمهورنا يملك بين صفوفه عناصر مدمرة تسعى للفساد والتعامل بهمجية فى اللقاءات الهامة.

هذا ما يحدث بشكل شبه دائم فى ملاعبنا فى اللقاءات الهامة وليس الأمر فى لقاءات كرة القدم فقط وإنما فى لقاءات الألعاب الأخرى أيضا وهذا حقيقى وواقع نعيشه منذ سنوات وللأسف واقع جديد علينا لم نكن نعرف له طريق من قبل ، ويكفى أن الأمروصل لمحاولات القتل والحريق بين جماهير قطبى الرياضة المصرية الأهلى والزمالك.

وعلى صعيد الإعلام كنت أتصور أن تتغير عملية الإنفلات بحثا عن الإثارة والإعلانات للتفكير بشكل أعمق فى الهدف الأسمى للإعلام بشتى وسائله ، وتقديم المعلومة ونقل الحدث بشكل وتقيمه بشكل راقي يصل فى النهاية لحالة من التأثير غير المباشر على المتلقى بحيث يسهم فى دعم سلوكه الشخصى والعام ، وليس بصورة تؤدى لمزيد من العنف والخروج عن النص فى ملاعبنا وبرامجنا وصحفنا.

الصورة قاتمة والوضع مؤسف ويدعو لمزيد من التفكير من المسئولين على جميع المستويات لأن الرياضة لم تعد وسيله ترويح عن الشعب بل أصبحت وسيلة كسب وبيزنيس غاية فى الخطورة تحاك من أجله المؤمرات وتضيع معه الرقاب....أسترها يا رب!!

[email protected]

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات