كتب : أحمد سعيد | الثلاثاء، 10 أغسطس 2010 - 20:49

بيتك أم "بيت الطاعة"؟

لا كرامة لنبي في وطنه، زمار الحي لا يطرب، أو "زي القرع نمد لبره" ... قل ما تشاء من أقوال مأثورة وحكم وأمثال شعبية فهي كلها تنطبق على حال حسني عبد ربه.

وحسني لاعب لايزال يعلي قيم الانتماء إلى النادي والارتباط بالجماهير، وما يتعرض له حاليا يثبت – للأسف الشديد – أن قيم الجنيه والدينار والدولار هي الأبقى والأفيد للاعب الكرة، خاصة مع التصريحات المحبطة التي صدرت عن شقيقه طارق حول حزنه بسبب تجاهل مسؤولي ناديه الاطمئنان على أحواله في مرحلة النقاهة من جراحة الصليبي.

الجميع يعلم أن الأهلي والزمالك كانا يجريات وراء اللاعب بالمشوار، ولا يستطيع أي مسؤول إداري أو فني في الناديين أن ينكر مفاوضته في أكثر من مناسبة، واستعدادهم لبذل الغالي والرخيص لضم أفضل لاعب في أمم إفريقيا 2008 أو أن وجوده ضمن صفوفهما مكسب فني ضخم.

فضل حسني البقاء مع الإسماعيلي بعد الحصول على وعود بتوفير مستحاقته المنصوص عليها في عقده، بدلا من الاستفادة الأكبر ماليا وإعلاميا وجماهيريا وفرص الفوز بالألقاب المحلية والإفريقية مع الأهلي أو الزمالك.

تجاهل الرجل كل ذلك ولم يعره اهتماما كبيرا لأنه كان ولايزال يؤكد في كل وسائل الإعلام أن الإسماعيلي هو بيته الأول الذي يظل له الأولوية طالما وجد فيه طلباته.

ولكنني بعد الأحداث الأخيرة أجدني مضطرا لتوجيه سؤال حزين إلى حسني: هل لاتزال تشعر أن الإسماعيلي بيتك أم أن مسؤوليه حولوه إلى "بيت الطاعة" بكل قسوته وخشونته التي صورتها لنا عشرات من أفلام السينما المصرية في الثمانينات والتسعينات؟

كيف يمكن للاعب أن يظل على شعوره بالانتماء إلى ناد ما، والحفاظ على إحساسه بأنه وسط أهله وعزوته الذين لا غنى عنهم إذا كان مسؤولو هذا النادي يرفضون توفير أبسط حقوق اللاعب وهي العلاج بعد "إصابة عمل" مع الفريق؟

ما هو شعور حسني أو أي لاعب بالإسماعيلي حاليا حينما يجد النادي الأهلي يسارع بتكفل مصاريف علاج عماد متعب من إصابة مشابهة على الرغم من كون اللاعب معارا أثناء الإصابة إلى اتحاد جدة، من دون انتظار تحمل النادي السعودي كلفة العلاج؟

كيف يحسب حسني الآن موقفه إذا قارن تصرفات ناديه مع إدارة الزمالك التي لم تتوان عن علاج عبد الواحد السيد من ثلاث إصابات في الركبة في ثلاث سنوات متعاقبة سواء في القاهرة أو في ألمانيا بل وحرصت على تمديد تعاقده في هذه الفترة لرفع روحه المعنوية؟

مضى على هذه الواقعة وقتا غير قصير، ولكن ما يعيدني إلى التطرق إليها الآن هو أن مسؤولي الإسماعيلي لم يكتفوا بتجاهل علاج اللاعب فحسب، وإنما تجاهلوا أيضا السؤال عنه وصرف مستحقاته رغم حصول معظم زملائه على أموالهم! أي حزن أو مهانة يمكن أن يشعر بها لاعب في حجمه من هذه التصرفات؟

وبالطبع لم يجد حسني ولو نصف عدد السطور التي كتبت عن مشكلة عماد متعب مع ستاندر لييج، أو عُشر السطور التي كتبت عن أزمة جدو لأنه ليس لاعبا لأحد القطبين، على الرغم من أنه لا يقل عنهما – وقد يزيد – تأثيرا على منتخب مصر ... وذلك ببساطة لأنه متمسكا باللعب في بيته.

لا أظن أن أحدا بعد ذلك يمكن أن يتهم لاعب من أي ناد بالأقاليم من أول الإسماعيلي حتى أصغر فريق في أصغر محافظة مصرية بعدم الانتماء حينما ينتهز أول فرصة للقفز في رحاب الأهلي أو الزمالك والانتقال من بيته الدافئ الجميل إلى فيلا فخمة في العاصمة.

ورغم تصريح عبد ربه بأنه مرتبط بالإسماعيلي ككيان وليس بأشخاص مسؤوليه، ولكنني أعتقد أن الأزمة السابقة ستجعله يعيد التفكير في الأمر، خاصة مع انتهاء عقده مع الدراويش بنهاية الموسم الجاري.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات