كتب : أحمد سعيد | الأربعاء، 20 أكتوبر 2010 - 18:06

البدري السياسي .. وميركل راعية الرياضيين

هنا رياضي مصري لا يتمتع بأي خلفية سياسية يطلق تصريحا غير مسؤول يضيف مزيدا من التوتر في العلاقات المصرية مع القارة السمراء .. وفي ألمانيا رجل رياضي مثقف يرفض ركوب الموجة لتحقيق مكاسب شخصية.

الموقفان مختلفان جدا ولكنهما مرتبطان بشدة، فكرة القدم كثيرا ما تختلط بالسياسية، وأحيانا يحاول خبراء الرياضة الحصول على مميزات إضافية من خلال تملق السياسيين، أو يحاول لاعبو السياسة ركوب نجاح فرق الكرة لاكتساب شعبية تنقصهم، وقد يتسبب تصريح هنا أو هناك في إشعال أزمات وإخماد أخرى.

انتخبوا البدري

في تونس، خرج حسام البدري منفعلا ومتأثرا ومحبطا من خسارة فريقه في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا فأطلق تصريحا تناقلته وسائل إعلام مختلفة مفاده أنه لا يشرفه أن يكون إفريقيا!

ولن أتحدث هنا عن المباراة والحكم والاتحاد الإفريقي وأرجوكم لا تجروني إلى التطرق إلى هذا الأمر، لأن ما يهمني ليس نتيجة المباراة وأحقية الترجي في التأهل من عدمها، ولكن يهمني أن رجلا يتولى منصب المدير الفني لناد له مشجعين بالملايين ويتلهف الإعلاميون على كلماته لا يستطيع أن يميز بين انفعالات سلبية تحرقه داخليا وما يمكن أن يقال أمام وسائل الإعلام.

لم يلتفت البدري إلى – أو ربما لا يدري من الأصل – أن النظام المصري الآن يسعى إلى إعادة الروابط مع كثير من دول القارة الإفريقية بعد توتر العلاقات في الفترة الماضية لعلاج أزمة مياه النيل وأن كرة القدم هي إحدى وسائل التقرب لشعوب وأنظمة القارة.

قد يكون المدير الفني لنادي القرن الإفريقي غير ملم بأن مصر تحضر الآن لبطولة ودية تضم دول حوض النيل في محاولة لإعادة اكتساب ثقة وود هذه البلدان وأن فكرة هذه الدورة تأتي في إطار خطة أكبر من صلاحيات وبرامج الاتحاد المصري.

وفيما تفكر الدوائر السياسية في أن كرة القدم قد تكون أحد عناصر تجنب أزمة مياه النيل وهي قضية أمن وطني، أخرج البدري القارة بأكملها من من دائرة النزاهة والشرف مفضلا التنازل عن انتمائه إليها بسبب حكم فاشل أو فاسد (اختر ما شئت من الصفتين) احتسب هدفا غير صحيح ضد فريقه، فباتت كرة القدم تضيف إلى التوتر بدلا من تخفيفه.

ميركل .. راعية الرياضة والرياضيين

في ألمانيا، رجل اسمه تيو تسفانتسيجر يتولى منصب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، أبدى اعتراضه العلني وغضبه الشديد من دخول أنجيلا ميركل رئيسة الوزراء إلى غرف تبديل ملابس اللاعبين عقب مباراة تركيا لتهنئتهم على الفوز.

وقال تسفانتسيجر بغضب للصحفيين إن على السياسيين ألا يتدخلوا في الرياضة، ورفض دخول غرف تبديل الملابس أثناء وجود ميركل بها. طبعا هذا الرجل يحتاج إلى زيارة قصيرة إلى مصر كي يتعلم بعض المصطلحات والتصريحات الواجبة في هذه الحالات.

كان عليه أن يؤكد أن ميركل راعية الرياضة والرياضيين هي السبب الرئيسي للفوز على تركيا بثلاثة أهداف نظيفة، وأن اتصالاتها الهاتفية واستقبال المنتخب كانا العامل الأساسي لانتشال الفريق من الحالة النفسية السيئة بعد توديع كأس العالم من نصف النهائي.

ولكن تسفانتسيجر رفض تملق السلطة ورفض أيضا أن يتم استغلاله من قبلها، ما دعا السيدة الحديدية في أوروبا إلى إجراء اتصال هاتفي لاحق به لتوضح موقفها. ليس هذا فحسب، وإنما صدر تعليق من ناطق باسم الحكومة الألمانية يؤكد أن الخلافات بين الجانبين تم تصفيتها.

هناك رجال يحفظون للرياضة كرامتها من ألعاب السياسة، وهنا رجال يفسدون الرياضة والسياسة معا!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات