كتب : أحمد سعيد | الخميس، 28 أبريل 2011 - 16:29

الكلاسيكو .. "والحاجات اللي مبتحصلش في أوروبا"

إنه الكلاسيكو، إحدى أهم مناسبات الكرة على مدار نحو قرن من الزمان، والذي يجمع حاليا بين أقوى فريقين في العالم بحسب تقدير عدد كبير من خبراء اللعبة.

ليس هذا فحسب، ولكنه مواجهة تتجاوز الإطار المحلي إلى القاري وتحدد المتأهل إلى نهائي أهم بطولة كروية للأندية على سطح الكرة الأرضية.

الآلاف في الملعب، ومئات الملايين يشاهدون عبر الشاشات، وأموال الإعلانات والرعاة تتطاير تحت أقدام 22 لاعبا يتصارعون في الملعب، ويوجههم رجلان من أصحاب القدرة والسطوة من على الخطوط.

ولكن مع كل ما سبق، حفلت مباراة ريال مدريد وبرشلونة بسلبيات كثيرة.

عنف مبالغ فيه، سوء سلوك وشجار بعد الشوط الأول، طرد لاعب ومدرب إضافة إلى عدد لا بأس به من البطاقات الصفراء، اقتحام مشجع لأسوار الملعب .. وهي كلها أمور نشأنا وترعرعنا على أنها "حاجات مبتحصلش في أوروبا".

دائما ما يصور المذيعون والمحللون والإعلاميون أي وجه قبيح – أو حتى سلبي – في الملاعب المصرية على أنه أمر من خصائص دول العالم الثالث، ومرتكبيه من لاعبين أو مدربين أو جمهور هم من طبقات الهمج وغير المتحضرين.

وبعد أن يفرغون في آذاننا كل عبارات الاستياء ومرادفات الإدانة والرثاء لحالنا، يذيلون هذه المحاضرة بالجملة الشهيرة "يا جماعة عمرنا ما بنشوف الحاجات دي في أوروبا".

لا أدري عن أي أوروبا يتحدثون .. لأنهم غالبا يشاهدون الكرة في قارة أخرى غير التي تذيع مبارياتها الجزيرة والشوتايم وأبو ظبي!

وحتى أكون واضحا، فأنا لا أهوى مشاهدة شجارات اللاعبين، والخروج عن السلوكيات القويمة، وتلقي المدربين بطاقات حمراء، ولكنني أرغب أن يتقبلها الجميع كجزء من اللعبة وليس كسرطان ينبغي اقتلاعه من جسد الرياضية، لأنه مفهوم غريب للغاية.

فمع الحماس يتولد الضغط العصبي، ومع الرغبة في الانتصار يظهر تأثير الإحباط من الهزيمة، ومع القرارات التحكيمية غير الصائبة يتفجر الشعور بالظلم الذي قد يعبر عنه بعضهم بالخروج عن النص.

إذن فهي طبيعة بشرية، قد تجمع بيبي لاعب ريال مدريد ومحمد شوقي لاعب الأهلي .. وجوزيه مورينيو مدرب نادي العاصمة الإسبانية وحسام حسن مدرب نادي العاصمة المصرية .. الراجل أبو T Shirt هناك والراجل أبو جلابية هنا.

وبغض النظر عن أن عقد هذه المقارنة أمر خاطئ من الأساس لأننا أسبوعيا نكتشف أن "الحاجات اللي بتحصل في مصر بتحصل في أوروبا"، فإن موضوع المقارنة نفسه يحمل قدرا من السذاجة.

وأزعم أنني أحد أكثر المفتونين بمقارنة الكرة في أوروبا والكرة في مصر – ما يجعل بعض قراء FilGoal.com الأعزاء يظنون أنني من مدمني جلد الذات.

ولكن المقارنات المفيدة تقد كون في طرق الإدارة، أساليب التدريب، تطوير الناشئين، صياغة المسابقات، قواعد وقوانين الانتقالات وأضف على ذلك كل ما يتعلق بالجانب العقلي والتنظيمي والاحترافي للعبة بدلا من التركيز على تحليل لحظات انفعال في ملعب أو رد فعل عنيف هو نفسي وتلقائي أكثر منه مقصود ومرتب.

أرغب في مقارنات بين "الحاجات اللي بتحصل في أوروبا" ولا تحدث في مصر وليس العكس بدلا من التركيز على ما يظنون أنه لا يحدث هناك، وربما يكون لاعبو ريال مدريد وبرشلونة أخبروهم مساء الأربعاء أنه يحدث فعلا!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات