كتب : أحمد سعيد | الخميس، 17 مايو 2012 - 13:50

الكرة تُلعب للجمهور .. طالت أعماركم!

في أحيان كثيرة، وفي زحام الصراع على السلطة والشهرة والأموال، ينسى لاعبو الكرة ومدربوها ومجالس إدارة أنديتها إلى من تُلعب كرة القدم.

بعضهم يلعب الكرة للإعلام، وبعضهم يلعب للفلوس، وبعضهم يلعب لمزاجه، وأخرون تعودا اللعب للتقرب ممن هم في السلطة والحكم، حتى بات الأمر وكأنه مغروس بداخلهم بغض النظر عن أي متغيرات.

ولا أعرف إذا ما كان فريق الزمالك يفكر في أي مما سبق أثناء إعداد ورفع لافتة "طال عمرك .. الشعب المصري بيحبك" الموجهة للملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية في المباراة الودية أمام فريق النهضة.

ولكن ما أعرفه يقينا أن صاحب الفكرة، ومن وافق عليها، ومن نفوذها، نسوا تماما أن كرة القدم تُلعب من أجل الجمهور وليس من أجل الرؤساء والملوك والسلاطين. فإذا أردت أن ترفع لافتة تحية من الأولى أن ترفعها للجمهور.

فالناس – في مصر والسعودية وكل مكان على الأرض – هم من يصنعون نجوم الكرة ولأجلهم تُلعب.

لو لم يذهب هؤلاء الناس إلى المدرج ويدفعون تذكرة، لو لم يدفعون قيمة اشتراك شبكة تليفزيونية مشفرة، لو لم يتحمل أخرون مشاهدة شاشة مجانية تلقي في وجوههم عشرات الإعلانات قبل وأثناء وبعد المباريات .. لو لم يحدث كل ذلك لما كان لهؤلاء اللاعبين أو تلك الفرق وزنا يذكر.

لم يصنع رؤساء مصر أو ملوك السعودية قيمة ونجومية كرة القدم، إلا إذا كان القائمون على اللعبة على قدر من السذاجة المفرطة يسمح لهم بتصديق شعارات "راعي الرياضة والرياضيين".

كنت سأرحب بتلك اللافتة وأعتبرها تصرفا راقيا من بعثة الزمالك إذا رفعت تحية لجمهور الكرة السعودي، الذي حضر إلى الملعب مشجعا فريقه أو الفريق الأبيض، أو حتى لم يحضر وخصص جزءا من وقته لمشاهدة الفريق عبر التليفزيون.

كنت سأحترمها بشدة إذا رفعت تعبيرا عن حب وتقدير من شباب مصريين لشباب سعوديين مثلهم، يشاركونهم في ماض قوامه التاريخ واللغة والدين، ويشاركونهم في مستقبل قوامه علاقات قوية قائمة على الندية والاحترام وتحقيق مصالح الشعوب.

كنت سأثني عليها لأنها تلمس وترا في قلوب كثير من السعوديين الذين رأيتهم في زيارات متعددة للمملكة يحبون مصر، وفرقها الرياضية، ومنها بالطبع الزمالك الذي يحظى بشعبية غير طبيعية، خاصة في المنطقة الشرقية التي لعب فيها مباراته أمام النهضة.

ولكن إقحام الفريق واللاعبين في "مجاملة" يراها كثيرون فجة للسلطات السعودية، في ظل وجود قضية معلقة بين الحكومتين بشأن مصريين محتجزين هناك (لم يفصل القضاء بعد في براءة أو إدانة أي منهم) كسر نفس مصريين كثر، لم يدروا سببا لهذه الرسالة أو هدفا من ورائها.

إذا كان اللاعبون يطالبون دائما بإبعاد الكرة عن السياسة لأنها المتنفس الوحيد للجمهور، فلماذا يقحمون أنفسهم فيها الآن؟

Twitter: @asaied

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات