كتب : أحمد سعيد | الأربعاء، 02 يناير 2013 - 17:27

خطايا الانتقالات (1) – ليفربول وستوريدج الحادي عشر!

كثيرون اندهشوا حينما أعلن ليفربول استعداده لدفع 12 مليون جنيه استرليني لضم دانيل ستوريدج من تشيلسي. ستوريدج ليس لاعبا استثنائيا والمبلغ ليس قليلا، وليفربول في حاجة إلى أفضل ما يمكن الحصول عليه وأعلى قدر من الفعالية في استخدام ميزانيته.

معظم المندهشين ربما لم يتوقفوا كثيرا عند خبر إقالة داميان كومولي المدير الرياضي السابق في أبريل الماضي بسبب صفقات غير ناجحة أبرمها على مدار عامين، وأغلبهم ليس لديهم خلفية كاملة عن السنوات الـ15 الماضية من معاملات ليفربول.

صفقة لاعب بمستوى ستوريدج، بمبلغ 12 مليون استرليني، هي صفقة "ليفربولية" بامتياز، وتعرف ناد يمارس بإصرار كبير أحد خطايا انتقالات كرة القدم الشهيرة وهي دفع مبالغ أكثر مما يستحق اللاعبين المتوسطين المنضمين للفريق، بدلا من محاولة دفع رواتب كبيرة للاعبين ثابتي المستوى والفعالية.

إذا كنت متشككا، سأسرد لك الآن عشرة أسماء ضمها ليفربول بمبالغ أكثر كثيرا مما استحق اللاعب وما قدمه مع الفريق: جبريل سيسيه، الحاج ضيوف، برونو شيريو، فرناندو مورينتس، روبي كين. خماسي أخر في عهد كومولي هم: أندي كارول، كريج بيلامي، جوردان هيندرسون، ستيوارت داوننج وتشارلي آدم.

لا تتفاجأ إذا كان ستوريدج إذا هو الحادي عشر أو أكثر في هذه القائمة!

قيمة اللاعب = قيمة اسهامه؟

المعادلة السابقة قد تبدو صحيحة للبعض، ولكن سايمون كوبر وستيفان زيمانسكي يثبتان عكس ذلك في كتابهما الشيق والعبقري Soccernomics أي "اقتصاديات كرة القدم".

فقد أجرى الباحثان دراسة على أندية الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1998 وحتى عام 2007 حول العلاقة بين قيمة انتقال اللاعب ومستواه من ناحية، وقيمة راتب اللاعب ومستواه من ناحية أخرى، وتوصلا إلى أن قيمة الانتقال لا تحدد في غالبية الأحيان مستواه في حين أن اللاعبين الذين يحصلون على رواتب عالية في الأغلب يستطيعون تقديم الأفضل حتى وإن انضموا في صفقات انتقال حر.

النتيجة التي خلص لها المؤلفان في فترة الدراسة كانت أن أكثر الأندية تحقيقا لمراكز متقدمة في هذه الفترة كانت بالترتيب: 1- مانشستر يونايتد، 2- تشيلسي، 3- أرسنال، 4- ليفربول.

الترتيب يمكن تفسيره في ضوء ميزانية الرواتب في الأندية الأربعة والتي جاءت بالترتيب كالتالي: 1-مانشستر يونايتد، 2- تشيلسي، 3- ليفربول، 4- أرسنال

ولكن عند النظر إلى ما صرفته الأندية على قيمة انتقال اللاعبين مطروحا منه قيمة بيع لاعبيها الأصليين (المصروفات مخصوم منها الإيرادات) ستكتشف أن ليفربول حقق أكبر الخسائر المالية والفنية أيضا.

فصحيفة "ديلي ميل" البريطانية الشهيرة أعدت قائمة بمصروفات ليفربول في ست سنوات لرافايل بينيتث المدير الفني الأسبق وخرجت بنتيجة أن النادي أنفق 229 مليون جنيها استرلينيا على ضم 76 لاعبا! (يمكنك الانتقال إلى القائمة المنشورة بالإنجليزية بالضغط هنا)

أما صحيفة "صانداي تايمز" فقد بذلت مجهودا أكبر في حساب الفارق بين قيمة من اشتراه ليفربول ومن باعه وتوصلت إلى أن صافي مصروفات النادي العريق تحت قيادة بينيتث قدرها 122 مليون جنيها استرلينيا، ولم يستطع حتى المنافسة على لقب الدوري!

وفي المقابل، صافي مصروفات مانشستر يونايتد عن نفس الفترة لم تتجاوز 27 مليون جنيها استرلينيا، مع الوضع في الاعتبار أن النادي استطاع بهذا المبلغ الفوز بثلاث بطولات دوري. أما أرسنال، فقد حقق في الفترة نفسها نتائج نهائية أفضل من ليفربول في ظل نجاح مالي مبهر إذ حقق أرباحا بقيمة 27 مليون استرليني نتيجة البيع بقيم مالية أعلى مما اشترى.

مذكرات جيمي كارجير

خطايا الانتقالات كان لها أضرار معنوية أيضا إضافة إلى أضرارها المالية والفنية. هذه الأضرار يسردها المدافع المخضرم جيمي كارجير في كتابه "كارا" الذي يسرد فيه مذكراته كلاعب لسنوات طويلة في ليفربول.

ويقول كارجير بوضوح أن من بين كل لعبوا لليفربول على مدار الفترة من 1998 حتى 2008، لم يقدم مستويات عالية سوى هؤلاء الذين نشأوا وتدرجوا في صفوف ليفربول عبر المراحل السنية المختلفة، ضاربا أمثلة بستيفن جيرارد وسامي هيبيا ومايكل أوين وبنفسه شخصيا.

وقدم كارجير في كتابه بعض الملاحظات على بعض الصفقات الفاشلة التي أبرمها ليفربول، أنقل هنا بعضا منها بكلمات اللاعب نفسه:

• دفع ليفربول 26 مليون دولار لضم جبريل سيسيه لأن النادي ظن أنه مهاجم قوي وهداف. اتضح فيما بعد أنه ليس قويا ولا يستطيع تسجيل الأهداف.

• التعاقد مع الحاج ضيوف كان محبطا. كنا ننهي المران بمباراة خماسية يختار فيها كابتن كل فريق اللاعبين معه. بعد بضعة أسابيع، لم يكن أحد يريد ضيوف معه في الفريق! قلت لستيفن جيرارد حينها "لقد دفعتم فيه 10 ملايين ولا أحد يريده حتى في التقسيمة"

• إذا كان الحاج ضيوف محبطا، فاللاعب ساليف دياو كان كارثة، ولكنه لم يكن الكارثة الأكبر في صيف 2002 لأننا ضممنا أيضا برونو شيريو.

• بكل وضوح، المدافع كريستيان تسيجه لم يعرف كيف يدافع!

• أكبر صفقة محبطة على الإطلاق كان فرناندو مورينتس. كان بطيئا بشكل لا يمكن تصوره.

--

"خطايا الانتقالات" هي سلسلة مقالات تُنشر خلال يناير عن أبرز الأخطاء التي وقعت ولاتزال تقع فيها الأندية خلال السنوات الـ15 الأخيرة من زاوية نظر كروية وإحصائية. أستعين في هذه السلسلة بعدد من الموضوعات التي نشرت في وسائل إعلام مختلفة إضافة إلى مصدر رئيسي أخر وهو كتاب Soccernomics لمؤلفيه Simon Kuper وStefan Szymanski.

لاقتراحات عن أفكار عن الموضوع أو حالات أخرى في سوق الانتقالات ترغب في طرحها، سجل في FilGoal.com عن طريق Facebook واترك تعليقك هنا أو تواصل معي مباشرة على تويتر @asaied

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات