كتب : ضياء الدين محمد | الأربعاء، 21 أغسطس 2013 - 14:17

إعدام أبو تريكة!

أنطلقت العديد من الأصوات المعارضة لتيار الإسلام السياسي لتهاجم محمد أبو تريكة لاعب وسط الأهلي، بسبب خبر غير صحيح نفاه اللاعب وناديه، يؤكد هجومه علي أفراد القوات المسلحة المكلفين بتأمين بعثة فريقه العائدة من الكونجو.

ومع تجاهل مدى مصداقية الخبر والذي تتحمله الصحيفة التي نشرته اعتمادا على الخلفية السياسية للاعب المعروف بتأييده لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي لإكسابه صفة الحقيقي، نطرح الأمر من زاوية أخرى تخص حجم لاعب كرة القدم ومدى تأثيره في الحياة العامة.

أبو تريكة مثله مثل العشرات من اللاعبين، يمكنك معاتبته على رد فعله في قضية إنسانية، ولكن لايمكن أن تحجر على رأيه في أي قضية سياسية كانت أو إجتماعية.

على سبيل المثال، اعتقد أن نسبة 100% من الشعب المصري ترى أنه من الضروري أن يساهم لاعب كرة القدم الذي يتقاضي الملايين سنويا في بناء صرح مثل مستشفى سرطان الأطفال.

بينما من الطبيعي أن تتعدد أراء نفس الشعب حول التيار الأنسب لقيادة الدولة، إسلاميا كان أو مدنيا أو حتى عسكريا.

وقد أثبت أبو تريكة أنه دائما ما يكون على قدر المسؤولية فيما يخص القضايا الإنسانية، فلماذا يتم الحجر على رأيه السياسي خاصة وأنه لن يؤثر؟

فلا أظن أن جماهير الأهلي ستدعم الإخوان أو المعزول محمد مرسي لمجرد أن لاعبهم المفضل يدعمهم.

وهناك العديد من اللاعبين لا تبلغ إنجازاتهم نصف ما حققه أبو تريكة في مسيرته الكروية وأخرين كبار، أعلنوا دعمهم من قبل للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، بل وكانوا يحرضون علنا ضد الثوار في ميدان التحرير، ومع ذلك لم يطالب أحد برؤوسهم مثلما يحدث مع أبو تريكة.

نعلم جيدا أن الحملة التي يتم شنها ضد أبو تريكة تتناسب طرديا مع حجمه في الملاعب، خاصة وأننا نتحدث عن اللاعب الأفضل والأكثر شعبية في الكرة المصرية خلال العقد الأخير، ولكنها مبالغ فيها إذا ما تم قياسها بحجم المواطن محمد محمد محمد أبو تريكة.

الخلاصة أن لاعب كرة القدم إنسان طبيعي ومواطن في دولة له رأي قد يتناسب مع رأيك أو يخالفه، ولذلك ليس من المطلوب أن يتم وضعه في حيز أكبر من الذي يستحقه، والمطالبة بإعدامه لمجرد أنك تراه ملاكا بينما هو بشرا مثلكم يخطئ ويصيب.

وفي النهاية لابد من احترم الآخر، والاعتراف بحقه في الاختلاف، فالتعامل بمنطق "من ليس معي فهو ضدي" يزرع الضغينة بين الناس وفرض الرأي بالقوة يجبر الجميع على أن يتحولوا إلى قطيع وهو ما لا نريده بدون أدنى شك.

لمناقشة الكاتب على تويتر عبر @Diaa_Soliman

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات