كتب : أمير عبد الحليم | الخميس، 14 نوفمبر 2013 - 17:39

عبد الظاهر الهلالي

أبو زيد الهلالي أحد أمراء بني هلال بن عامر من هوازن وفرسانهم في القرن الخامس الهجري، يتغنى العرب ببطولاته وأمجاده حتى حاضرنا.

سيرة أبو زيد الهلالي من أضخم وأبقى الأعمال التراثية التي تحكي وتخلد حياة قبيلة بني هلال الرحل بين البلدان العربية.

بطل أشهر الملاحم الشعبية العربية المعروفة بسيرة بني هلال والتي صورت وقائع العرب في الفترة من منتصف القرن الرابع الهجري وحتى منتصف القرن الخامس الهجري كان أبو زيد، وصورته الملحمة على أنه بطل خارق.

واعتمد المتغنون بسيرة أبو زيد على محورين في شخصيته أولهما الشجاعة فبالغوا فيها حتى أخرجوها عن حدود الممكن للإنسان العادي، والذكاء فعلمه وصل إلى مختلف العلوم والفنون واللغات فهو يستطيع أن يتنكر في أي زي وأن يحترف أي مهنة وأن يتحدث بأي لغة.

كفانا حديثا عن أبو زيد الهلالي، فبالتأكيد إذا كان منكم من يهتم بسيرته سيفضل أن يسمعها على الربابة وليس هنا.. ولكني احتجت أن ألجأ إلى أبو زيد للتدليل على قدرتنا الهائلة على المبالغة والتهويل.

إذا فلندخل في الموضوع ومباشرة، أحمد عبد الظاهر يعيش نفس حالة المبالغة والتهويل بعد العقوبة التي وقعها عليها الأهلي والتي أنهت تقريبا مستقبله مع النادي الأحمر.

فغير أنه صار محور لحديث الجميع، عبد الظاهر الذي كان الحصول على صورة له من محرك البحث "Google" قبل المباراة أمرا شاقا، أصبح له عدد صفحات على Facebook من نوعية "كلنا عبد الظاهر".. "عبد الظاهر الربعاوي".. "بنحبك يا عبد الظاهر".

ومن فشل في تمالك أعصابه في كل مرة خسر فيها عبد الظاهر الكرة في المباراة وقال أنه لا يستحق الأهلي، غير صورته على تويتر وفيس بوك إلى صورة عبد الظاهر بعد العقوبة.

وهنا فقط تظهر النتائج السلبية للمزج بين الرياضة والسياسة والتي حذرنا منها من قبل، فأصبح مقياس الحكم على لاعب كرة القدم ليس الأداء داخل الملعب ولكن أراءه السياسية.

فلنتفق بداية أن عبد الظاهر أخطأ سواء كنت من مؤيدي رابعة أو من معارضيها، وأغلب الآراء -وأنا شخصيا منها- ترى أيضا أن العقوبات كان مبالغا فيها من جانب إدارة الأهلي.

ولكن هل يستحق عبد الظاهر أن يكون بطلا سواء كانت العقوبات قاسية أو لا؟ بالتأكيد الإجابة المنطقية ستكون "لا" لأنه حتى عندما أراد أن يعبر عن رأيه أو يوصل رسالة اختار أسوأ طريقة ممكنة لرياضي.. والدليل على ذلك أنه نفسه اعتذر بعدها.

وصف عبد الظاهر بالبطل يظلمه هو أولا، فمن الطبيعي أن يضحي الشخص العادي بشئ ما -لفقدانه معنى كبير- في سبيل أن تلتصق به البطولة فيصير بطلا.

أما في حالة عبد الظاهر فالناس نصبته بطلا، ولا تقبل أن يضحي بشئ في سبيل أن يقترن اسمه بهذا اللقب فهي ترفض عقوبات الأهلي وتريده بطلا في نفس الوقت.

فحتى الدفاع عن عبد الظاهر بأنه فعل ما عجز غيره عنه أراه غير منطقيا، فالمؤيدون لما قام به يدافعون عن حقه في التعبير عن رأيه السياسي ويقولون أنه لم يخطئ في رفع إشارة سياسية في مباراة كرة قدم.

إذا كيف يكون ما قام به عبد الظاهر عاديا ولا يستحق العقاب، وفي نفس الوقت هو بطل ضحى من أجل فكرته؟.

أكاد أتخيل أب عقب 20 عاما مثلا من الآن يحكي لابنه عن عبد الظاهر اللاعب الرائع اللي مفيش زيه والذي كان ينتظره أن يكون أفضل لاعب في مصر لولا الظلم الذي حرم الجماهير من سحره.

الخلاصة هي إذا كان عبد الظاهر أقدم على تصرفه وهو يدرك أنه سيعاقب بهذه الطريقة، فهو يستحق العقوبة.. أما إذا كانت سذاجته صورت له أن تصرفه عادي ولن يعاقب عليه، فهو أيضا يستحق العقوبة، وفي الحالتين هو ليس بطلا.

ناقشني:

تويتر: https://twitter.com/AmirAbdElhalim

فيس بوك: https://www.facebook.com/amir.elhalim

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات
/articles/83680/عبد-الظاهر-الهلالي