المؤامرة وتغيير اللوائح.. سيناريوهات لم يتعلم منها منتخب الشباب

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 - 14:09

كتب : محمد مصطفى

منتخب مصر للشباب - تشيلي - كأس العالم تحت 20

سادت حالة من الغضب بعد تأكد احتلال المنتخب المصري للشباب المركز الثالث في المجموعة الأولى بكأس العالم تحت 20 سنة المقام في تشيلي، رغم الفوز أمام أصحاب الأرض في الجولة الثالثة.

المنتخب المصري حقق الفوز في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع بضربة حرة مباشرة من اللاعب عمر خضر، لينجح شباب الفراعنة في الفوز بالمباراة 2-1.

لاعبو تشيلي دخلوا في نوبات بكاء، وقام لاعبو المنتخب المصري بمواساتهم بعد الهزيمة، ليتهيأ الجو العام ويستنتج تأهل الفراعنة للدور التالي بعد تأهل صعب ومتأخر.

ولكن المفاجأة أن المنتخب المصري احتل المركز الثالث خلف تشيلي أصحاب المركز الثاني، قبل أن يودع البطولة ويفشل في العبور إلى الدور التالي بعدما لم تنصفه نتائج الآخرين في المجموعات الأخرى.

تعجب البعض من تراجعنا للمركز الثالث، متهمين اللائحة بإنصاف أصحاب الأرض واتهامات أخرى تم توجيهها لـ المنظمين، والاتحاد الدولي، لتطبخ نظيرة المؤامرة على نار هادئة، في سيناريو بالتأكيد شاهدته من قبل.

إليك عزيزي القارئ اللائحة التي نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عبر منصته الرسمية، وتسلمتها كافة المنتخبات المشاركة في البطولة، والتي تنص على:

في المادة 13.1 يتم ترتيب الفرق في حالة التساوي في دور المجموعات على النحو التالي:

- المواجهات المباشرة بين الفرق المتساوية في النقاط بالمجموعة

- فارق الأهداف في مباريات الفرق المتساوية في النقاط بالمجموعة

- الأهداف المسجلة في مباريات الفرق المتساوية في النقاط بالمجموعة

- فارق الأهداف في كافة مباريات المجموعة

- الأهداف المسجلة في كافة مباريات المجموعة

- اللعب النظيف (البطاقات الصفراء 1-، البطاقة الحمراء غير المباشرة (بطاقة صفراء ثانية) -3، البطاقة الحمراء المباشرة -4، بطاقة صفراء وبطاقة حمراء مباشرة -5)

- القرعة

واحتل المنتخب الياباني صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط بالفوز في المباريات الثلاث.

فيما تساوت منتخبات تشيلي ومصر ونيوزيلندا في النقاط الثلاث، ليتم اللجوء إلى النقاط السابقة لتحديد الترتيب.

المواجهات المباشرة بين الفرق الثلاث مصر وتشيلي ونيوزيلندا انتهت بنفس النتيجة 2-1، فاز كل فريق في مباراة على حساب الآخر وخسر أخرى، وبالتالي تساوت الـ3 فرق في أول 3 معايير.

ليتم اللجوء للمعيار الرابع وهو فارق الأهداف في كافة مباريات المجموعة والتي ستبعد نيوزيلندا -3، فيما تتساوي مصر وتشيلي -2 ليتنافسا على المركز الثاني وتصبح نيوزيلندا في المركز الرابع.

ينتقل بذلك منتخبا مصر وتشيلي إلى المعيار الخامس بعد تساويهما، ولكن استمر أيضا التعادل في معيار الأهداف المسجلة في كافة مباريات المجموعة 3 أهداف، ليتم اللجوء للعب النظيف الذي أنصف منتخب تشيلي بعد تلقي فردين من الجهاز الفني والإداري لمنتخب مصر "حمادة أنور وعلاء عبده" بطاقتين صفراوين في الدقيقة 32 بعد الاعتراض على عدم طرد لاعب تشيلي إثر طلب مصر اللجوء لتقنية الفيديو.

وبالتالي بات إجمالي البطاقات الصفراء التي حصل عليها منتخب الشباب 7 في مقابل 5 بطاقات فقط لتشيلي، ليتراجع الفراعنة للمركز الثالث.

المثير للدهشة، هو احتفال معلق قنوات بي ان سبورتس، بتأهل مصر بعد هدف عمر خضر القاتل.

وعلى الجانب الآخر، رغم حزن لاعبي تشيلي، إلا أن الصحافة التشيلية نشرت بمجرد نهاية المباراة تأهل منتخب بلادهم للدور التالي بعد احتلال المركز الثاني.

موقع Diario Olé التشيلي نشر تحت عنوان "لحظة غير عادية في تشيلي".

وجاء في التفاصيل "بعد هزيمة الفريق المضيف بنتيجة ٢-١ أمام مصر، ظنّ لاعبو تشيلي أنهم خرجوا من كأس العالم للشباب تحت ٢٠ عامًا وانفجروا بالبكاء، ولكن بعد دقائق، اكتشفوا تأهلهم إلى دور الـ ١٦ بحصولهم على عدد أقل من البطاقات الصفراء لأن الفريقين كانا متعادلين في جميع معايير كسر التعادل (النقاط، فارق الأهداف، الأهداف المسجلة والمستقبلة)."

لقطة عدم الاطلاع على اللائحة ودراسة الأمر مقدما تكررت سابقا في عدد لقطات للمنتخبات المصرية.

منتخب الشباب 2013

في كأس العالم للشباب 2013 الذي أقيم في تركيا، ظهر المنتخب المصري بشكل باهت بعد خسارتين أمام تشيلي والعراق بالنتيجة ذاتها 2-1، قبل أن يحقق الفوز في الجولة الأخيرة أمام إنجلترا 2-0.

هدفا منتخب مصر جاءا في الدقائق 79، و90+3 عن طريق محمود حسن تريزيجية، وأحمد حسن كوكا.

المنتخب المصري كان بحاجة إلى هدف وحيد من أجل خطف بطاقة العبور للدور التالي، ضمن أفضل 4 منتخبات أصحاب المركز الثالث.

ولكن احتفل اللاعبون عقب المباراة بشكل جنوني، بل وقام مسعد عوض حارس المنتخب وقتها في الدقيقة 90+4 بتسديد الكرة بعيدا من أجل إضاعة الوقت، معتقدا حجز بطاقة التأهل، فيما جرى لاعب إنجلترا من أجل وضع الكرة أمام المرمى لتسريع وتيرة اللاعب.

فيما صرح ربيع ياسين المدير الفني للمنتخب المصري وقتها عقب المباراة لقنوات بي ان سبورتس "لسه هنشوف النتائج ونحسبها"، ليودع المنتخب المصري دور المجموعات بسبب عدم الاطلاع إداريا على موقف المنتخب قبل خوض المباراة.

تصفيات أمم إفريقيا 1994

عام 1993 كان يخوض المنتخب المصري تصفيات كأس الأمم تحت قيادة الكابتن شحتة، في الجولة الأخيرة خارج الأرض أمام مالي ضمن المجموعة الثامنة.

المنتخب دخل المباراة بـ 6 نقاط بعد فوز أمام مالاوي ومالي، وتعادلين أمام المغرب، وخسارة أمام مالاوي.

منتخب مالي كان في المركز الثاني برصيد 5 نقاط، ومالاوي ثالثا بـ5 نقاط، وأخيرا المغرب 4 نقاط.

وكان الفريق الفائز يحصد وقتها نقطتين، والتعادل نقطة وحيدة، ويتأهل أول فريقين من المجموعة إلى كأس الأمم.

ورغم أن التعادل كان يكفي المنتخب المصري للتأهل، أو خسارة المنتخب ولكن بشرط خسارة أو تعادل المغرب أمام مالاوي خارج الأرض.

ولكن المفاجأة أن المنتخب المصري تلقى خسارة أمام مالي بهدفين مقابل هدف وحيد على استاد أوفي سبورت في باماكو عاصمة مالي، فيما حققت المغرب فوزًا مفاجئا خارج الأرض أمام مالاوي 2-0، ليدخل لاعبو المنتخب المصري في نوبة بكاء، وغضب كبير من شحتة المدير الفني للمنتخب بعد فقدان أمل التأهل.

الإذاعي الرحل سمير حسين، كان يتواجد بصحبة المنتخب المصري في مالي، وأعلن عبر الإذاعة تأهل مصر لكأس الأمم الإفريقية مع نهاية المباراة بفضل هدف أحمد الكاس في مرمى مالي الذي رجح كفة أهداف مصر، ولم يكن التأهل وفقا للمواجهات المباشرة حسب اللائحة.

سمير حسين يحكي في تصريحات سابقة لقناة صدى البلد: "كنت أحسب الأهداف أولا بأول، وأتابع نتيجة مباراة المغرب، لأعلن عقب المباراة تأهل مصر".

ويكمل "تفاجأت بعد العودة للفندق بحزن اللاعبين وعدم معرفتهم بموفقنا في التصفيات، ليتفاجأ الكابتن شحتة بتأهلنا بعدما أبلغته"

مصر والجزائر

مازالنا نكرر واقعة تغيير لائحة تصفيات إفريقيا لكأس العالم أثناء مبارياتها.

المنتخب المصري كان بحاجة للفوز أمام الجزائر في الجولة الأخيرة بفارق 3 أهداف، للتأهل مباشرة، أو الفوز بفارق هدفين والذي يقودنا إلى مباراة فاصلة.

حقق المنتخب المصري الفوز بثنائية على حساب الجزائر في ليلة تاريخية في استاد القاهرة بعد هدف عماد متعب في الوقت المحتسب بدل من الضائع، وكاد محمد بركات أن يحسم الأمر بعدها لولا مرور الكرة بجوار القائم بقليل.

التقى المنتخبان لاحقا في أم درمان في السودان، والذي حقق خلالها منتخب الجزائر الفوز بهدف نظيف سجله عنتر يحيى ليقود الخضر لكأس العالم على حساب أحد أفضل الأجيال في تاريخ الكرة المصرية.

ولا زال لدى الكثيرون وبينهم لاعبون بالمنتخب الوطني وقتها قناعة، بأن اللائحة تغيرت أثناء التصفيات.

الجزائر تفوز بكأس العالم العسكرية | أخبار رياضة | الجزيرة نت

الكاميرون 2010

ولا نعاني وحدنا من آفة عدم قراءة اللائحة، الكاميرون مرت بالأمر ذاته عام 2010 في كأس الأمم الإفريقية.

المنتخب الكاميروني كان يود الابتعاد عن مواجهة مصر في ربع النهائي، بعدما تسبب الفراعنة في فقدانهم لفرصة المشاركة في مونديال 2006، وإقصائهم مرتين في كأس الأمم 2008 بنتيجة 4-2 في مرحلة المجموعات، و1-0 في النهائي بهدف محمد أبو تريكة.

الكاميرون بقيادة صامويل إيتو تعادلت أمام تونس 2-2 في الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة بكأس الأمم 2010 في أنجولا.

زامبيا قبل المباراة لم تكن تمتلك سوى نقطة وحيدة والجابون 4 نقاط، وتونس والكاميرون 3 نقاط

ويتفوق المنتخب الكاميرون على تونس في فارق الأهداف، وبالتالي اعتقد لاعبو الأسود أن الفوز يضمن لهم التأهل.

وبعد علمهم بفوز منتخب زامبيا على الجابون دخل السرور على قلب إيتو ورفاقه بالابتعاد عن مواجهة مصر.

الاستوديو التحليلي للمباراة، ذكر أن الكاميرون تأهلت في صدارة المجموعة لتبتعد عن مواجهة مصر متصدر المجموعة الثالثة.

ولكن خابت ظنون الكاميرون، حيث نصت اللائحة وقتها على حساب فارق الأهداف في المواجهات بين الفرق الثلاث والتي تساوت (فارق 0)، ليتم الاحتكام لأكثر الفرق المسجلة في المواجهات بين الفرق الثلاث والتي أنصفت زامبيا في الصدارة، ثم الكاميرون، ووداع الجابون للبطولة.

التعليقات
/articles/514773