زيدان والهوية المضطربة.. حين تصبح رمزًا أسطوريًا في النصر وغريبًا يجب طرده عند الهزيمة

الإثنين، 23 يونيو 2025 - 22:02

كتب : محمود عزت

زين الدين زيدان

"في الانتصار هم فرنسيون، وفي الإخفاق يتحولون إلى أفارقة".. المعلق التونسي عصام الشوالي.

تلك الجملة العابرة كشفت ازدواجية المعايير في فرنسا، إذ يتم الاحتفاء بأصول اللاعبين "الفرنسية" وقت التتويج، بينما تُستدعى أصولهم "الأفريقية والعربية" عند الفشل والإخفاق، وتُفتح ملفات "الهوية" و"الولاء" و"الانتماء".

أحد تلك الأمثلة هو زين الدين زيدان، الذي لا يُعد فقط أسطورة عالمية، بل رمزًا معقّدًا للهوية والانتماء، فهو سليل لجراح الهوية المزدوجة. نطحته الشهيرة لماتيراتزي لم تكن مجرد انفعال عابر، بل بدت في نظر كثيرين تعبيرًا عن رفض الإهانة.

زيدان ليس مجرد لاعب أو مدرب عظيم، إنه مرآة عاكسة لصراع فرنسي جزائري عربي وأفريقي، إنه الاستعمار الذي سرق البلاد والثروات والمواهب أيضًا. فحين تهاجر إليهم لا يراك البعض إلا حينما تنجح، ويشكك بك حين تسقط، فتصبح مواطنًا من الدرجة الثالثة.

ويتم الأسطورة الفرنسي زيدان عامه الـ53، إذ وُلد يوم 23 يونيو 1972، ليكون أحد أفضل اللاعبين في تاريخ يوفنتوس وريال مدريد وفرنسا، لكنه يمثل أيضًا جانبًا مظلمًا كالتالي:

وُلِد زين الدين يزيد زيدان في مرسيليا لأبوين جزائريين، ليحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية.

ويعد والده إسماعيل زيدان من قرية "أجومون آث سليمان" بولاية بجاية في الجزائر، وقد قرر عبور البحر الأبيض المتوسط هربًا من الاستعمار والظروف الاقتصادية الصعبة، ليعمل كعامل بناء، ووصل إلى فرنسا في 17 سبتمبر 1953.

وبعد استقلال الجزائر عام 1962، أراد إسماعيل العودة إلى وطنه بعد 9 سنوات قضاها في مواقع البناء الفرنسية، ولكن قبل السفر إلى بلده الحبيبة، التقى بمليكة، وهي فرنسية من أصل جزائري.

تزوج إسماعيل ومليكة واستقرا في مدينة فوكايا، وبات لديهما زيدان و4 إخوة، وهم مجيد، الأخ الأكبر، وفريد الذي لعب الجودو لصالح الجزائر وتوفي في يوليو 2019 بسبب السرطان، أما الأخ الثالث فهو نور الدين، الذي لعب كرة القدم وكان قريبًا من الانضمام لنادي سانت إيتيان، وأصبح فيما بعد مساعدًا شخصيًا لزيدان، والأخيرة هي ليلى.

download

عائلة "ياز"

منذ نهاية الستينيات، عاشت عائلة زيدان في لا كاستيلان التي تُعد منطقة فقيرة في مدينة فوكايا، إذ عاش حوالي 6 آلاف نسمة من أصل مهاجر من العرب والأفارقة.

خطا "ياز" الصغير، كما كانت تُناديه العائلة، ليعشق كرة القدم ويلعب مع إخوته وأصدقائه من الحي. لم يكن زيدان مهتمًا بالمدرسة، بل كان يلعب كرة القدم والجودو فقط، وهي رياضته المفضلة الثانية، التي مارسها حتى سن الحادية عشرة.

في سن التاسعة، بدأ زيدان لعب كرة القدم في أندية محلية، قبل أن ينضم إلى نادي "كان"، ومنه إلى "بوردو".

حضر زيدان مباراة نصف نهائي بطولة أمم أوروبا 1984 بين فرنسا والبرتغال، في ملعب فيلودروم كجامع للكرات، وكان قدوته في الطفولة إنزو فرانسيسكولي، اللاعب الأوروجوياني الذي لعب لموسم واحد في نادي أولمبيك مرسيليا.

في ديسمبر 1986، دخل معسكرًا تدريبيًا لمدة 3 أيام لاختيار أفضل اللاعبين، ولاحظ كشاف نادي "كان"، جان فارود، موهبة الطفل الصغير.

وخلال مباراة تجريبية، أخطأ زيدان، الذي لعب بمركز ليبرو، في تمريرة قصيرة بمنطقة جزائه، مما تسبب في تلقي فريقه هدفًا.

وعلى الرغم من هذا الخطأ الفادح، انبهر فارود بموهبته، وعرض عليه معسكر تدريب لمدة أسبوع واحد. وكان إسماعيل زيدان قد رفض عرضًا سابقًا من نادي سانت إيتيان لضم نور الدين، شقيق "زيزو".

وبعد عدة أسابيع من التفكير، قبل والد زيزو ولكن بشرط واحد: يجب أن يقيم مع عائلة مضيفة، وفي صيف عام 1987 انضم إلى نادي "كان".

ومن "كان" إلى "بوردو"، ثم "يوفنتوس"، ومنه إلى "ريال مدريد" و"منتخب فرنسا"، ليكتب زيدان اسمه كواحد من عظماء اللعبة عبر التاريخ.

zinedine-zidane-scaled

توترات فرنسية

"زيدان قائدًا يبعث الأمل، إنه يُعلي من شأن السود والبيض. لو نقلتَ ذلك من كرة القدم إلى الأمة بأكملها، فتخيل الطاقات التي سيُطلقها" — أحد المواطنين الفرنسيين.

منذ خمسينيات القرن الماضي، تعرض اللاعبون الفرنسيون المهاجرون لانتقادات لاذعة من المشجعين والمسؤولين على حد سواء. على سبيل المثال، كان ريموند كوبا أحد نجوم المنتخب الفرنسي في كأس العالم 1954، وبسبب أصول والديه البولندية، تعرض لتعليقات عنصرية.

ومع ذلك، غالبًا ما كان يُنظر إلى نجاحه على أرض الملعب على أنه بصيص أمل في "فرنسا جديدة"، كمجتمع متعدد الثقافات والأعراق، حتى وصلنا إلى عام 1998 ليُقام المونديال على الأراضي الفرنسية.

كانت التوقعات بالنسبة للديوك مختلفة بعد الخروج من نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 1996، ليتم رفع سقف التوقعات عاليًا للغاية.

download-3

وشمل لاعبو المونديال البالغ عددهم 23 لاعبًا أصحاب جذور في الجزائر والسنغال وغانا، على سبيل المثال لا الحصر، وخلقت هذا الاختلاف توترات وجدلًا كبيرًا في فرنسا، ليتساءل الكثير: عما إذا كان الفريق يمثل هوية البلد ككل أم لا.

فرنسا الجديدة

لا شك أن فوز فرنسا بالمونديال جلب معها فرحة عارمة لا توصف، بعدما قاد الفريق الفرنسي أمثال زين الدين زيدان وتييري هنري وليليان تورام للتتويج باللقب، لكن الفريق ككل لم يُنظر إليه على أنه "فريق فرنسي"، وكان أكبر انتقاد هو افتقاد الديوك إلى "الطابع الفرنسي" على أرض الملعب.

download-1

رأى البعض أن ما حدث كان نقطة تحول في المجتمع الفرنسي، إذ احتفل كافة أطياف المجتمع بالبطولة، وهرع الناس إلى شارع الشانزليزيه وكافة شوارع باريس معلنين أن الانتصار كان لفرنسا بأكملها، وهزيمة لـ"أعداء الهجرة".

وكتب على أحد اللافتات: "شكرًا يا زيزو، زيدان رئيسًا!"

وبعد تألق النجوم الفرنسيين "الأجانب" وخاصة هنري وزيدان وتورام والفوز بالبطولة، ليمثلوا حالة نجاح كان يجب أن تُترجم إلى تغييرات في المجتمع والسياسة.

أصبح زيدان، ذلك الفتى الأصلع، يظهر على كل الملصقات والحوائط في شوارع باريس.

ويتذكر مارسيل ديسايي أجواء مواجهة البرازيل في النهائي: "كان الأفارقة والجزائريون والمغاربة، العرب جميعهم عند النوافذ، وهم يحملون الأعلام الفرنسية، وكانوا يختلطون بالفرنسيين، وكان الجميع يغنون معًا، وكان الجميع يرسمون وجوههم باللون الأزرق والأبيض والأحمر".

فيما قال زيدان: "ما أدهشني هو الناس في الشارع، سود وبيض، كنتُ في الحافلة، في الخلف تمامًا، استدرتُ ونظرتُ خلفي، كان هناك أكثر من 500 دراجة نارية كانت تلاحقنا، كان الأمر مذهلًا".

وعلق تورام: "إذا نظرت إلى تشكيلة الفريق الفرنسي وكل التنوع الذي كان موجودًا، وأن كل هؤلاء اللاعبين من خلفيات مختلفة تمكنوا من تمثيل فرنسا والفوز، كانت هذه رسالة قوية جدًا لإرسالها إلى المجتمع".

قاع البرميل

بعد التتويج بمونديال 1998 ويورو 2000، هدأت الموجة ضد المهاجرين، ودخل المنتخب الفرنسي كأس العالم 2002 بـ8 لاعبين من ذوي البشرة السمراء.

ورشح الهولندي الأسطوري يوهان كرويف الديوك للقب، قائلًا إن فرنسا قبل كل شيء ستفوز بكأس العالم. ومع ذلك، فقد قدم الفريق أداءً أقل بكثير، وخسر الديوك أمام السنغال في الافتتاح وخرجوا من دور المجموعات، وللمرة الأولى منذ 36 عامًا يفشل البطل في تخطي الدور الأول.

download-4

وبينما كان المنتخب الفرنسي ينهار على الساحة الدولية، كان الدوري الفرنسي يمر باضطرابات كبيرة، واندلعت موجات عنف في الدوري الفرنسي.

وأعلن رئيس مرسيليا بابي ضيوف أن ملعب باريس سان جيرمان "غير آمن" لجماهير مرسيليا، ونصح جماهيره بعدم حضور المباراة، وأرسل الفريق الاحتياطي للمباراة.

وذكرت صحيفة ليكيب الشهيرة قبل المباراة: "لقد وصلت كرة القدم الفرنسية إلى قاع البرميل، ونهاية الطريق".

"أسود أسود أسود"

في عام 2006، كان الفريق مليئًا باللاعبين من مختلف الأعراق، إذ كان هناك 17 لاعبًا من أصحاب البشرة السمراء، لكنها لم تكن أبدًا مؤشرًا على السياسة الفرنسية التي تعزز من مكانة الأفارقة والعرب.

لكن الجمعية الوطنية الفرنسية تألفت من 577 عضوًا، منهم 11 فقط من الأقليات، بحسب واشنطن بوست. وقبلها بعام، انتقد الفيلسوف الفرنسي آلان فينكيلكروت المنتخب بشكل عام لكونه "أسود-أسود-أسود".

حتى أن جان ماري لوبان، زعيم الجبهة القومية في ذلك الوقت، أكد أن المنتخب لم يكن فرنسيًا بطبيعته، وأن اللاعبين الفرنسيين مثل زيدان لم يغنوا النشيد الوطني.

وخلال مواجهة إسبانيا في دور الستة عشر، دخل الفريق الفرنسي متحفزًا بعدما أهان لويس أراجونيس تيري هنري، بعدما أطلق عليه لقب "الأسود" في وقت سابق عام 2004، ليطلق مهاجم أرسنال حملة ضد العنصرية.

فاز الفرنسيون، لكن لم يسمح هذا الانتصار للديوك بتوجيه رسالة إلى أراجونيس فحسب، بل ردّ أيضًا على انتقادات الإعلام الفرنسي لهوية الفريق.

ورغم وصول الفريق إلى النهائي، فإن الفيلسوف الفرنسي آلان فينكيلكروت اعتبر أن الفريق "أسود للغاية" وليس فرنسيًا بدرجة كافية.

وحولت نطحة زيدان للمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي في النهائي، أحلام الفرنسيين إلى سراب، ليخسر اللقب أمام إيطاليا عام 2006.

وظلت صورته وهو يسير أمام كأس العالم في الملعب الأوليمبي في برلين محفورة إلى الأبد في تاريخ زيدان، ليقول الأخير: "عندما عدت إلى غرفة الملابس، شعرت بحزن شديد لأنني خذلت زملائي، كما أنني ندمت على فعلت هذا الأمر أمام الأطفال".

zidane-trophy-2006-scaled

ورد تورام: "ليس هناك حاجة للحديث حول الواقعة، هذه أشياء تحدث، كيف نفوز بدون زيدان؟".

وتتقاطع الذاكرة السياسية مع الرياضية في قلب شاب لبناني عاش تجربة الحرب في طفولته. بينما كانت أنظار العالم مشدودة إلى نهائي كأس العالم 2006، كان يعاني من ويلات الحرب.

ويقول الكاتب اللبناني ناجي بختي في روايته "بين بيروت والقمر" إن والده كان يردد دائمًا عبارة: "لا تُهِن أخت أو أم الرجل العربي"، في إشارة إلى واقعة نطحة زيدان الشهيرة، التي تمثل لحظة الغضب على أرض الملعب لكنها تُظهر النخوة والكرامة في الثقافة العربية كتصرف طبيعي لما فعله زيدان ابن الجزائر، الذي تعرض لهجوم كبير في فرنسا عقب خسارة لقب كأس العالم.

تعليقات خرقاء

ورغم الخسارة، اعتُزل زيدان كأسطورة فرنسية كلاعب، كما حقق ثلاثية تاريخية بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا كمدرب مع ريال مدريد، ليصبح أحد الناجحين في نظر المجتمع الفرنسي.

واعتذر رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لو جرايت، عمّا وصفه بـ"تصريحاته الخرقاء" بشأن الاهتمام المحتمل لزين الدين زيدان بتدريب المنتخب.

0m-147599-Noel-Le-Graet-1673261333819

وقال مازحًا في مقابلة على الإذاعة الفرنسية: "لن أرد حتى على مكالمته الهاتفية"، عندما سُئل عما إذا كان زيدان قد اتصل به ليعبر عن اهتمامه بتولي تدريب المنتخب خلفًا لديدييه ديشامب.

وأثار ذلك انتقادات من نجم فرنسا المهاجر، كيليان مبابي، صاحب الأصل الكاميروني، الذي وصف تعليقات لو جرايت بأنها "غير محترمة"، وقال: "زيدان هو فرنسا، ونحن لا نسيء إلى الأسطورة بهذه الطريقة".

وطالبت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا أيضًا لو جرايت بالاعتذار عن تعليقاته، التي قالت إنها أظهرت "افتقارًا مخجلًا للاحترام"، ليعتذر لو جرايت قائلًا: "أود أن أعتذر عن هذه التصريحات، التي لا تعكس على الإطلاق وجهة نظري، ولا اعتباراتي للاعب الذي كان عليه والمدرب الذي أصبح عليه".

"أجريت مقابلة، وكان ينبغي لي ألا أجريها، لأنهم كانوا يبحثون عن الجدل من خلال معارضة ديدييه وزين الدين زيدان، اثنين من عظماء كرة القدم الفرنسية. أعترف بأنني أدليت ببعض التعليقات الخرقاء".

زيزو رئيسًا وتشواميني مذنبًا

وبعيدًا عن زيدان، الذي اعتزل كرة القدم في 2006، كانت هناك خيبة أمل كبيرة للفرنسيين بعد الخروج من مونديال 2010، ما أكد لعدد كبير من الفرنسيين أن فوز 1998 لم ينجح فعلاً في تحويل فرنسا إلى مجتمع متكامل ومتسامح.

وعاد الجدل مرة أخرى عام 2011، بعدما تم تسريب تسجيل يُظهر مناقشة بين المدير الفني للاتحاد الفرنسي لكرة القدم "فرانسوا بلاكوار" والمدرب لوران بلان، حول إمكانية تطبيق نظام تدريب للاعبين الشباب بناءً على خلفياتهم العرقية، بهدف تقليل عدد اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية والعربية في المنتخبات.

ورغم أن بلان لم يكن صاحب الفكرة، إلا أن عدم اعتراضه عليها أثار موجة استياء، خاصة بعد أن تمت إدانة بلاكوار كمذنب وحيد، بينما خرج بلان بأقل الخسائر، وظهر في الإعلام كضحية لا كمسؤول.

وفي كأس العالم 2018، بلغ عدد لاعبي فرنسا حوالي 20 لاعبًا من أصل غير فرنسي، ومجددًا تنجح فرنسا في الفوز باللقب. ولكن بعد سنوات قليلة، يخسر الديوك النهائي أمام الأرجنتين في عام 2022.

وبعد الفشل في التتويج بالكأس، تعرض كولو مواني وتشواميني، لاعبا فرنسا، لهجمات عنصرية، ومن ثم أغلقا التعليقات في حسابيهما على إنستغرام.

في فرنسا، حيث يُفترض أن قيم الجمهورية الثلاث "حرية، مساواة، إخاء" تحكم المجتمع، يظهر زين الدين زيدان كرمزٍ في كرة القدم، محبوب شعبيًا، بل والأكثر شعبية في البلاد.

ويُرفَع له شعار "زيزو رئيسًا" في شارع الشانزليزيه، ويُنظر إليه كمثال للاندماج الناجح، لكنه في الواقع يمثل تناقضًا عميقًا بين الواجهة البراقة والواقع الاجتماعي المؤلم في فرنسا.

يظل زين الدين زيدان أسطورة فرنسية محبوبة من الملايين حول العالم، ويُحتفى به كرمز للاندماج وواجهة للتعددية الثقافية، لكن وراء هذا البريق، يقف زيدان نفسه عند الخسارة ليكشف واقعًا فرنسيًا مزدوج المعايير، إذ يُرحّب بالمهاجر عند الانتصار، ويُدان بعد الانكسار.

زيدان كان شاهدًا على صراع الهوية في فرنسا، قاد منتخبًا متعدد الأعراق للقب عالمي في عام 1998 ليمثل "فرنسا الجديدة"، لكنه ظل مع تشواميني ومواني وآخرين كُثُر "أجانب" أكثر منهم "فرنسيين" في حالة الفشل والإخفاق.

التعليقات
/articles/507864/زيدان-والهوية-المضطربة-حين-تصبح-رمز-ا-أسطوري-ا-في-النصر-وغريب-ا-يجب-طرده-عند-الهزيمة