التسلح بفاجعة ابنته وتوزيع الأهداف.. كيف صنع لويس إنريكي باريس أقوى بدون مبابي
الجمعة، 30 مايو 2025 - 21:35
كتب : محمد رؤوف

لويس إنريكي - مبابي
قرر لويس إنريكي المدير الفني لـ باريس سان جيرمان تحدي كيليان مبابي عندما أعلن رحيله من النادي أثناء الموسم وتوالي المباريات والبطولات.
لكن تحدي أي شيء بشكل مسبق قبل اتخاذ خطوات لمواجهته يعد أمرا صعبا للغاية، لكن ليس على لويس إنريكي، كيف؟ سترى لاحقا.
وينتظر باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي مباراة الموسم ضد إنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت المقبل، البطولة التي من شأنها تكتب التاريخ للنادي الفرنسي خاصة بعد رحيل نجم الفريق كيليان مبابي.
لكن شجاعة إنريكي بتحدي رحيل مبابي بأن فريقه سيكون أقوى هو أمر صعب للغاية، لكن بالنسبة للمدرب الإسباني أقل ما واجهه في حياته.
تعلم من وفاة نجلته
توفيت شانا نجلة لويس إنريكي بسبب مرض سرطان العظام عن عمر 9 سنوات عام 2019.
وأقر لويس إنريكي خلال فيلمه الوثائقي You Haven’t Got a Clue أن وفاة شانا علمته الكثير عن الحياة وأثر بشكل إيجابي على تعامله مع التحديات في مسيرته المهنية.
بالتأكيد لا يوجد أي تحدي أصعب من هذا بالنسبة لأي شخص، لكن لويس إنريكي قرر أن يتسلح بهذه الفاجعة لكي يواجه تحد في مسيرته الكروية برحيل مبابي عن فريق العاصمة الفرنسية.
"سنكون فريق أقوى تكتيكا"
جميع المؤشرات والتقارير الصحفية توضح أن مبابي سيرحل لا محالة عن باريس سان جيرمان ورفض تجديد العقد.
ومن هنا يستغل الصحفيون لتوجيه الأسئلة إلى لويس إنريكي خلال مؤتمر صحفي.
وعكس كل التوقعات واجه لويس إنريكي الأمر بقوة وقال يوم 29 فبراير 2024: "احتمالية رحيل مبابي؟ إذا سارت الأمور على ما يرام، فأنا مقتنع أننا سنكون فريقا أفضل من هذا العام تكتيكيا".
وأضاف "علينا مواصلة التمسك بفكرتنا، ونسعى إلى السيطرة على المباريات منذ البداية".
وأتم "لسنا بحاجة إلى تحسين الفكرة العامة بل إلى تحسين التفاصيل".
كالعادة في الموسم الماضي حصل باريس سان جيرمان على الثلاثية المحلية، لكن خرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند، وهنا توقف حلم التتويج بالبطولة.
النجم الأوحد
أراد لويس إنريكي أن يكون فريقا قويا وليس فكرة النجم الأوحد وهو بالتأكيد كيليان مبابي.
في الموسم الماضي سجل باريس سان جيرمان 124 هدفا في جميع البطولات، وتمكن النجم الفرنسي من تسجيل 44 هدفا بنسبة 35.5% من إجمالي أهداف الفريق.
الأمر الذي لم يعجب به كثيرا لويس إنريكي، لأنها تعتبر نسبة مرتفعة إلى حد ما بالمقارنة بما يفكر فيه المدرب.
أراد المدرب أن يكون هذا العدد من الأهداف موزعا على أكثر عدد من اللاعبين.
إذ سجل 11 لاعبا 124 هدفا لباريس في الموسم الماضي.
سوق كامبوس
استعان لويس كامبوس المدير الرياضي لباريس بسوق الانتقالات لتلبية احتياجات لويس إنريكي في تكوين فريق قوي وليس بناء فريق حول نجم أوحد.
وحول كامبوس استراتيجية النادي بأكمله من التعاقد مع النجوم أمثال مبابي ونيمار وميسي ودي ماريا إلى ضم اللاعبين الواعدين والذين يخدمون طريقة لعب المدير الفني.
وتعاقد كامبوس مع جواو نيفيس وديسيري دوي وويليان باتشو وخفيتشا كفاراتسخيليا في أبرز الصفقات الصيف الماضي.
ويعتبر نادرا أن يستفيد النادي من جميع تعاقداته.
قوة الفريق
بخلاف بطولة كأس العالم للأندية 2025، فتتبقى مباراة واحدة فقط على نهاية الموسم الحالي وهي نهائي دوري أبطال أوروبا.
تمكن باريس من تسجيل 147 هدفا خلال الموسم الجاري أي أكثر من الموسم الماضي.
لكن ليس هذا الأمر الذي يشغل تركيز لويس إنريكي فقط، بل عدد اللاعبين الذين أحرزوا هذه الأهداف.
واستطاع 16 لاعبا من تسجيل الأهداف وهو عدد أكبر من الموسم الماضي، وللدقة أكثر فإن عثمان ديمبيلي هداف الفريق الموسم الحالي سجل 33 هدفا بنسبة حوالي 22.4% من جميع أهداف الفريق.
ومن الأرقام يتبين الفارق الرقمي الكبير الذي يريد أن يصل إليه لويس إنريكي.
"كنت شجاعا في حديثي"
ذكر لويس إنريكي بما قاله عندما كان يبدو أن مبابي قريب من الرحيل، وقال يوم 6 فبراير الماضي: "كنت شجاعا للغاية في الموسم الماضي عندما أخبرتكم أننا سنكون فريقا أفضل في الهجوم والدفاع وقت اقتراب رحيل مبابي".
وأضاف "ما زلت أعتقد أننا أفضل، والأرقام تشهد على ذلك، لقد اعتبر اللاعبون الأمر تحديا، بالطبع كنا نرغب في الاحتفاظ بمبابي، لأن الجميع كان يحبه، لكن الفريق يستجيب بمستوى مذهل".
وتابع "قلت لكم إنه بدلا من لاعب يسجل 40 هدفا، أردت لاعبين يسجلون جميعا الكثير من الأهداف، في ظل وضع لم نكن نرغب فيه ولكنه حدث، فإن نضج الفريق ممتاز".
وفي يوم 23 فبراير قال إنريكي: "نحن لا نعتمد على لاعب أو اثنين فقط، وهذا في حالتنا أمر إيجابي للغاية".
وأتم "ما يهمني هو أن يكون لدينا فريق متكامل، حيث يشارك الجميع في الهجوم والدفاع، عندما ننجح في ذلك، سيسجل أربعة أو خمسة لاعبين 10 أو 15 هدفا، ولكن الهدف الرئيسي يبقى كما هو الفوز بالألقاب واللعب بأفضل كرة قدم ممكنة".
في النهاية سواء تمكن باريس من تحقيق دوري أبطال أوروبا تحت قيادة لويس إنريكي أم لا، فلن ينفي أن لويس إنريكي تمكن من تطبيق فكرته وتوج بالبطولات المحلية، وسيكون لديه فرص أخرى في الموسم المقبل.
نرشح لكم






