
أرسنال - تشيلسي - هدف ميكيل ميرينو
من كان أفضل صفقة في الدوري الإنجليزي الممتاز في صيف 2024؟
هناك العديد من الأسماء التي تستحق الذكر. إليوت أندرسون ونيكولا ميلينكوفيتش ساهما في تحويل نوتنغهام فورست من فريق يصارع الهبوط إلى منافس على دوري أبطال أوروبا، بينما أثبت ماكسينس لاكروا وإسماعيلا سار أهميتهما في فوز كريستال بالاس بأول لقب كبير في تاريخه. أما دين هويخسن فقد جلب بالفعل مكاسب مالية ضخمة لبورنموث، ويبدو أن ليام ديلاب على وشك فعل الشيء ذاته مع إيبسويتش تاون. ومع ذلك، هناك لاعب واحد برز بلا شك كأحد أفضل صفقات الصيف، وهو ميكيل ميرينو.
بعد تألقه في بطولة يورو 2024 التي فازت بها إسبانيا، انتقل ميرينو إلى أرسنال قادمًا من ريال سوسيداد مقابل 31.6 مليون جنيه إسترليني، ووقع عقدًا لأربع سنوات. لكن في أول حصة تدريبية له مع الفريق الجديد، اصطدم بجابرييل ماجالهاييس وتعرض لكسر في الكتف، ما أجبره على الغياب عن الأسابيع الأولى من الموسم.
ومع مرور الوقت، بدأ كثير من جماهير أرسنال في التساؤل: لماذا قرر النادي إنفاق هذا المبلغ على لاعب وسط وهم يملكون بالفعل مارتن أوديغارد وتوماس بارتي وديكلان رايس؟ لماذا لم يتم الاستثمار في مهاجم صريح؟ وزادت هذه التساؤلات بعد إصابة غابرييل جيسوس وكاي هافيرتز بغيابات طويلة حتى نهاية الموسم. ميرينو، لاعب الوسط الشامل الذي لم يسجل سوى مساهمة تهديفية واحدة في 2024 مع أرسنال (هدف ضد ليفربول)، بدا وكأنه ليس هو الحل لأزمة المهاجم الصريح. أم أنه كذلك؟
افتتح الإسباني العام الجديد بهدف في مرمى برينتفورد، وصنع هدفًا أمام برايتون، قبل أن يتم الاعتماد عليه كمهاجم وهمي. ورغم عدم تلقيه تدريبًا طبيعيًا في هذا المركز، تأقلم ميرينو بسلاسة مع الدور الهجومي، فسجل ثنائية ضد ليستر سيتي كبديل، وتبعها بأهداف أمام بي إس في آيندهوفن، وتشيلسي، وفولهام، وريال مدريد، وليفربول. ومع عدم توفر مهاجم صريح، تولى ميرينو المهمة وسجل 9 أهداف وصنع 5 في 43 مباراة. ومع ذلك، لا تعكس الأرقام وحدها مدى أهمية ميرينو — فقد برع في التراجع بالكرة والتقدم بها، والتنسيق مع زملائه في الهجوم، والتبادل الذكي في المراكز، ورفع الكرات العرضية الدقيقة داخل منطقة الجزاء.
وبعد أن لعب في الدوري الألماني "بوندسليجا"، والدوري الإسباني "لا ليجا"، والدوري الإنجليزي الممتاز، بنى ميرينو بنية جسدية قوية مكنته من التفوق في المواجهات الأرضية والهوائية والمساهمة الدفاعية. فهو يحقق 2.7 فوزًا في الالتحامات الأرضية لكل 90 دقيقة (بنسبة نجاح 46%)، و2.2 فوزًا في الالتحامات الهوائية (بنسبة 51%)، ويقوم بـ3.0 استخلاصات، و1.6 تدخلات، و0.8 إبعاد للكرة في كل مباراة.
هكذا أصبح ميرينو أحد الأسماء الأولى في تشكيلة ميكيل أرتيتا، ولعب دورًا محوريًا في عودة أرسنال إلى نصف نهائي دوري الأبطال، ويبدو أنه سيواصل التطور.
ومثل لوكاس بارتليت، لا يخشى ميرينو القتال على الكرات الثانية أو التدخلات الدفاعية الحاسمة — والأهم من ذلك، هو لاعب لا يقف ساكنًا أبدًا. سواء عبر الركض الذكي داخل وحول منطقة الجزاء، أو جذب اثنين من المدافعين والاحتفاظ بالكرة قبل تمريرها لزميله، فإن ميرينو هو سلاح متعدد الأبعاد قدّم مستويات رائعة هذا الموسم.
ويقول ديريك راي المعلق في شبكة ESPN: "لطالما رأيت ميرينو كلاعب وسط شامل، لكن مهاراته التقنية لطالما ظهرت. لطالما أعجبني كلاعب... أتذكر مشاهدته في بداياته في لا ليجا والبوندسليجا، وأعتقد أنه لاعب قادر على مفاجأتك. مع المدرب المناسب والنادي المناسب، يمكن أن يتألق لاعب مثله. لقد كان رائعًا مع أرسنال، ولاعبًا مميزًا مع منتخب إسبانيا كذلك".
ولا يزال أرسنال مهتمًا بضم مهاجم صريح في صيف 2025، مع وجود أسماء مثل فيكتور جيوكيريس، وبنيامين سيسكو، وألكسندر إيزاك على رادار المدير الرياضي الجديد أندريا بيرتا.
وبعد موسم آخر بدون ألقاب تحت قيادة أرتيتا، من المؤكد أن النادي سيتعلم من أخطاء الصيف الماضي وينفق الأموال على مهاجم من الطراز الأول. لكن هذا لا يعني أن ميرينو سيخرج من الصورة. فبفضل مهاراته الفنية، وقوته البدنية، وقدرته على اتخاذ القرارات الحكيمة، يظل لاعبًا نادرًا قادرًا على التأثير سواء كمهاجم أو كلاعب وسط شامل — في تشبيه يشبه اللاعب الأميركي هيركوليز جوميز.
ورغم أن زميله السابق في ريال سوسيداد، مارتن زوبيميندي، في طريقه للانضمام إلى أرسنال، ومع وجود أوديجارد ورايس في المنافسة على مراكز الوسط، هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن ميرينو قادر على اقتحام التشكيلة الأساسية الموسم المقبل في مركز لاعب الوسط.
ليس من السهل أن تكون ابن لاعب كرة قدم مشهور — فقط اسأل إنزو زيدان أو بروكلين بيكهام أو أنتوني هدسون. ومع ذلك، أثبت ميرينو أنه يمتلك القوة النفسية ليس فقط لمضاهاة إرث والده، بل لتجاوزه. فوالده أنخيل سجل 26 هدفًا في 293 مباراة في الدوري الإسباني مع أندية متوسطة مثل لاس بالماس وسيلتا فيغو، لكنه لم يمثل إسبانيا أبدًا، ناهيك عن التتويج بالألقاب. أما ميرينو، فقد فاز بالفعل ببطولتي أوروبا تحت 19 وتحت 21 عامًا مع إسبانيا، بالإضافة إلى فضية أولمبية، ولقب يورو 2024، ودوري الأمم الأوروبية.
وفي سن الـ28، فاز ميرينو بكأس الملك مع ريال سوسيداد، وكأس ألمانيا مع بوروسيا دورتموند... لكن هل يتمكن أخيرًا من التتويج بلقب مع أرسنال؟ سننتظر حتى 2026 لنعرف الإجابة.
نرشح لكم






