حوار في الجول - رامون تريبوليتش.. صانع الإرث الخالد في أوكلاند سيتي

الأحد، 29 يناير 2023 - 13:18

كتب : زكي السعيد

رامون تريبوليتش - أوكلاند سيتي

هل تساءلت من قبل عن هوية أكثر المدربين تتويجًا بلقب دوري أبطال إحدى القارات؟

في دوري أبطال أوروبا، يتربع الإيطالي كارلو أنشيلوتي على العرش بـ 4 تتويجات، نصفها مع ميلان والنصف الآخر مع ريال مدريد.

وفي دوري أبطال إفريقيا، وبنفس رصيد أنشيلوتي، يتصدر البرتغالي مانويل جوزيه القائمة بـ 4 تتويجات كلها مع الأهلي.

لكن حتى تجد المدرب صاحب الرقم القياسي على هذا الصعيد عالميًا، يجب أن تذهب بعيدًا للغاية، أن تطير إلى النصف الثاني من العالم، وتستقر في دولة نيوزيلندا، وتلتقي الإسباني رامون تريبوليتش.

تريبوليتش، المدير الفني لـ أوكلاند سيتي بين 2010 و2019، حصد لقب دوري أبطال أوقيانوسيا 7 مرات، كلها على التوالي.

ويلتقي الأهلي بـ أوكلاند سيتي مساء الأربعاء في الدور الأول من كأس العالم للأندية.

وأجرى FilGoal.com حوارًا مطولًا مع تريبوليتش المدرب التاريخي لـ أوكلاند الذي قاده للمركز الثالث في كأس العالم للأندية 2014.

بدأ تريبوليتش حواره معنا محاولًا إعطاء ملخص سريع عن عملاق نيوزيلندا: "أوكلاند نادٍ صغير، لكنه قوي للغاية، وكأنه عائلة صغيرة قوية ومتحدة، وبإمكانيات قليلة يستطيعون صُنع الكثير".

"إنه فريق يمتلك العديد من اللاعبين المعتادين على خوض كأس العالم للأندية، تمامًا مثل بعض لاعبي الأهلي، ولا أعتقد أنهم سيشعرون بتوتر كبير".

"بالنسبة لنادٍ مثل أوكلاند، فالمشاركة في كأس العالم للأندية هي فرصة فريدة، إنه من نيوزيلندا، دولة بعيدة، وبالتالي لديهم اختلاط قليل مع كرة القدم ذات المستوى العالي، وهذه هي الفرصة الوحيدة لهم تقريبًا".

"هي مباراة مهمة للأهلي بالطبع، لكنها أهم لـ أوكلاند لإثبات الذات وتقديم مستوى مميز. بالتأكيد أن الأهلي سيدخل المباراة مرشحًا، لكن أوكلاند سيتي منافس يجب أخذه في الاعتبار".

"في مباراة واحدة يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء، كل شيء ممكن

خصوصًا أمام فريق مثل أوكلاند سيتي الآن".

سنوات طويلة في نيوزيلندا للمدرب الكتالوني الذي يعتنق الديانة الجوارديولية في كرة القدم: الاستحواذ، تمريرات كثيرة، الضغط العالي والسريع، بناء الهجمة من الخلف.

وخلال تلك السنوات توجب على تريبوليتش التعايش مع الكثير من الظروف الغريبة.

يقول تريبوليتش: "العقلية هناك ليست بالاحترافية التي ستنتظرها في أماكن أخرى مثل أوروبا مثلا، أو حتى إفريقيا بالتأكيد".

"اللاعبون نصف احترافيين، ولكن دعني أخبرك أن كل لاعبي أوكلاند مكرسين لكرة القدم، ربما بعضهم لا يزال يدرس، والبعض الآخر يعملون كمدربين في النادي".

"وبالتالي يدربون ناشئي النادي، ثم يكرسون أنفسهم للعب كرة القدم، وبالتالي صحيح أنهم نصف محترفين لكن ذلك يحدث في ظروف جيدة للغاية لتستطيع اللعب وتكريس وقتك تمامًا للعب بشكل احترافي".

وتحوّل تريبوليتش للحديث عن أرقه الأكبر كمدرب يعشق كرة القدم الجميلة:

"أيضًا أغلب الملاعب في نيوزيلندا تديرها البلدية والعشب لا يكون مقصوصًا، العشب يكون طويلًا للغاية، هذا لا يؤثر على أسلوب لعبي فقط، بل أي أسلوب لعب".

"أحيانًا يكون العشب مرتفعًا للغاية. هناك الرجبي هي الرياضة ذات الشعبية الأولى ولا يهم في تلك الرياضة ارتفاع العشب لأنها تُلعب باليد".

"لكن في المقابل هذا يؤثر علينا كثيرًا، وهذا كان يحدث، ليس بشكل مستمر، لكنه كان يحدث، الآن أضحك وأنا أحكي لك، ولكن وقتها لم تكن ستراني بهذا الوجه".

بداية تريبوليتش مع التدريب كانت في نادي سانت أندريو ومنه إلى فيجيريس، ثم كاستيلديلفيس، جميعها أندية كتالونية صغيرة.

ثم انطلقت المغامرة في 2008 عندما انضم تريبوليتش للجهاز الفني لـ بول سوسا المدير الفني وقتها لـ أوكلاند سيتي.

كان تريبوليتش مساعدًا على الورق، لكنه كان بمثابة المدير الفني الفعلي للفريق.

يتذكر تريبلويتش تلك الفترة: "هو كان بمثابة مدير فني على الطريقة الإنجليزية، أحيانًا كان لا يطأ أرض الملعب في التدريبات، وأنا كنت المدرب في الملعب الذي يعمل مع اللاعبين".

"أسلوب اللعب كان يقرره هو، لكني كنت من ينفذ كل شيء في أرض الملعب وأحلل، حدث ذلك منذ سنوات عديدة، في 2008 و2009، وقتها كنت وحدي تقريبًا رفقة مدرب حراس المرمى الذي قام بدور مساعدي وكنا ندير كل شيء بيننا، التخطيط، تحليل الخصوم تحديدًا في كأس العالم للأندية".

"خصوصًا أول مونديال خضته في أبو ظبي حيث فزنا بمباراتين، منها المباراة الثالثة على حساب مازيمبي بطل إفريقيا".

"في هذا المونديال كنا شخصين فقط يعملان، يحللان مازيمبي وأتلانتي وأهلي (دبي) أول منافس لنا".

"هو كمدير فني كان يحظى أكثر بالتكريمات، كان الواجهة، وأنا من خلفه كنت أقوم بالتدريبات في الملعب والتحضير للمباريات والعمل على كل الأفكار التكتيكية، لكنه كان هو من يختار التشكيل الأساسي بالطبع وطريقة اللعب 4-2-3-1 كانت قراره".

لاحقًا حظي تريبوليتش بوقتٍ كافٍ ليصير بطل المشهد: 10 سنوات تقريبًا حقق خلالها 25 لقبًا مختلفًا.

فكيف تمكّن من الاحتفاظ بالشغف والرغبة والاستيقاظ يوميًا للقيام بنفس العمل على مدار عقد كامل من الزمن؟

يجيب تريبوليتش ببساطة: "هذا سهل بالنسبة لي، هذا أكثر ما يعجبني، هذا سهل للغاية، لا أشعر أنني موظف".

"نيوزيلندا دولة رائعة، ولحسن الحظ استطعنا لعب مونديال الأندية في كل المواسم تقريبا، وهذا حافز إضافي بالطبع: معرفة أنك ستخوض كأس العالم للأندية".

"وأيضًا لديك دوري أبطال أوقيانوسيا وهي بطولة جيدة ودولية وتحفزك في حد ذاتها، الحافز كان يأتيك عامًا تلو الآخر، كنت أجدد عقدي عام واحد، لم أوقّع على عقد طويل أبدًا يسمح لي بالتفكير أنني مستمر 4 سنوات وبالتالي أشعر بالاسترخاء".

"هذا لا يلائم شخصيتي، ولكن لو وقعت عقدا بهذا الشكل ستميل إلى الاسترخاء/ هذا لم يكن وضعي، وبالتالي كنت منخرطًا دائمًا بنسبة 100%/ ولهذا عملت دائمًا على القيام بالأمور بشكل جيد والاستمتاع بالملعب وهذا يعجبني".

"بصراحة طول المدة لم تشكل مشكلة، بل النقيض، كان جيدًا أن أحصل على فرص متجددة للعمل مع أوكلاند، ذلك كان شغفي، نيوزيلندا أعطتني الكثير، وامتلكت دائمًا الحافز لرد الجميل عن طريق التدريب".

لكن مهمة تريبوليتش الأصعب على الإطلاق لم تكن التعايش مع طول المدة وبعد المسافة، وإنما إقناع اللاعب النيوزيلندي بهجر طريقة اللعب البريطانية والتوقف عن إرسال الكرات الطولية، وإقناعه بالعقلية الكتالونية في لعب كرة القدم.

يضحك تريبوليتش وهو يتذكر بداية فترته وما زامنها من صعوبات في فرض أسلوب لعبه غير المألوف على لاعبيه.

يقول تريبوليتش: "ليس في يوم، ولا يومين، ولا أسبوعين، ولا شهرين".

"يتطلب الأمر الكثير من الصبر، الكثير من العمل في الملعب، الكثير من محاضرات الفيديو، الكثير من الحديث، الكثير الاجتماعات الفردية مع لاعبين لإقناعهم بإمكانية اللعب بطريقة مختلفة".

"كانوا معتادين دائمًا على لعب الكرات الطولية، ولكن يمكن البحث عن بدائل أخرى، واللعب هكذا قد يسمح لك بالفوز بالمباريات أيضًا".

"إنها طريقة مختلفة، وستستمتع أكثر لأنك تمتلك الكرة، ولذلك هو عمل يستغرق وقتًا وساعات والكثير من الأيام والإصرار، لأنه في البدايات عندما تخسر مباراة، أو عندما لا تظهر جيدًا في مباراتين أو 3 والناس جميعًا يبدأون في الحديث، والجمهور يقول إن ذلك لن يفلح".

"في البداية قال الكثيرون إنه لا يمكن اللعب هكذا في نيوزيلندا، وأنا كنت مقتنعًا بضرورة إعطائهم فرصة رؤية كرة القدم بشكل مختلف بالطريقة التي تربيت عليها".

" ومع كل هذا الحمل واصلنا العمل يوميًا، عملنا مثل خلية نمل، وشيئًا فشيئًا تحوّل الأمر من: هذا الأسلوب لا يمكن اللعب به في نيوزيلندا

إلى خلال عامين أو 3: لو لم تمرر 20 كرة قبل الهدف، فإنك لم تلعب جيدًا".

"تحوّلنا من فكر متطرف إلى نقيضه، وهذا كان يضحكني كثيرًا، هذا أفضل شيء وصلت إليه، أن الجمهور لم يعد سعيدًا عندما لا نستحوذ ولا نمرر كثيرًا، هذا كان تحولًا وحشيًا بالنظر لأين بدأنا".

هنا يبرز السؤال، أليس في ذلك قضاء على الميزة الأساسية للاعب النيوزيلندي والأسترالي؟ الفوز بالصراعات الهوائية والتفوق فيها مثل أي منافس؟

رد تريبوليتش بهدوء شديد: "ولكن لماذا سنسلبهم هذه الأفضلية؟ هم نفس اللاعبين، ما في الأمر أنهم باتوا معتادين على اللعب بطريقة أخرى، اللاعب النيوزيلندي التقليدي قوي بدنيًا وطويل".

"مهاريًا ليس سيئًا، ولكن حتى عقد مضى لم يكونوا يتأسسون على هذه التفاصيل، لمس الكرة وتبادلها، كانوا يلعبون الكرات الطولية مباشرةً".

"لكن الآن بعد وقت طويل من اللعب الجماعي، بات أغلب لاعبي أوكلاند معتادين على التمريرات القصيرة وكيف يتخلصون من الرقابة، وكيف يفتحون المساحات، كل هؤلاء اللاعبين هم أنفسهم الذين كانوا يلعبون كرات طولية سابقًا، والصراعات الهوائية لا يزالون بإمكانهم الفوز بها".

"الآن فوق ذلك، باتوا قادرين على الخروج بالكرة من الخلف، الاستحواذ أكثر على الكرة، عمل تمريرات قصيرة، وأن يتحوّل الفريق سويًا، مما يمكنهم لاحقًا من الضغط العالي وكل ذلك".

"الأمر ليس أنهم الآن يلعبون لمسات قصيرة ونسيوا كل ما أجادوه سابقًا

ما أجادوه سابقًا مثل الفوز بصراعات هوائية والالتحامات، يجيدون فعله اليوم أيضًا".

"لكن فوق ذلك الآن باتوا قادرين على اللعب القصير وعدم فقدان الكرة والضغط العالي، والضغط السريع مباشرةً بعد فقدان الكرة".

"في أول كأس عالم للأندية عام 2006، لم أكن موجودًا، خسروا كل المباريات 0-2 و0-3، كانوا يتراجعون للغاية للخلف وينتظرون أي فرصة تسنح".

"لكن الآن تغيّر الوضع كليًا، الآن الأسلوب بات مختلفًا، حتى الآن يتفوقون في الهواء، ولكن فوق ذلك يمكنهم اللعب وامتلاك الكرة وإلحاق الضرر بأساليب أخرى".

"وهذا بالتأكيد أفضل لكرة القدم النيوزيلندية، عندما تمتلك أساليب أكثر للعب فهذا يجعلك أكثر خطورة".

—--

الجارة أستراليا أفسحت المجال تمامًا لـ نيوزيلندا قبل 15 عامًا تقريبًا، وتحوّلت للمنافسة في قارة آسيا، فهل حان الوقت لـ نيوزيلندا لكي تتخذ نفس النهج؟

يرد تريبوليتش:

"هذا ممكن، وسيمكنهم من اللعب أمام منتخبات وحتى أندية كورية ويابانية أو من الشرق الأوسط مثل السعودية".

"هذا أكثر تعقيدًا، ستلعب مباريات أكثر معقدة، وهذا يجعلك أفضل، هذا جلي، وبالتالي أرى أنه من المفيد التنافس في آسيا للمنتخب والأندية".

"رغم أن ذلك سيكون له ثمنه، لن تأتي النتائج في كثير من البطولات بما في ذلك الفئات العمرية، هذا حدث مع أستراليا في البداية".

"لكن في النهاية تأهلوا إلى كأس العالم كثيرا، وظهروا جيدا في آخر مونديال، وبالتالي يمكن ملاحظة التطور، ولكن ليس هناك تطور دون تضحية".

"يجب أن تضحي بشيء، أن تخسر عدة بطولات في البداية حتى تتحسن لاحقًا، في رأيي المتواضع سيكون ذلك مثيرًا وجيدًا".

بيب جوارديولا، جوزيه مورينيو، ميريتشا لوتشيسكو، هم المدربون الوحيدون الذين فازوا بألقاب أكثر من تريبوليتش خلال القرن 21.

بالحديث عن بيب، فهو يتشارك العُمر تقريبًا مع تريبوليتش، وكلاهما من إقليم كتالونيا الإسباني، وبالطبع يعتناقان نفس المذهب الكروي.

فهل حدث أن حدث اتصال من قبل بين تريبوليتش وجوارديولا؟

يرد تريبوليتش:

"اتصال مباشر، لا. غير مباشر، نعم، أعرف شخصًا عمل معه من قبل

لكن لم نحظ باتصال".

"في كأس عالم للأندية 2009 رأيته، في المونديال الذي فاز به برشلونة في أبو ظبي، نحن لعبنا مباراة ترتيبية أمام مازيمبي وقبلها مباشرة لعب برشلونة أمام أتلانتي أعتقد".

"هناك تصادفنا، وبرشلونة قام بلفتة لطيفة عن طريق تكريمنا بشعار سلموه لي شخصيًا، ربما لأنهم كانوا يعرفون أنني من برشلونة".

"حضروا إلى غرفة خلع الملابس وسلموه لنا، كان هذا أقرب اتصال حدث مع بيب، لكن بخلاف الإعجاب الذي أكنه تجاهه بكل وضوح، فإني لم أحظ بسرور الحديث معه".

وعلاقة بـ تريبوليتش بـ برشلونة ترجع إلى النفس الأول في حياته، فعائلته مشجعة لـ برشلونة، وهو تربى على الذهاب إلى كامب نو في طفولته.

يتذكر تريبوليتش تلك الأيام الأولى في حياتي:

"والدي كان لديه 4 مقاعد في الملعب، وبطاقة عضو، أنا كنت عضوًا في النادي منذ طفولتي، أتذكر حتى أنني رأيت مارادونا يلعب، لدي لمحات له في ذهني رغم صغري وقتها".

"لكن ما حدث أن أبي بسبب ظروف الحياة باع بطاقات المشجعين الأربعة

لكانت الآن قيمتها عالية للغاية تلك المقاعد الأربعة، هذه هي الحياة، ولكن نعم، أنا مشجع لـ برشلونة منذ أن وُلدت عمليًا".

فهل يتمنى العمل في لاماسيا؟

"نعم، ولم لا! بالتأكيد سأتعلم أشياءً، لم أعمل هناك مطلقًا رغم أنني أمتلك أسلوب لعبهم، أعرف الكثير من الناس الذين عملوا هناك".

"ومع شخصيتي أعتقد أنني قادر على فعل أمور مشابهة، وبالتأكيد سأتعلم أشياءً لو عملت في لاماسيّا".

"ستكون فرصة جيدة، لكن مع سني الحالي أعتقد أن الفرصة ستكون صعبة

ولكنك لا تعرف أبدًا ما سيحدث في المستقبل".

ولطالما كان تريبوليتش مسؤولًا عن انتداب العديد من اللاعبين الإسبان وفتح الطريق لهم للعب في نيوزيلندا.

فهل شعر من قبل بمسؤولية تلك القرارات خصوصًا أن هؤلاء اللاعبين كانوا يهجرون كل شيء ويتركون وطنهم خلف ظهورهم للعبور إلى النصف الثاني من العالم؟

يرد المدرب الإسباني:

"عندما كنت هناك، فالذين حضروا للعب مع أوكلاند سواء الذين أحضرتهم أنا، أو تعاقد معهم النادي، فقد توجب عليّ أن أشرح لهم جيدًا ما سيجدونه وأنهم سيجدون اختلافات كثيرة، ليس في التدريب، وإنما في مرافق التدريب بالمقارنة مع ما لديهم".

"ولكن هذا يحدث في كل مكا، لقد عملت في نادٍ روسي، وعملت في بودابست هونفيد المجري، وفي كل هناك يوجد أمور لا تتوافق معك، أو مختلفة عما امتلكت في السابق".

"لكن يجب أن تتأقلم، وفي نيوزيلندا كان هناك أمور مختلفة، مثل التدرب أكثر خلال المساء، رغم أنه الآن بات العديد من الأندية تتدرب خلال المساء".

"اليوم تغيّرت الكثير من الأشياء لدرجة أن ما كنا نفعله في نيوزيلندا منذ سنوات، بات ما تفعله بقية الأندية الآن، في السابق كان هناك حصتين تدريبيتين في اليوم، الآن باتت الأندية تتدرب قليلًا للغاية".

"اتضح أن ما كان نفعله هو المثالي بالنظر لما يحدث اليوم، كنا نتدرب أقل ونتعافى أكثر وبالتالي اللاعب يكون أكثر جاهزية".

"ولهذا امتلكنا تلك النقطة الصغيرة من الأفضلية، هناك أمور مختلفة في كل البلدان، وهذا ينطبق على نيوزيلندا أيضً، مثل مسألة العشب كما أخبرتك، الكثير من الأندية لا تولي الأمر أهمية هناك".

"أن يكون الملعب سريعًا والعشب قصيرًا، يتركون العشب طويلًا وجافًا، وعندما نلعب في الصيف الكرة تكون بطيئة جدً، وعندها يكون الاستحواذ على الكرة ليس أفضل خيار، رغم أننا كنا نلعب دائمًا بالاستحواذ لأنه بات في حمضنا النووي".

"ولكننا واجهنا هذا الظرف كثيرًا، وبعدها كنا نذهب للعب كأس العالم للأندية، وتجد العشب مقصوصًا على ارتفاع 22 ملم، والملعب رطب، ولو كنت غير معتاد فإنك لن تسيطر على الكرة وستأتيك الكرة سريعة".

الآن يتولى إسباني آخر المهمة: ألبيرت رييرا فيدال، أحد تلامذة تريبوليتش، فقد كان لاعبًا تحت قيادته لسنوات طويلة.

وواصل رييرا على نفس الأسلوب، فلم يغيّر من عقيدة تريبوليتش، وحفظ إرثه حيًا، ليكون نجاح تريبوليتش الحقيقي ليس الألقاب العديدة التي حصدها، وإنما إدخال شيء غير مسبوق على الملاعب النيوزيلندية، واستمراره قائمًا بعد رحيله بسنوات.

يقول تريبوليتش: "كما أخبرتك سابقًا، كنت أقدّر كثيرًا عندما يشتكي الناس من عدم لعب كرة القدم الخاصة بنا، وبالنظر لما كان عليه الوضع في البداية، فهذه بالنسبة لي كانت إشادة رهيبة".

"أن يخبروني بذلك بعد 3 سنوات من إخباري بالنقيض، هذا مثالي، بعض اللاعبين مثل ألبيرت حضروا إلى نيوزيلندا من الباب الخلفي، وصل الأمر إلى أنني كنت أقنع النادي بالتعاقد معهم ولكي يجددوا لهم التأشيرة".

"لأن مسألة الحصول على تأشيرة عمل في نيوزيلندا معقدة، والآن انظر أنه، بات الآن المدرب وهو مُقدّس بالنسبة للنادي".

"وكما قلت هذا أكثر ما أرحل حاملًا إياه، الألقاب هي كؤوس ولا أكثر من ذلك، لكني أنظر الآن وأرى أن هناك لاعبين أحضرتهم لا يزالون يلعبون ويحملون النادي على عاتقهم".

"مثل القائد كاميرون هويسون الذي حضر عام 2017 أو 2016 أعتقد، الكثيرون لا يزالون هناك، بعضهم رحل وعاد مجددًا، لكن قاعدة الفريق لا تزال ثابتة".

"حتى المساعد هو إيفا فيتشيليتش، لعب معي وكان القائ وحصد جائزة ثالث أفضل لاعب في كأس العالم للأندية 2014، الآن هو المدرب المساعد ولا يزال هناك، وهذا كله كما تقول هو أفضل شيء، هو ما يبقى معك".

الآن يعود أوكلاند سيتي للمغرب مجددًا بعد ملحمة 2014 عندما أنهوا البطولة في المركز الثالث.

وقتها وتحت قيادة تريبوليتش، تغلبوا على المغرب التطاوني بركلات الجزاء، ثم هزموا وفاق سطيف بهدف وحيد، وخسروا بصعوبة في الوقت الإضافي أمام سان لورنزو، ثم حققوا فوزهم الأغلى في تاريخهم بركلات الترجيح على كروز آزول في مباراة المركز الثالث.

فهل سيكون أوكلاند قادرًا على تحقيق معجزة مشابهة في فبراير 2023؟

يرد تريبوليتش:

"الأمر صعب للغاية، في كأس العالم للأندية من الجلي أن أوكلاند أضعف فريق، لكن هذا لا يعني شيئًا لأن كلها مباريات خروج مغلوب، وفي أي مباراة المستويات تكون متقاربة للغاية".

"الآن كأس ملك إسبانيا تقام بنفس النظام وهناك أندية قسم ثالث تطيح بأندية الدرجة الأولى، في مباراة واحدة أي شيء يمكن أن يحدث، وبالتالي كل شيء ممكن".

"بعض اللاعبين الآن مخضرمون ، صحيح أنهم بدأوا في إقحام بعض اللاعبين الشباب الذين لا أعرفهم، لكنهم يتأقلمون على طريقة اللعب".

"المخضرمون يمتلكون خبرة هائلة، ولذلك سيلعبون بمستوى مميز، كل شيء وارد في مباراة واحدة".

"بعدها يجب أن نرى كيف ستسير الأمور، لكن تكرار ما فعلناه أمر صعب على فريق مثل أوكلاند سيتي".

"هذا ممكن بالطبع، لأن الأهلي سيكون عليه ضغط أكثر، سيشعرون أنهم مرشحين وسيكون الفوز إجباريا بالنسبة لهم".

"ووفقًا لما يمكن أن تسير عليه المباراة يمكن لـ أوكلاند اللعب على المرتدات، وأوكلاند لديه الجودة والخبرة لتشكيل خطورة على الأهلي وفقًا لظروف المباراة".

"المشكلة الكبيرة لـ أوكلاند الآن أنه قادم من فترة طويلة دون لعب أنهوا الموسم في نوفمبر، وبدأوا في التدرب منذ أسبوعين، ويخوضون بعض المباريات الودية".

"هي بالطبع مشكلة لأن الأهلي يلعب مباريات الدوري، وصحيح أنه في الملعب الكرة هي نفسها بين 11 ضد 11، رغم ذلك يجب أخذ هذه الظروف في الاعتبار".

"لاعبو أوكلاند سيشعرون أن المباراة طويلة بسبب الحالة البدنية، لكنها كرة قدم وفيها يمكن أن يحدث أي شيء، دعنا نرى إن كانوا محظوظين لعبور ذلك الدور".

"بعدها سينتهي الضغط، لأن تلك المباراة التي تحمل الضغط للفريقين، وعندما تتجاوزها، فإني أتذكر أن ما حدث في 2014 و2009، أن الضغط اختفى بالكامل".

"في البداية يكونون مشدودين، وفي المباراة التالية يلعبون بأريحية أكبر، كما قلت لك، في كرة القدم كل شيء وارد الحدوث".

التعليقات