الدوري المصري - معادلة فيوتشر الصعبة.. هل ينجح في القتال على الجبهتين

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022 - 16:38

كتب : دعاء نائل

تقرير فيوتشر

ما هي احتمالية أن يصل فريق صاعد للتو إلى بطولة قارية، ليست مستحيلة. لكن القصة هنا ليست أنّ فيوتشر تأهل إلى الكونفدرالية بل إلى أي مدى سيوازن فيوتشر بين المضي قدما في المعترك الإفريقي وثبات الوتيرة في النزال المحلي. الحفاظ على النجاح قطعا أصعب من الوصول إليه..

فيوتشر تأهل إلى الكونفدرالية بعدما أنهى الدور الأول بالدوري في المركز الرابع ليشارك في البطولة الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه.. لكن ماذا بعد؟

فيوتشر أمام مهمة شاقة لتحقيق المعادلة الصعبة، ولحسن الحظ هناك من سبقوه وليس عليه الآن سوى أن يدرس هذه التجارب جيدا من أجل تخطي الصعوبات التي واجهت قليلي الخبرة.

على سبيل المثال، تأهل مصر للمقاصة إلى الكونفدرالية في عام 2016 بعدما حقق المركز الرابع ليسجل مشاركته الإفريقية الأولى في تاريخه.

كانت مغامرة ممتعة في بدايتها، وصل في نهايتها إلى دور الـ 32 الثاني، وخرج على يد أهلي طرابلس بقاعدة الهدف الخارجي.

في الفترة بين بداية ارتباطاته الإفريقية ونهايتها، لعب 9 مباريات في الدوري، فاز في 3 وخسر 4 وتعادل مرتين، ليحقق 11 نقطة من أصل 27 متاحة، ثم ينهي الموسم في المركز التاسع.

على الناحية الأخرى تأهل المصري إلى الكونفدرالية للمرة الأولى بمسماها الحالي عام 2017، من أصل 5 مشاركات إجمالا في البطولة بفضل تحقيقه للمركز الرابع.

خلال تجربته الأولى لم يستمر طويلا في إفريقيا حيث غادر دور الـ 32 الثاني على يد كمبالا سيتي الأوغندي بركلات الترجيح.

وفي مباريات الدوري التي تخللت فترة مشاركته الإفريقية لعب 5 مباريات، فاز في 3 وخسر اثنتين، ولم يتضرر كثيرا نظرا لحصوله على مساحة كافية بين المباريات المحلية والإفريقية، وبالتالي حتى وإن لم يظهر المأمول على الساحة الإفريقية، فإنه حافظ على الشق المحلي وحقق المركز الرابع للمرة الثانية على التوالي.

النجاح استمر، وفي التجربة الثانية وصل إلى نصف النهائي الذي انتهى برباعية فيتا كلوب الكونغولي، والأدهى أنه تطور في الجانب المحلي وأحرز المركز الثالث.

ورغم أن تجربة 2019 الإفريقية انتهت بسرعة فائقة بالخروج من دور الـ 32 على يد ساليتاس البوركينابي، إلا أن المصري أنهى الدوري رابعا مرة أخرى، ليضمن مشاركة رابعة على التوالي في الكونفدرالية.

مرة أخرى ذهب المصري بعيدا وصولا إلى ربع النهائي الذي خسره على يد نهضة بركان المغربي، ولكن لظروف عدة لم يعد الفريق البورسعيدي إلى النسخة التالية، وأنهى الدوري في المركز السادس.

مسيرة ناجحة توقفت، ولكن سرعان ما عاد الفريق مرة أخرى في 2022، وهنا أظهر القتال على جبهتين وجهه السيئ: ذهب المصري حتى ربع النهائي وخسر أمام نهضة بركان مرة أخرى، ولكن في الدوري، عاش سلسلة عديمة الانتصارات وبالكاد أنهى في المركز العاشر بعد أن واجه خطر الهبوط.

عودة إلى فيوتشر

هذه كانت الأمثلة، والآن إلى أبرز الصعوبات التي تتمثل في 3 نقاط رئيسية: عمق القائمة – قلة الخبرة – عوامل جغرافية.

ربما لن يواجه فيوتشر معضلة نقص الخيارات لأنه يمتلك في كل مركز أكثر من لاعب:

في حراسة المرمى هناك محمود جنش وأحمد يحيي.

فيما في خط الدفاع فيوجد محمود رزق، وسعد سمير، وجوزيف جوناثان، وعمر كمال، ومحمود مرعي، وطارق طه.

بينما في مختلف مراكز خط الوسط هناك مهند لاشين، وكريم وليد، وأيمن صفاقسي، وعلي زعزع، وناصر ماهر، ومصطفى البدري، وهشام حافظ، ومحمد رضا "بوبو".

أما في الهجوم هناك مروان محسن، وأحمد عاطف، وحاجي باري الوافد الجديد الغيني قادما من كولورادو سبرينجز الأمريكي.

بالانتقال إلى نقص الخبرة، فيوتشر يملك مزيجا مميزا بين العناصر ذات الخبرة في المحافل الإفريقية، مثل محمود جنش مع الزمالك وسعد سمير وكريم وليد مع الأهلي، ومهند لاشين وعمر كمال عبد الواحد مع منتخب مصر وغيرهم.

هؤلاء لديهم القدرة على نقل هذه الخبرة إلى الزملاء الأقل احتكاكا شيئا فشيئا، وبالتالي العقبة الثانية قابلة للتذليل.

أما العقبة الأخيرة فهي تتعلق باختلاف درجات الحراراة ومشقة السفر والتواجد في بلدان تعاني من قصور في البنية التحتية مما يصعب المهمة على الفرق المصرية التي تجد نفسها مضطرة لخوض مباراة تحت شمس الظهيرة الحارقة على أرضية سيئة على بُعد آلاف الكيلو مترات.

فقدان أخطر عنصر

علاوة على ذلك، يخوض فيوتشر موسمه الجديد دون أحد أهم عناصر الخبرة الذي رحل عن الفريق وهو: أحمد رفعت الذي انتقل على سبيل الإعارة إلى الوحدة الإماراتي هذا الصيف.

صاحب الـ29 عامًا لم يكن فقط أحد أكثر اللاعبين مهارة في الفريق بل كان كلمة سر في أغلب المباريات.

وشارك أحمد رفعت مع فيوتشر في 29 مباراة في الدوري نجح خلالهم في تسجيل 9 أهداف وصنع 7 آخرين لينهي الفريق حملته في الدوري في المركز الخامس في الترتيب.

بشكل عام مع فيوتشر ومن قبلها المصري. لعب أحمد رفعت 74 مباراة تحت قيادة علي ماهر. سجل فيهم 19 هدفا، وصنع 16 آخرين، كأكثر لاعب مساهمة في الأهداف تحت قيادة ماهر بين كل من تولى تدريبهم.

الآن رحل رفعت، وعلى فيوتشر وعلي ماهر أن يجد حلول أخرى لتعويضه.

دعنا من التكهنات قليلا، فيوتشر بالفعل قد بدأ مشواره في الكونفدرالية وتأهل من الدور التمهيدي إلى دور الـ32 الذي فاز في مباراة ذهابه منذ يومين أمام كالون في سيراليون.. كل شيء يبدو على ما يرام لكن هذا يضع أمامنا سؤالا آخر هل يستمر الأمر؟

لم يطلق الدوري المصري شرارته بعد، ولم يضطر فيوتشر لخوض تلك الثلاث مباريات القارية في خضم ازدحام الجدول، ناهيك عن تطور صعوبة المنافسات التي تشتد كلما تقدمت في الأدوار.

الأمور ستزداد صعوبة بالتأكيد وسيجد فيوتشر نفسه يخوض 3 مباريات في أسبوع واحد إذا لزم الأمر. فهل سيحقق فيوتشر المعادلة الصعبة ويحافظ على النجاح أم يصبح صفحة مطوية أخرى في أدغال القارة السمراء؟

التعليقات