51 ميدالية تحت الميكروسكوب.. نظرة مختلفة لإنجازات مصر في دورة المتوسط

الخميس، 07 يوليه 2022 - 13:02

كتب : محمد سمير

البعثة المصرية - دورة ألعاب البحر المتوسط

أنهت البعثة المصرية منافسات دورة البحر المتوسط بحصد 51 ميدالية متنوعة منهم 13 ذهبية و15 فضية و23 برونزية.

وبدأت الأنظار تتجه إلى مقارنات مع المنافسات الأولمبية بحثا عن عدد أكبر من الميداليات في باريس 2024.

وكان FilGoal.com قد شرح في النسخة السابقة من دورة البحر المتوسط الفارق بين إنجاز تحقيق الميداليات والتعامل معه كأمر متوقع. (من هنا)

اختتمت البعثة المصرية منافسات وهران 2022 في المركز السادس بـ 51 ميدالية، ولكن مصر كانت قد أنهت نسخة 2018 في المركز الخامس بعدد ميداليات أقل (45) ولكن مركز متقدم بسبب حصد 18 ذهبية وقتها.

ولكن قبل أن يتم مطالبة أبطال مصر بتحقيق نفس الميدالية في أولمبياد باريس، يستعرض لكم FilGoal.com عددا من المقارنات.

الميداليات

حصدت مصر 51 ميدالية متنوعة بينهم 13 ذهبية و15 فضية و23 برونزية وهو عدد ميداليات أكبر من نسخة 2018 التي أنهتها البعثة المصرية بـ 45 ميدالية متنوعة.

وجاء ترتيب البعثة المصرية في نسخة 2018 أفضل بسبب حصد 18 ذهبية بدلا من 13 في النسخة الحالية.

وكان بالإمكان زيادة حصيلة البعثة المصرية من الميداليات إذا شارك اتحاد السباحة.

واعتذر الاتحاد المصري للسباحة عن المشاركة في دورة البحر المتوسط بسبب التعارض مع بطولة العالم.

وحصدت بعثة السباحة المصرية في نسخة 2018 بدورة البحر المتوسط على سبع ميداليات متنوعة بينهم ذهبيتين لفريدة عثمان.

الفارق مع الأولمبياد

بمقارنة بسيطة مع جدول ترتيب ميداليات النسخة الأخيرة من الأولمبياد في طوكيو 2020 وبين دورة البحر المتوسط، نجد غياب لدول البحر المتوسط عن السبعة مراكز الأولى.

تواجدت دول أمريكا والصين واليابان وبريطانيا وروسيا وأستراليا وهولندا في المراكز الأولى وجميعهم دول غير مشاركة في دورات البحر المتوسط.

كما أن عددا من الدول الكبرى مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تستغل منافسات البحر المتوسط للعب بلاعبي الصف الثاني أو الثالث لاكتساب الخبرات

وأخيرا فلا يشارك كل هؤلاء الأبطال المصريين في المنافسات الأولمبية بسبب التصفيات المختلفة.

هل دورة البحر المتوسط غير مفيدة؟

قد يتضح من الحديث السابق أن دورة البحر المتوسط غير مفيدة، ولكن الأمر ليس كذلك.

فمن خلال منافسات مثل البحر المتوسط يظهر أبطال واعدين يجب أن يتم دعمهم بتقديم رعاية مناسبة لإعداد بطل أولمبي ينافس في المستقبل.

كما يستفاد أبطال الألعاب المختلفة بزيادة الخبرات عن طريق المشاركة مع منافسين من دول أخرى.

وتمنح بطولات مثل البحر المتوسط فرصة للاعبين في الألعاب الرقمية لتحسين أرقامهم.

فظهر من خلال أولمبياد الشباب تألق أحمد الجندي لاعب الخماسي الحديث بتحقيق الميدالية الذهبية.

وبدأ الدعم للبطل المصري الذي أظهر تفوقا في رياضته وتطوير ما ينقصه لينجح بالفعل في تحقيق فضية أولمبياد طوكيو بعمر 22 عاما.

ظهور أبطال من البحر المتوسط إلى الأولمبياد

تساعد دورات البحر المتوسط في احتكاك اللاعبين بمدارس مختلفة لتصبح أشبه بالبطولات الودية ولكن في إطار رسمي.

ظهر خلال منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط أكثر من لاعب مصري حصل بعد ذلك على ميدالية أولمبية بالفعل.

نجح كرم جابر بطل المصارعة الرومانية في حصد ذهبية نسخة 2001 في دورة البحر المتوسط قبل أن ينجح في تحقيق ذهبية تاريخية لمصر في أولمبياد أثينا 2004.

أما في نسخة 2005 بألميريا فحقق هشام مصباح فضية الجودو قبل أن يحصد برونزية أولمبياد بكين 2008.

وتوج طارق يحيى لاعب رفع الأثقال بفضية وبرونزية في دورة 2009 بالبحر المتوسط بينما توجت عبير عبد الرحمن بذهبيتين وبعد ثلاث سنوات نجح الثنائي في التتويج بميداليتين أولمبيتين إذ حصدت عبير فضية وطارق برونزية.

وتوجت بطلة رفع الأثقال سارة سمير بذهبية وبرونزية في منافسات البحر المتوسط 2013 بتركيا قبل أن تحصد برونزية أولمبياد ريو 2016.

وأخيرا في نسخة 2018 نجح كل من سيف عيسى وهداية ملاك (تايكوندو) - محمد إبراهيم كيشو (مصارعة) - جيانا فاروق (كاراتيه) حصد ميدالية بدورة ألعاب البحر المتوسط ثم ميدالية أولمبية في طوكيو.

ويبدو من الأرقام السابقة ظهور أبطال من دورات البحر المتوسط ينجحون بعد ذلك في تحقيق ميداليات أولمبية.

بسنت حميدة

حققت بسنت حميدة إنجازا بحصد ذهبية منافساتي 100 متر و200 متر عدو في إنجاز مصري، ونجحت بسنت تحطيم الرقم المسجل بدورات ألعاب البحر المتوسط في المسابقتين.

حصدت بسنت ذهبية منافسات 100 متر بزمن قدره 11.10 ثانية، ولكن هل ذلك الرقم كان كافيا لتحقيق ميدالية أولمبية؟

بالعودة إلى النسخة الأخيرة من أولمبياد طوكيو العام الماضي، سنجد أن زمن 11.10 لم يكن كافيا من الأساس للتأهل إلى النهائي ولكن الفارق ليس كبيرا إذ آخر متأهلة لنهائي 100 متر صعدت بزمن 11.01 ثانية، والرقم الشخصي الأفضل للاعبة المصرية هو 11.02.

ولكن في نهائي أولمبياد طوكيو نفسه فرقم بسنت حميدة في البحر المتوسط (11.10 ثانية) بينما رقمها الشخصي الأفضل (11.02) يضعها في المركز السابع.

ولم تنجح بسنت حميدة في المشاركة بأولمبياد طوكيو الأخيرة بسبب إصابة تعرضت لها قبل سفرها مباشرة.

مجرد وصول بسنت إلى نهائي منافسات العدو فهو إنجاز كبير لألعاب القوى المصرية، ولأن رياضة العدو تعتمد على الزمن وهناك فرصة لتحسن بسنت أرقامها خلال العامين المتبقيين.

ويجب استغلال الدفعة المعنوية الكبيرة لبسنت في الفترة الحالية وتوفير معسكرات وتدريبات قوية خلال العامين لتصل إلى أولمبياد باريس برقم جديد يحقق طموحات إنجاز جديد.

نعمة سعيد ونموذج سارة سمير

واصلت نعمة سعيد -19 عاما- إنجازاتها في عام 2022 بحصد ذهبيتي الخطف والكلين في منافسات 71 كجم بدورة ألعاب البحر المتوسط.

ويأتي ذلك بعد شهرين من تتويج البطلة المصرية بذهبيتين وفضية في منافسات بطولة العالم لرفع الأثقال للناشئين.

ولا تختلف رفع الأثقال كثيرا عن ألعاب القوى، فالأمر هنا يتعلق بوزن اللاعب لتحديد منافسيه بالإضافة للثقل الذي يتم رفعه.

تلعب نعمة في وزن تحت 71 كجم ووزنها الحالي 69 كجم، وبالنظر إلى أولمبياد طوكيو الماضية فلا يوجد وزن 71 كجم وهو ما يعني مشاركة نعمة لوزن تحت 76 كجم.

وكانت أفضل نتائج نعمة في بطولة العالم للناشئات في مايو الماضي عندما رفعت إجمالي 237 كجم والمفاجأة أن ذلك الوزن يضعها في المركز الرابع بأولمبياد طوكيو الأخيرة.

ويفصل نعمة سعيد عن تحقيق ميدالية أولمبية 7 كجم فقط عن أريمي فيونتيس لاعبة المكسيك صاحبة برونزية وزن 76 كجم بأولمبياد طوكيو.

وبالنظر إلى أوزان لاعبات وزن 76 كجم في أولمبياد طوكيو سنجد أن البطلة المصرية نعمة سعيد هي أخف لاعبة من حيث الوزن وبالتالي أمامها فرصة في العامين المقبلين لاستمرار التطور للمنافسة على ميدالية في باريس.

ويبقى نموذج نعمة مشابها لسارة سمير صاحبة برونزية أولمبياد ريو 2016.

وحققت سارة في بطولة العالم لشباب رفع الأثقال 2013 قد حقق ثلاث ذهبيات.

وكانت سارة وقتها قد رفعت ما يضعها في المركز السابع بالنسبة لأولمبياد لندن 2012، ونجحت بعد أقل من ثلاث سنوات في تحقيق برونزية ريو 2016.

وهو ما يجعل نعمة سعيد فرصة حقيقية للسير على نموذج سارة سمير للمنافسة على ميدالية أولمبية.

ما بعد البحر المتوسط

يأتي حاليا الدور الأهم لاتحادات الألعاب المختلفة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة.

ويجب توجيه الدعم ورعاية الأبطال للنماذج الواعدة التي يمكنها المنافسة على ميداليات أولمبية وعالمية خلال السنوات المقبلة.

ولا تزال هناك فرصة خلال العامين المقبلين لتحسين أرقام اللاعبين بإقامة معسكرات وتدريبات خاصة.

التعليقات