مدرب مصر – تلميذ كيروش سيدرب صلاح أخيرا.. من هو باولو سوزا الأقرب لتدريب الفراعنة

الإثنين، 27 يونيو 2022 - 00:08

كتب : أحمد أباظة

باولو سوزا

لاعب تاريخي فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين على التوالي مع فريقين مختلفين، ومدرب أقل حظا على مستوى الألقاب، أفضل ما تجود به خزانة ألقابه الدوري المجري والسويسري.. من هو باولو سوزا المرشح الأبرز لقيادة منتخب مصر؟

لاعب الوسط المدافع، مثل بنفيكا وسبورتينج لشبونة ويوفنتوس وبوروسيا دورتموند وإنتر ميلان وبارما وبانثينايكوس وإسبانيول، في مسيرته الاحترافية التي انطلقت عام 1989 وبلغت محطتها الأخيرة عام 2002.

في 1996 توج بدوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس، ثم انتقل إلى بوروسيا دورتموند ليفوز باللقب معه على حساب فريقه السابق يوفي.

بدأ مسيرته التدريبية في 2006 مع منتخب البرتغال تحت 16 عاما، وفي صيف 2008 أصبح المدرب المساعد لمنتخب البرتغال، تحت قيادة كارلوس كيروش، المدير الفني السابق لمنتخب مصر، وهذا ليس سوى فصل واحد من فصول العلاقة بين الرجلين، وهذا الفصل تحديدا لم يستمر طويلا.

في نوفمبر من العام ذاته وبعد 5 مباريات فقط كمدرب مساعد لكيروش في البرتغال، انطلق سوزا في رحلته الأولى مع الأندية، تحديدا في كوينز بارك رينجرز بالدرجة الثانية الإنجليزية، وهي الرحلة التي انتهت في أبريل من العام التالي 2009.

يعود سوزا للعمل من جديد في بريطانيا بالدرجة الثانية في يونيو 2009، في قيادة سوانزي سيتي الويلزي، ليقود الفريق إلى المركز السابع، الذي كان مركزه الأعلى منذ 27 عاما بذلك الوقت، ولكنه لم يكن كافيا للحاق بملحق التأهل، ليغادر بالتراضي، ويحط رحاله في ليستر سيتي.

لا، لم تكن وردية كأيام كلاوديو رانييري، إذ رحل بعد 3 أشهر فقط، لأنه فاز بمباراة واحدة من أصل 9. غادر سوزا بلاد الإنجليز للأبد، واتجه لرحلة جديدة مع فيديوتون المجري في 2011، وهناك عرف طعم الألقاب، قبل أن يغادر في 2013 "لأسباب عائلية" بحسب ما أعلنه النادي.

السنوات السبع التالية ستشهد قيادته لـ 5 أندية مختلفة، هم مكابي تل أبيب الإسرائيلي وبازل السويسري وفيورنتينا الإيطالي وتيانجين كوانجيان الصيني وبوردو الفرنسي.

في بازل فاز بالدوري السويسري، وفي فيورنتينا قضى موسمين قبل أن يخلفه ستيفانو بيولي الذي أعاد الدوري إلى خزائن ميلان، وفي الصين خلف فابيو كانافارو أسطورة دفاع إيطاليا، وفي بوردو كان ثالث المدربين بنفس الموسم، ولكنه أنهى موسمه التالي "الكامل" في المركز الثاني عشر ليرحل بعد خلافات مع الإدارة.

وصولا إلى المنتخب الأول الوحيد الذي دربه: بولندا. بدأت التجربة في يناير 2021، وغادر يورو 2020 "المؤجلة لظروف الجائحة" من دور المجموعات، واحتل المركز الثاني المؤهل لملحق تصفيات كأس العالم، والذي عبره منتخب بولندا لاحقا، ولكن بدونه، إذ غادر في ديسمبر ليعود إلى الأندية من جديد عبر بوابة فلامنجو البرازيلي.

عقد مدته عامين، خاض بمقتضاه مباراته الأولى في 2 فبراير 2022، ولكنه أقيل في التاسع من يونيو الجاري.

Paulo Sousa: the forgotten man of the Swansea story | The Independent | The  Independent

عدوى مورينيو

يصفه تقرير صحيفة "إندبندنت" الإنجليزية في 2013 بأنه "الرجل المنسي في قصة سوانزي سيتي".. هذا الفريق الذي كان يفترض به القتال على الألقاب، قبل أن يهوي إلى الدرجة الرابعة.

وحين عاد سوانزي إلى الواجهة من جديد بالظهور مرة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، تقاسمت أسماء مثل مايكل لاودروب وبريندان رودجرز وروبرتو مارتينيز كعكة الفضل في ذلك، ولهذا كانت الصحيفة الإنجليزية تسعى إلى التذكير بإسهامات سوزا المنسية.

ولكن بوضع السياق الزمني في الاعتبار، كان ذلك هو الوقت الذي سطع فيه نجم جوزيه مورينيو، المدرب البرتغالي الشاب قليل الخبرة الذي توج بدوري أبطال غير متوقع مع بورتو، فتولى قيادة تشيلسي ثم انطلقت الرحلة الناجحة الشهيرة على مدار 11 عاما من التألق في كبرى الدوريات الأوروبية.

ربما كان هذا سبب لجوء كوينز بارك رينجرز إلى باولو سوزا عديم الخبرة تقريبا، لأن المدرب البرتغالي كان موضة هذا العصر، وبالطبع يمكنك تذكر أندريه فيلاس بواش، الذي عانى من ظل مورينيو كثيرا في سنواته الأولى.. تماما كما أصبحت موضة العصر الحالي هي إسناد الوظيفة لنجم سابق من أساطير خط الوسط بنفس النادي.

مارتينيز تقدم بسوانزي للأمام ثم رحل ليتولى قيادة ويجان، فجاء سوزا وثبت أقدام هذا الفريق، قبل أن يغادره بسبب اعتراضه على القيود المالية المفروضة عليه من الإدارة، وهو نمط بدأ في كوينز بارك وسيتكرر في محطات أخرى، ليأتي برندان رودجرز ثم لاودروب ويأخذان الفريق الويلزي للمراحل التالية تباعا.

Carlos Queiroz: a new start - US Sports

هوس التاريخ بالإعادة

"كان لدي الكثير من المدربين الذين علموني الكثير، على سبيل المثال، كارلوس كيروش. لقد علمني كيف أؤمن بعقليتي، وكيف أخلق عقلية الفوز داخل عقول اللاعبين".

سوزا هو شخص يعرفه كيروش جيدا، فقد تدرب تحت قيادته في منتخبات البرتغال للناشئين، ثم في سبورتينج لشبونة.

وحين بدأ نجم الوسط السابق مسيرته التدريبية، كان كيروش أول من رعاه ومنحه فرصة العمل كمدرب مساعد في منتخب البرتغال، بعد تدرجه في العمل بمنتخبات الشباب.

معا فازا بكأس العالم تحت 20 عاما في أراضي المملكة العربية السعودية عام 1989، ومعا قدر لهما أن يكتبا قصة مع المنتخب الأول لبلادهما بعد يورو 2008، ولكن هذا لم يحدث، إذ قرر سوزا اكتشاف ذاته في إنجلترا، بتجربة كوينز بارك رينجرز.

كيف انتهت؟ قررت إدارة النادي إعارة هداف الفريق ديكستر بلاكستوك إلى نوتنجهام فورست دون علمه، فصرح بالأمر علنا، فأقالته الإدارة بحجة "إفشاء أسرار دون تصريح منها".

لم يكن هذا سوى خلافه الأول، إذ اشتبك مع إدارتي سوانزي وبوردو أيضا، وأثار غضب الاتحاد البولندي لكرة القدم بخسارة معينة أمام المجر في نهاية التصفيات، حرمته من التأهل المباشر وكلفت الاتحاد مكافآت مالية كان يطمح لها، وفي النهاية اشتبك وكيله مع جورجي جيسوس مدرب فلامنجو السابق، حين صرح الأخير برغبته في العودة، أثناء معاناة سوزا بالفعل ووقوع منصبه تحت التهديد.

بكلمات أخرى، ليس المدرب وحده، بل معسكره بالكامل لا يخشى الاشتباك حين يتطلب الأمر ذلك، أو حتى حين لا يتطلب، وبالنظر لسلوك "أستاذه" في الآونة الأخيرة على خلفية مفاوضات عودته المقتضبة قبل الاتجاه إلى سوزا نفسه.. حسنا لا أحد يعلم علم اليقين ما الذي يجدر بنا انتظاره.

أخيرا سينال صلاح

مدرب فاز بالدوري السويسري مع بازل، وقاد فيورنتينا لمدة موسمين، يبدو هذا الخط مألوفا بعض الشيء، فهو يذكرنا بنجم الكرة المصرية الأول، محمد صلاح هداف ليفربول حاليا.

رغم ذلك، لم يلتق الرجلان أبدا..

تولى سوزا قيادة بازل في مايو 2014، ولكن صلاح كان قد انتقل إلى تشيلسي في يناير من العام ذاته.

انتقل صلاح معارا إلى فيورنتينا في شتاء 2015، وكان من المنتظر أن يستمر مع الفريق لوقت أطول، ولكنه غادر الفيولا ليرتدي قميص روما في صيف 2015، نفس الصيف الذي شهد وصول باولو سوزا إلى قيادة فيورنتينا.

هذه المرة حضر سوزا فترة الشد والجذب التي صاحبت اقتراب صلاح من مغادرة ملعب أرتيميو فرانكي إلى العاصمة، وكان له تعليقا شهيرا:

"صلاح بالتأكيد لاعب حظي ببعض العروض من أماكن أخرى في الأسابيع الماضية. حين لا تكون هادئا يمكنك أن تتخذ القرارات الخاطئة. الآن أنا أفكر باللاعبين الذين يملكهم فيورنتينا، وماذا يمكنهم أن يفعلوا لأجلي، هؤلاء هم من يهموا الآن. لا جدوى من الحديث عنه (صلاح)، فنحن بحاجة للهدوء. نشكره على ما قدمه لنا، ولكن الآن يجب أن نركز على هؤلاء الذين يعتزون بهذا القميص".

الآن إن اكتملت المفاوضات، فلا يوجد مكان ينتقل إليه صلاح. أخيرا سيعمل الرجلان معا للمرة الأولى.

اقرأ أيضا:

اتحاد الكرة يكشف لـ في الجول: نفاوض سوزا لتدريب المنتخب

مدرب الأهلي - ريكاردو سواريس.. الأفضل في البرتغال لحل المشاكل بأسرع وقت ومورينيو مثله الأعلى

مدرب الأهلي - من الاستحواذ والضغط إلى الدفاع السداسي.. كيف يلعب ريكاردو سواريس

مدرب الأهلي - اعتراضات التحكيم وإشادة بالجماهير.. كيف يتعامل سواريس مع الإعلام؟

التعليقات