كتب : محمود مصطفى | الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021 - 11:06

خطيئة الأهلي

لاعبو الأهلي قبل ركلات الترجيح ضد بالميراس

لنأخذ سويا خطوة للخلف ونتأمل بترتيب الأحداث الموقف الذي وجد فيه نادي الأهلي نفسه قبل أسابيع على انطلاق بطولتي كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم للأندية اللتان قد تتعارض مشاركة بعض لاعبي بطل أفريقيا في مباريات كلتا البطولتين.

  • كأس الأمم الأفريقية كان مقررا لها قبل ذلك الموعد بنحو عام أن تقام بين 9 يناير و6 فبراير من العام الجاري، لكن جائحة كورونا أجلت المسابقة إلى العام التالي. في مارس 2021، أعلن الاتحاد الإفريقي إقامة البطولة بين 9 يناير و6 فبراير 2022. (الموعد التقليدي لانعقاد العرس الإفريقي، لا تعارض مع أي مسابقة أخرى، لا خطأ).
  • الأهلي فاز بدوري أبطال أفريقيا في 17 يوليو 2021، وأصبح بالتالي ممثل إفريقيا للمشاركة في كأس العالم للأندية في النسخة المقبلة. (إنجاز للأهلي، لم يحدد موعد بعد لمونديال الأندية، لا خطأ).
  • الاتحاد الدولي لكرة القدم اقترح على الاتحادات القارية إقامة كأس العالم للأندية في الفترة بين 3 و12 فبراير 2022، الكاف من جهته أبلغ فيفا رفضه الموعد المقترح لتعارضها مع كأس الأمم الأفريقية. (مقترح فيه تجاهل من الفيفا للموعد الإفريقي الكبير، خطأ)
  • يوم 29 نوفمبر 2021 أعلن فيفا موعد انعقاد كأس العالم للأندية، بعد موافقة الاتحادات القارية عدا الكاف، بين 3 و12 فبراير لتتعارض مباريات الأدوار الأول والثاني ونصف النهائي منه مع الكأس القارية الإفريقية (استهزاء من فيفا بالبطولة القارية الإفريقية، خطأ فادح).

الأهلي هنا أصبح ضحية، بعد أن أصبح مهددا بالمشاركة في مونديال الأندية، ويمكننا بسهولة بعد تتبع الأحداث زمنيا أن ندرك أنه ضحية فيفا بشكل مباشر وأن الاتحاد الدولي هو صاحب الخطأ بين مختلف الأطراف.

إذا كيف تعامل الأهلي مع الأزمة التي تسبب فيها فيفا؟

في اليوم الذي أعلن فيه فيفا مواعيد إقامة مونديال الأندية، أعلن الأهلي مخاطبة الاتحاد المصري والإفريقي والدولي لعرض تضرره وطلب حل أزمة التعارض بين الموعدين العالمي والإفريقي، وهي خطوة مبدئية منطقية.

لكن في نفس اليوم أيضا، خرجت تصريحات غريبة من نائب رئيس شركة الأهلي لكرة القدم، والسكرتير العام الأسبق لكاف، مصطفى فهمي.

تصريحات فهمي حوت بعض المغالطات كقوله إن الأهلي المتضرر الوحيد، في حين أن تشيلسي الإنجليزي والجزيرة الإماراتي والهلال السعودي قد يتعرضون كذلك لعدم مشاركة لاعبين لديهم في مونديال الأندية.

كذلك ساوى فهمي بين موقف لاعبي ناديي بيراميدز والمصري اللذين لم يشاركوا في بطولة كأس العرب، متجاهلا أن البطولة أقيمت خارج الأجندة الدولية للفيفا حيث لا إلزام على الأندية لإرسال لاعبيهم للمنتخبات.

لكن الأمر الجلل في تصريحات فهمي، كان طرح فكرة ألا يشارك لاعبو الأهلي الدوليون مع منتخب مصر، أو بحسب تعبير فهمي "على اتحاد الكرة أن يسمح للأهلي بالحصول على لاعبيه أو تركهم للنادي بعد الدور الأول لكأس إفريقيا، وأن ينسق لينضم عدد قليل من لاعبي الفريق إلى المنتخب".

تلك كانت خطيئة الأهلي في تعامله مع الأزمة، وهي الفكرة ألمح لها بيان رسمي للأهلي ضم عبارة "الأمر الذي يترتب عليه عدم قدرة المنتخب الوطني على الاستعانة بلاعبي الأهلي الدوليين في كأس الأمم، أو فقدان فريق الأهلي عددًا كبيرًا من لاعبيه أعضاء الفريق القومي عندما يشارك في كأس العالم للأندية".

ثم جاء التصريح الكارثي الآخر من رئيس اللجنة الثلاثية لإدارة اتحاد الكرة المصري أحمد مجاهد الذي وعد بأن "الأهلي سيلعب بكامل نجومه في كأس العالم للأندية"، وهو التصريح الذي أشاد به الأهلي ووجه الشكر لمجاهد من أجله.

في المبدأ، لوائح فيفا لا تمنح الأندية حق قبول أو رفض استدعاء المنتخبات للاعبين من أجل المشاركة في المباريات الدولية المقامة ضمن أجندة الاتحاد الدولي وكذلك البطولات الرسمية ككأس الأمم الأفريقية.

وبعيدا عن حديث اللوائح، الأهلي اختار بتفكيره في هذا السيناريو، حتى ولو اعتبرناه كوسيلة ضغط، تجاهل مصلحة المنتخب الوطني التي أظن أننا جميعا نجمع على أنها تعلو على مصلحة الأندية، بل وإننا لم نسمع بمخاطبات لاتحادات الدول الأخرى المشاركة في كأس الأمم والتي قد تضم بعضا من لاعبي الأهلي كاتحادات المغرب ومالي وتونس، ربما لأنه يعرف أن الإجابة ستكون بالرفض؟

حتى لحظة تأكيد مواعيد إقامة كأس الأمم الأفريقية، اختار الأهلي الضغط على الاتحادين المصري والأفريقي عوضا عن التركيز على المذنب الحقيقي وهو فيفا، والنتيجة كانت إقامة كأس الأمم في موعدها وتأكيدات بالشيء ذاته فيما يتعلق بمونديال الأندية، فهل كان الأمر يستحق ارتكاب تلك الخطيئة؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات