كتب : محمود مصطفى | الإثنين، 14 نوفمبر 2016 - 11:25

ما بعد غانا.. عن التوقعات والأداء و"مبيقطعوش الكورة ليه؟"

مصر وغانا

مباراة مصر وغانا كانت مشحونة بكل ما يمكن لمباراة للمنتخب أن تتحمله أو لا تتحمله والفوز الذي لم يأت بسهولة أسعد الجماهير ولكن..

منذ بداية المباراة ومع كل هجمة ينفذها المنتخب الغاني ومع كل كرة لا ينقلها لاعبو المنتخب إلى الأمام مباشرة كانت أصوات الجماهير في الاستاد وفي المقاهي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تتعالى بالسباب والانتقادات للمنتخب لـ "اللاعيبة اللي مجتش الماتش" و"إزاي بيعدوا منهم بسهولة كده!" "ومبيقطعوش الكورة ليه؟!".

بعد مرور 10 دقائق من اللقاء ظهر المنتخب متراجعا في نصف ملعبه وبمرور الوقت ظهر مستسلما لاستحواذ منتخب غانا على الكرة ونتيجة لذلك محاولات قليلة جدا للوصول لمرمى الخصم، لماذا حدث ذلك؟

ببساطة، هناك طريقتان لاستعادة الكرة من الخصم: أن يطارد لاعبو الوسط والهجوم الخصم لمحاولة قطع الكرة أو أن يحافظوا على تمركز الفريق دفاعيا في انتظار فرصة ملائمة لقطع الكرة أو خطأ من حامل الكرة.

هيكتور كوبر في المؤتمر الصحفي:

"الرهان في الشوط الثاني كان الاعتماد على المرتدات. تركنا لهم الكرة ولعبنا على استغلال المساحات الواسعة خلف خط دفاعهم. نجحنا في خطتنا وسجلنا الهدف الثاني"

لماذا لجأ كوبر للخيار الثاني وليس الأول؟ الركض نحو حاملي الكرة ومحاولة استعادة الاستحواذ تمنحك فرصتي إرباك الخصم بالاستحواذ على الكرة ودفاعات المنافس ليست في تمركزها المثالي لوضع الدفاع وبالطبع استحواذ أكثر على الكرة وبالتالي فرض طريقة لعبك ولكن الأضرار قد تكون جسيمة.

نموذج مثالي لما أتحدث عنه هو الهدف الذي سجلته تونس في مرمى المنتخب في مصر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2015: مباراة مشحونة ومنافس يجيد الاستحواذ وهجوم ذو قدرات فنية عالية ومدافعونا اختاروا في مواجهة إحدى هجمات تونس الذهاب للخصم.

الخيار الثاني ليس مثاليا ولا يضمن ألا يدخل في مرماك أهداف وكما شاهدنا في مباراة غانا كانت هناك فرص تسجيل لمنتخب النجوم السوداء كما أن هذا الخيار يصعب مهمة تنفيذ عدد كاف من الهجمات يعزز من فرص التسجيل.

في آخر أربع مباريات رسمية للمنتخب أشرك كوبر رباعيا دفاعيا مختلفا في كل مباراة بسبب الغيابات لداعي الإصابة، هل من الحكمة في مثل هذا الوضع أن تغامر بكشف مساحات أمام منتخب كغانا؟ هل سيفضل الجمهور أداء هجوميا ونتيجة سلبية؟

كوبر:

"سعيد للغاية بقدرتنا على الصبر أثناء المباراة وإتمام مهمتنا بنجاح في النهاية عن طريق تحقيق هدفنا الأساسي وهو الثلاث نقاط".

من الطبيعي والمنطقي أن يرغب المشجعون في رؤية المنتخب يلعب كرة جميلة ويحقق النتائج في نفس الوقت. من الطبيعي أن يشتاق الجمهور لجيل أبو تريكة وزيدان وحسني عبد ربه ووائل جمعة وليس هذا بكاء على الأطلال.

من المفترض أن تكون الكرة المصرية قادرة على إنتاج جيل جديد يقدم المستوى العالي الذي اعتادته الجماهير ولكن ماذا إذا كان هذا الجيل يحتاج لوقت وإعداد ليقدم هذا النوع من الأداء؟ وماذا إذا كان هذا الجيل ليس قادرا على الوصول لهذا المستوى؟ وماذا لو كان هذا الجيل قادرا على تحقيق ما فشل فيه الجيل الذهبي وهو الوصول لكأس العالم ولكن من دون الأداء الهجومي والكرة الساحرة؟

هذه النسخة من منتخب مصر لم تكتمل بعد والعناصر الشابة في الفريق ستتطور أكثر وأكثر وستشهد الفترة ما بين الآن والعودة لتصفيات المونديال في أغسطس المقبل، مرورا بكأس الأمم الإفريقية، دخول عناصر جديدة لقوام المنتخب الأساسي وابتعاد آخرين وبكل تأكيد سيغير ذلك من شكل المنتخب.

ربما للأفضل وربما لا، ربما يستعيدون أمجاد العقد الأول من الألفية وربما لا ولكن حتى الآن يبدون قادرون على إنجاز المطلوب منهم .. لندعمهم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات