كتب : فادي أشرف | الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 13:46

العنصرية بطعم أوميكرون وكرامة قارة على المحك

قرعة كأس أمم إفريقيا

الأزمة المحيطة بإقامة كأس أمم إفريقيا في الكاميرون بين 9 يناير و6 فبراير المقبلين ليست أزمة حول موعد إقامة مسابقة أو عدم تناسب موعدها مع أجندة الكرة القدم العالمية، بل هي شرح مثالي للعنصرية الأوروبية الكروية المقيتة ضد قارة إفريقيا.

تلك العنصرية بدأت منذ أن حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موعد كأس العالم للأندية متزامنا مع كأس الأمم الإفريقية المعروف موعدها منذ يونيو 2020.

قرار لم يضع أي اعتبار لممثل إفريقيا في مونديال الأندية، وغياب فريقه الأساسي ربما كله في حال تأهل منتخبات مصر ومالي وتونس لدور الثمانية، وهو الأمر المتوقع.

وكأن فيفا لا يعرف أن كاف سيقيم بطولته الأهم في ذلك الموعد، أو كأنه لا يهتم بممثل إفريقيا، وكأن كأس العالم للأندية مقام لتكريم بطل أوروبا على فوزه بدوري أبطال أوروبا، وكأن بقية المشاركين حضروا فقط ككومبارس لتُستكمل البطولة.

هل كان يستطيع فيفا تنظيم كأس العالم للأندية بالتزامن مع كأس الأمم الأوروبية؟ تلك العنصرية لم تتوقف، بل وزادت وتيرتها يوما بعد الآخر.

تقارير نقل البطولة إلى قطر ضاعفت من شدة الإهانة، وكأن إفريقيا لا تستطيع تنظيم بطولتها، ولا تستطيع تطبيق البروتوكولات الصحية لحماية لاعبيها.

ثم تقرأ خطاب اتحاد الأندية الأوروبية الموجه إلى فيفا، وتظن أن هالة القداسة تحيط برأس تلك الأندية المهتمة بصحة لاعبيها، ولكنها لا تهتم إلا بمكاسبها.

تلك ليست هالة القداسة، بل قرون شيطان عنصري لا يرى حق إفريقيا في لعب كرة القدم على أعلى المستويات.

خطاب اتحاد الأندية الأوروبية يتحدث عن غياب بروتوكول صحي في الكاميرون للبطولة، وتلك مغالطة كبرى. هل تتخيل أن ذلك الخطاب الملائكي حول عدم قدرة إفريقيا على حماية لاعبيها من فيروس كورونا ومتحور أوميكرون، خرج للنور بعد ليلتين فقط من تسجيل أندية الدوري الإنجليزي لعدد إصابات قياسي بالوباء؟ هي العنصرية التي تصور للأوروبيين أن الأفارقة لا يستطيعون حماية أنفسهم أو اللاعبين من فيروس كورونا، جعلتهم يتغاضون عن الحقائق، ويسوقون الدلائل الوهمية لحماية مصالحهم، هم ومن بعدهم الطوفان.

هل سيطالب اتحاد الأندية الأوروبية بإلغاء الدوري الإنجليزي، أو تأجيله، أو نقله إلى قطر؟ بالتأكيد لا، هذه إجراءات موضوعة فقط للأفارقة ولا يمكن تطبيقها على الأوروبيين.

"لوبي يقلل من إفريقيا"، هكذا قال لوكس سبتمبر مدير إدارة العمليات والعلاقات الإعلامية في كاف عن التقارير الأوروبية حول تأجيل البطولة. رأي حر لن تسمعه من قيادات كاف، المنبطحة والخانعة لـ فيفا والذين يصورون لإنفانتينو وأتباعه أن كل الأفارقة مثلهم منبطحون ينتظرون الوصاية الأوروبية القادمة من زيوريخ.

فكرة إقامة كأس أمم إفريقيا لم تعد مجرد إقامة بطولة في موعدها، بل أصبحت حفاظ على كرامة قارة لم يتوان فيفا، وبعض من أتباعه في كاف، على التقليل منها ومعاملة بطولتها كبطولة ودية إقامتها أمر غير هام.

أندية ومنتخبات إفريقيا تستحق الأفضل، وتستحق اللعب بكامل نجومها في البطولات القارية والدولية. ربما لا نملك إمكانيات الأوروبيين أو أموالهم، ولكننا نملك الحق في ممارسة اللعبة في أجواء مناسبة، تحمل تكافؤ للفرص بيننا وبينهم.

بطولة أمم إفريقيا ليست بطولة صغيرة، بل ربما هي ثالث أقوى بطولة للمنتخبات بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا، ويشارك فيها أفضل لاعبي العالم، بل يشارك فيها أفضل لاعب في العالم حاليا، إقامتها سيكون التحدي الأكبر والرد الأقوى على عنصرية أوروبا ضد كرة إفريقيا.

التعليقات