"نعلم أين تعيش" لماذا ترفض جماهير إيفرتون بينيتيث

الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 17:43

كتب : أمير عبد الحليم

بينيتيث مدرب إيفرتون

"نعلم أين تعيش، لا توقع"

لافتة وضعها مجهولون بالقرب من منزل رفائيل بينيتيث في مدينة ليفربول تعبر عن غضب جماهير إيفرتون من ارتباط ناديها بالتعاقد مع المدرب الإسباني الأسبق لغريمهم الأزلي ليفربول.

لم تكن هذه اللافتة الوحيدة التي رفعها جماهير إيفرتون في وجه إدارة ناديها بعد ظهر أنباء التفاوض مع بينيتيث، فظهرت لافتة كُتب عليها "استمعوا للجماهير، لا لرافا" خارج ملعب جوديسون بارك.

غضب مشجعي إيفرتون مفهوم رغم استحالة تقبل تهديدهم لبينيتيث بسبب الفترة التي قضاها كمدرب لليفربول من 2004 إلى 2010.

ولكن ما زاد الطين بلة أن بينيتث في فبراير 2007 وصف إيفرتون بأنه "نادٍ صغير" قبل وبعد مباراة دربي ميرسيسايد آنفيلد والتي انتهت بالتعادل سلبيا.

بعد 12 عاما، وخلال حواره مع شبكة "سكاي سبورتس" في حضور جيمي كاراجير المدافع التاريخي لليفربول أوضح بينيتيث أنه كان يقصد أسلوب لعب إيفرتون في المباراة وليس وضعه بين أندية البريميرليج.

وقال بينيتيث: "لقد أخطأت عندما قلت إن إيفرتون نادٍ صغير".

وأوضح "ما أردت أن أقوله هو أنهم فريق صغير لأنه في هذه المباراة أتذكر أن كان لديهم فرصة واحدة، وكان مشجعو ليفربول سعداء واستاء مشجعو إيفرتون بعد تصريحاتي، لكنني لم أرغب في القول إنه كان نادٍ صغير وأردت أن أقول إنه كان فريقا صغيرا".

مصالح مشتركة

جزء كبير من عدم تقبل جماهير إيفرتون لبينيتث سببه أن عليهم أيضا قبول التأثير الذي يتمتع به عليشر عثمانوف على النادي، حيث أن الملياردير الروسي على يقين من أن بينيتيث هو الرجل المناسب للوظيفة لدرجة أنه أقنع صديقه مالك النادي فرهاد مشيري بدفع 15 مليون جنيه إسترليني لمدرب ليفربول السابق سنويا.

وتربط علاقة تجارية طويلية بين موشيري وعثمانوف رغم أن الثاني لا يمتلك أي حصة في إيفرتون، لكن شركاته رعاة مهمون.

ومنذ باع عثمانوف حصته البالغة 30% في أرسنال قبل ثلاث سنوات، تحول انتباهه إلى ميرسيسايد.

وتمتلك شركة USM Holdings التابعة له حقوق التسمية في ملعب إيفرتون الجديد.

وتشير صحيفة "إندبندنت" أن عثمانوف يرى التعاقد مع بينيتيث مفيدا اقتصاديا في رعايته لإيفرتون رغم أن مالك النادي كان لديه شكوك حول المدرب الإسباني، ومن الواضح أن رأي عثمانوف انتصر في النهاية.

أسلوب اللعب VS النتائج

التعاقد مع بينيتيث يدفع كاراجير مدافع ليفربول الذي فاز تحت قيادته بلقب دوري أبطال أوروبا في 2005 إلى الاستمتاع بتجربة مثيرة، حيث قال لـ TalkSPORT: "سأجلس أتناول مع الفشار وأراقب هذه التجربة وهي تُظهر نتائجها".

وكان كتب في عموده في صحيفة "تلجراف" هذا الشهر: "من بين الأسماء التي ارتبطت بإيفرتون، من هو الأفضل من مدربي السابق في ليفربول رافا بينيتيث؟".

وواصل "رافا موجود، وأنا متأكد من أنه مستعد إذا كان مالك إيفرتون مستعدا للوضع في الاعتبار واحد من أكثر القرارات الإدارية الصادمة في تاريخ كرة القدم في ميرسيسايد".

وأوضح "على الأقل يجب أن يكون بينيتيث قيد دراسة موشيري، ولكن قبل أن يقرر المرشح المناسب يجب أن يكون واضحا بشأن اتجاه كرة القدم الذي يريد أن يسلكه".

أما غضب جماهير إيفرتون، فيرى المدرب الخبير سام ألاردايس في حواره مع شبكة "سكاي سبورتس" أنه سينتهي بمجرد تحقيق الفريق الانتصارات تحت قيادة بينيتيث.

وقال المدرب المعتزل بنهاية الموسم الماضي: "أنا متأكد من أن هناك الكثير من مشجعي إيفرتون غير راضين عن الوضع بسبب التنافس مع ليفربول، سجل رافا جيد جدا".

وأكمل مدرب إيفرتون في موسم 2017-2018 "يمكنك التحدث عن أسلوب كرة القدم الذي تلعبه، لكن أولا يجب أن يأتي الفوز ثم الفوز واللعب بشكل جيد هو الهدف الأخير".

وأوضح "أسلوب كرة القدم يتم الحديث عنه كثيرا، إنه يلقي بظلاله على ما هو أكثر أهمية وهو الفوز بالمباريات وإنهاء الدوري في مركز يتناسب مع التوقعات والأموال التي يتم إنفاقها".

اهتمام ألاراديس بالانتصارات على حساب أسلوب اللعب يظهر جليا في الفترة التي قضاها مع إيفرتون، وهو سبب رحيله أساسا.

حيث اتجه له إيفرتون في نوفمبر 2017 بعد بداية سيئة للموسم وضعته في المركز الـ13، لكنه قاد التوفيز إلى 7 مباريات دون هزيمة في بداية فترته التي شهدت أيضا الخروج بشباك نظيفة في 5 منهم.

حسن ألاراديس دفاعه وأنهى الموسم في المركز الثامن لكن هجومه الفقير كان سبب في عدم رضا المشجعين ليغادر ألارديس النادي في 2018 قبل عام من نهاية عقده.

الآن يعود بينيتيث إلى مدينة ليفربول ليس من أجل الريدز، ولكن من أجل منافسهم في الجانب الآخر من المدينة التي ظل مرتبطا بها حتى بعد رحيله عنها للعمل في إيطاليا وإسبانيا والصين.

حيث أنه احتفظ أيضا بمنزله بالقرب من ليفربول، ربما لأنه كان يعلم بأنه سيعود يوما ما لكن الأكيد ليس لتدريب التوفيز!

التعليقات