كيف تحول جوارديولا إلى بيريز لصنع جلاكتيكوس وهمي

الأحد، 30 مايو 2021 - 17:00

كتب : أمير عبد الحليم

سيتي - تشيلسي

في صيف مر عليه 18 عاما، قرر ريال مدريد بيع لاعب ارتكازه الفرنسي كلود ماكليلي لتشيلسي لتمويل صفقة انضمام ديفيد بيكام ليكمل فريق الجلاكتيكوس.

كان فلورنتينو بيريز الرئيس العاشق لرؤية أفضل نجوم العالم بقميص فريقه اتفق مع ماكليلي على تجديد تعاقده ورفع راتبه، لكن ظهرت إمكانية التعاقد مع بيكام فضحى بالعقد الجديد لماكليلي لصالح ضم النجم الوسيم من مانشستر يونايتد.

ورحل في النهاية ماكليلي عن ريال مدريد بعد مساهمته في الفوز بلقبي ليجا ودوري أبطال أوروبا خلال 3 أعوام مع الفريق.

وأكمل ريال مدريد فريق الجلاكتيكوس بإضافة بيكام إلى رونالدو وزيدان وفيجو وراؤول وروبرتو كارلوس وجوتي وستيف ماكمانامان.

ولم يضق بيريز برحيل ماكليلي ذرعا وتوقع أن يواصل فريق الأحلام رفع البطولات، لدرجة أنه صرح في تعالي: "ليس مهاريا ويفتقد للسرعة وتسجيل الأهداف، 90% من تمريرات ماكيليلي للخلف أو لأحد جانبي الملعب، لا يجيد الضربات الرأسية، وتمريراته لا تكون لأكثر من 3 أمتار للأمام. لن نفتقده إطلاقا. لاعبونا الصغار سيجعلوا الجماهير لا تتذكر ماكيليلي".

لكن ماذا حدث؟

افتقد ريال مدريد الصخرة التي كانت تتحطم عليها آمال الخصوم في الوصول إلى مرماه، فباتت كل الهجمات المرتدة خطيرة وكثيرا منها تحول إلى أهداف.

هاجم ريال مدريد لكنه فشل في الدفاع فخسر من مورسيا ومايوركا وأوساسونا وخيتافي وإسبانيول وراسينج سانتاندير، فغاب عن البطولات 3 مواسم متتالية.

وفي إنجلترا، كانت شمس تشيلسي تسطع مع ماكليلي تحت قيادة جوزيه مورينيو ليفوز بالدوري مرتين متتاليتين بعد 50 عاما من أخر تتويج بالدوري.

لماذا كل هذه المقدمة عن قصة رهان فاشل لـ بيريز؟

لأن بعد 18 عاما، حاول جوسيب جوارديولا الفوز بدوري أبطال أوروبا بنفس الطريقة التي فكر بها رئيس ألد أعداء موطنه برشلونة.

غير جوارديولا طريقة لعبه التي حقق بها كل المكاسب الممكنة خلال الموسم، وضحى بإرتكازه لصالح زيادة مهاجميه.

بدأ جوارديولا المباراة معتمدا على رحيم سترلينج وكيفن دي بروين ورياض محرز مع برناردو سيلفا في الهجوم وفيل فودين مع إيلكاي جوندوجان في وسط الملعب مع دعم من أوليكساندر زينشينكو دون إرتكاز صريح على حساب رودري الذي لعب 53 مباراة هذا الموسم وفرناندينيو الذي شارك في 36 مباراة كانت أخرهم في دوري الأبطال مواجهة باريس سان جيرمان في إياب نصف النهائي.

يقول ستيف ماكمانامان في مذكراته عن رحيل ماكليلي وضم بيكام في 2003: "ماذا يفيد طلاء سيارتك البنتلي بطبقة من الذهب بعد أن قمت ببيع المحرك؟".

هذا التصريح الذي التصق بزيدان كان في الواقع يخص ماكمانامان، وإن كان رأي زيزو الذي - أعاد لريال مدريد توازنه بوضع كاسيميرو في تشكيله الأساسي عندما أصبح مدربه - لم يكن ليختلف بالتأكيد.

وقال ماكمانامان نفسه في 2020 عن مانشستر سيتي: "رودري بالنسبة لي هو ماكليلي نفسه تماما، غالبا تكون كرة رودري هي التي تؤدي إلى شيء ما ويخرج الأفضل من رياض محرز والباقي. إنه لا يلعب فقط بشكل جانبي ، بل يلعب للأمام كثيرا أيضا".

لكن كما عاش ماكمانامان خيبة أمل برحيل ماكليلي عن فريقه ريال مدريد، شاهد أمس جوارديولا يختار عدم البدء برودري في أول نهائي لمانشستر سيتي.

مغامرة هجومية كبيرة من جوارديولا أسفرت في النهاية عن تسديدة واحدة بين الثلاث خشبات لإدوارد ميندي، وعلى الجانب الأخر من الملعب كان وصول تشيلسي لمرمى إديرسون أسهل وسجل هدفا ولولا تيمو فيرنر لأنهى المباراة من الشوط الأول.

وتأخر تدخل جوارديولا لإصلاح الموقف حتى الدقيقة 63 بإشراك فيرناندينيو، لينهي سيتي المباراة بالشكل الذي كان يجب أن يبدأ به.

أين كانت المشكلة؟

لم يجد تشيلسي أي أزمة في الوصول إلى دفاع سيتي فور الخروج بالكرة من نصف ملعبه.

كان محرز يضغط على روديجر ليمنعه من الخروج بالكرة، ويترك خلفه بن تشيلويل حرا.

يتقدم والكر ليحاول التعامل مع تشيلويل، وفي هذه اللحظة يتمركز ماسون ماونت في ظهر والكر يطلب الكرة وهو ما يدفع جون ستونر لترك موقعه ويتحرك معه وانتهت اللعبة.

أصبح موقع ستونز في دفاع سيتي خاليا مع التزام رفيقه روبن دياز بمراقبة تيمو فيرنر، ليندفع كاي هافيرتز من الجناح للعمق طالبا الكرة والباقي نعرفه جميعا.

وجوندوجان لايزال متأخرا في نصف ملعب تشيلسي!

فاز لاعب الوسط الألماني بخمسة التحامات فقط، وخسر الكرة 3 مرات.

رقم أقل بكثير مما حققته ثنائية فيرناندينيو وجودندوجان ضد سان جيرمان في واحدة من أفضل مباريات سيتي هذا الموسم، حيث استرجعا الكرة 11 مرة.

وفي تشيلسي، كان كانتي يحرث أرض الملعب واستعاد وحده الكرة لفريقه 11 مرة.

يقول فيرناندو هييرو قائد ريال مدريد السابق في مذكراته: "ماكليلي كان اللاعب الأهم في الفريق لكن الناس لم تكن تلاحظ ذلك، لكننا نحن اللاعبون، كنا نعرف ذلك جيدا، كنا نعرف أنه الأهم، إذا سألت أي شخص في ريال مدريد في تلك الفترة عن من أهم لاعب في الفريق كانت إجابتهم ستكون: ماكيليلي، رحيله كان بداية النهاية للجلاكتيكوس".

لم يمتلك مانشستر سيتي اللاعب الذي يلعب دور ماكليلي ضد تشيلسي، لتكون نهاية الموسم الذي كان الفريق خلال أغلبه الأفضل في العالم حزينة.

وهذا بالظبط ما قدمه كانتي لخط وسط تشيلسي، حيث حرم مانشستر سيتي من اللعب بحريته في العمق وأجبره على الاتجاه إلى الطرفين في معارك خاسرة.

يقول أرسين فينجر أسطورة تدريب أرسنال في تحليله للمباراة عبر شبكة "beIN Sports: "يجب أن أقول إن توخيل قام بعمل جيد عندما جعل ماونت وهافيرتز ينضمان للعمق من أجل الدفاع".

وشرح "لم يجد سيتي أي طريق للعبور من خلال العمق واضطر للعب على الطرفين حيث كان تشيلسي أقوى".

ومع تقارب المساحات بين خطي دفاع ووسط تشيلسي، لم يكن لدى كيفن دي بروين أي مساحة مفتوحة يسقط فيها ويلعب دوره كمهاجم وهمي لمانشستر سيتي، لذلك انتهى به الأمر كمهاجم عادي، وهذا قلل بشكل كبير من تأثيره.

ولا دليل على ذلك أكثر من أن البلجيكي لم يلمس الكرة سوى 37 مرة حتى تم تغييره بسبب الإصابة.

"لعبت مع كلود ماكيليلي واعتقدت أنه الأفضل في هذا المركز حتى رأيت هذا الطفل. إنه ماكيليلي مع بعض الإضافات".. جو كول نجم تشيلسي السابق عن نجولو كانتي الذي ربما نراه يحمل الكرة الذهبية لو فازت فرنسا باليورو هذا الصيف.

*الصور من:

قناة Football Made Simple على Youtube.com

موقع sportslens.com

التعليقات