من أسوان لـ الشاطبي.. محطات تطوير رزاق سيسيه في الدوري المصري

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 19:19

كتب : محمد يسري

الأهلي - الاتحاد السكندري

آتى رزاق سيسيه من كوت ديفوار كناشئ لم يكمل عامه الـ19 بعد؛ ليخضع لمراحل التطور في الدوري المصري ويصبح واحدا من "أفضل لاعبيه".

في الموسم الحالي مع الاتحاد السكندري، سجل سيسيه 5 أهداف خلال 10 مباريات، ليحقق أفضل مُعدل تهديفي خلال تواجده للموسم الخامس في الدوري.

سيسيه بدأ رحلته من أسوان،قبل أن يتوهج مع الاتحاد بعد فترة لا تذكر مع الزمالك. فكيف تطور صاحب الـ22 عاما وكيف عدل من عيوبه؟

FilGoal.com تحدث مع من أشرف على تطوير سيسيه في الدوري المصري حتى أصبح من ألمع نجومه.

من ساحل العاج لجنوب مصر

أولى محطات سيسيه في الدوري كانت مع أسوان موسم 2017-2018 وهو لم يكمل عامه الـ19 بعد انضم لأسوان معارا من إف سي مونا الإيفواري.

يحكي أسامة عرابي مدرب أسوان في هذا التوقيت كواليس انضمام سيسيه، ويقول لـFilGoal.com: "مسؤولو أسوان عرضوا اللاعب علىّ، وبعد رؤيته في تدريب الفريق وافقت على إنضمامه".

وأوضح "ما لفت نظري كان مهارته العالية. متمكن للغاية في المراوغة".

وعن مميزاته، قال: "كان يسجل كثيرا في التدريب ومجتهد وليس لاعبا كسولا، ويركض كثيرا وقدرة تحمله عالية".

وواصل "لم يكن أنانيا لكن أسلوب لعبه يعتمد على المراوغة، فهو يثق في نفسه في موقف 1 ضد 1 أو ضد 2".

لكن ماذا عن عيوب سيسيه في ذلك التوقيت؟ يُجيب عرابي "كان مستهترا أمام المرمى ولا يُنهي الهجمة بدقة".

فكيف عالج هذا العيب؟ يوضح "كنا نقوم بتدريبات خاصة لتطوير إنهاء الهجمة مع إعطاء تعليمات باللعب من لمسة واحدة وعدم الاحتفاظ بالكرة".

مع أسوان لم يستمر سيسيه أكثر من 6 أشهر. انضم في فبراير 2017 ورحل للزمالك في أُغسطس من نفس العام بعدما ضمه الفريق الأبيض من إف سي مونا.

لكن 226 دقيقة فقط مع الزمالك لم تكن كافية لإثبات نفسه، لتتم إعارته للاتحاد بعد 6 مباريات فقط مع الفريق الأبيض.

في الشاطبي

استعار الاتحاد سيسيه من الزمالك في يناير 2018، حين كان خوسيه ماكيدا مدربا للفريق. وخلال 7 مباريات تحت قيادته سجل هدفا واحدا فقط.

لكن مع سوء النتائج، رحل ماكيدا وجاء محمد عمر لتدريب الفريق، ومعه بدأت رحلة انطلاق سيسيه مع النادي الذي يقع مقره في منطقة الشاطبي الإسكندرية.

يقول محمد عمر لـFilGoal.com عن ملاحظاته الأولى حول سيسيه: "لم يكن لاعبا خططيا، ولا تستطيع بناء خطة الفريق حوله؛ لكنه كان موهوبا يمتلك مهارة فائقة ولديه عنصر السرعة، دون أن يتم توظيفهما بشكل مناسب وكان يفتقد للاندماج مع الفريق".

وأوضح "هذا السن يحتاج لتوجيه واندماج مع اللاعبين وهذا لم يحدث، لذلك مر بفترة بها بعض التخبط".

وأضاف "كان يتمركز على خط الملعب فقط ولا يدخل للعمق نحو المرمى على الإطلاق ويُرسل الكرات العرضية فقط لكني أُعجبت بقدراته وشيئا فشيئا أصبح لاعبا أساسيا".

فما الذي فعله لتطوير سيسيه خططيا وتهديفيا؟ يُجيب "كنا نقوم بتدريبات خاصة والهدف منها كان أن يصبح لاعبا أفضل، وهو ما تظهر نتائجه في الملعب بالوقت الحالي".

وواصل "التحرك من دون كرة نحو المرمي؛ لأنه لم يكن يقم بهذا التوغل".

وشرح "أو استلام الكرة على الخط ثم التحرك نحو العمق على أن تتواجد له العديد من الاختيارات للتصرف بالكرة، وعلى أثر اختياره نقوم بتطوير قراره".

استمر "أو أن يقوم بتبادل الكرة بينه وبين المهاجم. وهذا سببه تفاهمه الكبير مع خالد قمر ومن قبله محمد ناجي جدو الصغير. كان يجب أن يتحرك نحو العمق ويقترب من المرمى".

وعن التعليمات التي يعطيها لسيسيه، قال: "كنت أعطيه حرية الحركة لكي نستفيد من مهاراته، وأحيانا لم أكن ألزمه بالواجب الدفاعي؛ لنستفيد منه في الهجمات المرتدة، على أن يتواجد لاعب وسط خلفه ليقوم بالتغطية والمساندة مع الظهير وغالبا كان نور السيد أو خالد الغندور أو عاشور الأدهم هو من يقوم بهذا الدور".

وحول مميزات سيسيه، قال: "ما يميزه هو معرفته للتوقيت المثالي للاحتفاظ بالكرة وتوقيت تمريرها أو أن يلجأ للمراوغة".

وشرح "حين يركض بالكرة لا ينظر للأرض ويرفع رأسه لكي يكشف الملعب".

واستمر "لياقته البدنية رائعة للغاية، وكان يتطور فنيا في كل مباراة".

وعن الفرق بين سيسيه الذي كان يدربه في موسم 2017-2018 وسيسيه الحالي، قال: "الفارق بين سيسيه عند قدومه للاتحاد وفي الوقت الحالي هو تحركاته الإيجابية نحو المرمى".

وحول عيوبه، قال: "كل العيوب التي كان لديه تم معالجتها، لكن لا أريد أن أُطلق عليها عيوب بل كانت عدم توجيه بشكل جيد ممن دربه في البداية تحديدا ماكيدا، خصوصا وأنه كان صغيرا".

ورغم قدرات سيسيه التهديفية إلا أن عمر يرى أن الدفع به كجناح أفضل من الاعتماد عليه كمهاجم ثان.

ويشرح "لأنه مهاري فهو قادر على اللعب في أي مركز لكنه يُفضل البدء من على الجناح ثم الانطلاق للعمق أو بعرض الملعب".

لعب رزاق سيسيه 10 مباريات مع محمد عمر في موسم 2017-2018، وسجل هدفا وصنع الأخر، لكن في 6 مباريات في موسم 2018-2019 أسهم في 4 أهداف بعدما سجل هدفين وصنع مثلمها وذلك بعدما جدد الاتحاد إعارته.

واستمر الاتحاد في تجديد إعارة سيسيه من الزمالك، وفي موسم 2019-2020، مع طلعت يوسف وخلال 28 مباراة في الدوري سجل 7 أهداف وصنع 4.

مع التوأم

ببداية موسم 2020-2021، جدد الاتحاد استعارته من الزمالك وتولى حسام حسن تدريب الفريق خلفا لطلعت يوسف؛ ومع تغيير الجهاز الفني الذي تغير معه بالتبعية أسلوب اللعب؛ انفجر رزاق سيسيه في موسمه الرابع في الشاطبي.

بدلا من 4-2-3-1، اعتمد حسام حسن على طريقة 3-4-2-1 في العديد من المباريات هذا الموسم، وهو ما سمح لسيسيه التفرغ أكثر للهجوم مع وجود حماية دفاعية بسبب اللعب بثلاثي في الدفاع بالإضافة لوجود الظهير الأيسر من خلف سيسيه.

النتيجة كانت تسجيله لـ 5 أهداف خلال 10 مباريات.

لكن المفاجئ هو أن سيسيه سجل أكثر من أهدافه المتوقعة. فوفقا للإحصائيات فإن نسبة الأهداف المتوقعة لسيسيه بلغت 3.34 هدفا؛ لكنه سجل 5. أهداف سيسيه جاءت من 8 محاولات صحيحة على المرمى من أصل 16 محاولة، وهي نسبة توضح لماذا كثيرا.

كما أكمل 32 مرواغة من أصل 57 محاولة، لكن ما يميزه هو دقة استلامه للكرة بـ 289 مرة بشكل صحيح من 295 وبدقة 98%.

وعن مستوى سيسيه هذا الموسم، يقول إبراهيم حسن مدير الكرة بالاتحاد لـFilGoal.com: "لديه العديد من الحلول ويتعاون مع زملائه كثيرا".

ويوضح "لديه شخصية قوية داخل الملعب ويلعب بكامل تركيزه وبثقة وهو سبب عدم إهداره للفرص".

وأتم "يصل للمرمى بأقصر طرق ويختار الخيارات السهلة لذلك لا يلعب بعشوائية".

مر سيسيه بمراحل عديدة وتطور ونضج وأصبح "من أفضل اللاعبين في الدوري" كما يرى محمد عمر، لتكون مهمة الاتحاد صعبة في الحفاظ عليه وتجديد استعارته من الزمالك في العام المقبل.

*أجرى الحوار مع إبراهيم حسن: هاني العوضي

**الأرقام من KoraStats.com

التعليقات