اللعب على طريقة وليد سليمان في 4 خطوات

الجمعة، 15 يناير 2021 - 18:24

كتب : محمد يسري

اللعب على طريقة وليد سليمان

سدد وليد سليمان 3 مرات فقط بين القائمين والعارضة هذا الموسم؛ تسديدات تحولت جميعها لأهداف.

أهداف وليد سليمان جعلته ثاني هدافي الأهلي في الدوري المصري، بعد محمود عبد المنعم "كهربا" الذي سجل 4 أهداف. لكن الفارق هو أن الأول سجل أهدافه خلال 102 دقيقة، بينما جاءت أهداف كهربا خلال 350 دقيقة.

فما سر الدقة في التسديد والتركيز في الحسم كلما يشارك وليد سليمان مع الأهلي؟

FilGoal.com تحدث مع وليد صلاح الدين نجم الأهلي السابق عن: كيف تلعب على طريقة وليد سليمان في 4 خطوات، بعد تألقه المستمر وتسجيله للأهداف بمجرد نزوله لأرض الملعب

في البداية قال وليد صلاح الدين: "البعض لم يكن يفهم ما يحدث. حالة وليد سليمان مثل حالتي. هناك من يعتقد أن اللاعب الكبير حين يجلس على دكة البدلاء ولا يفتعل المشكلات يكون لديه مشكلة في مستواه أو غير قادر على لعب مباراة كاملة".

وليد صلاح الدين امتلك القدرة على الحسم في أمتاره الأخيرة خلال مسيرته مع الأهلي، وكلما كان يشارك كبديل كان يسجل أو يصنع؛ لذلك يعي جيدا ما يفعله وليد سليمان.

فما هي خطوات اللعب على طريقة وليد سليمان؟

الخطوة الأولى: تقبل القرار

لم يبدأ وليد سليمان إلا مباراة واحدة فقط في الدوري كانت ضد وادي دجلة، وشارك بها حتى الدقيقة 71. بجانب ذلك شارك ضد الاتحاد في 12 دقيقة، ودقيقة ضد سيراميكا كليوباترا و19 دقيقة ضد الإنتاج الحربي. ومع ذلك يلعب بشكل جيد.

عن ذلك يشرح وليد صلاح الدين "قبول اللاعب للقرار أمر مهم للغاية".

وأشاد بتصرف وليد سليمان قائلا: "يُعطي رسالة لجميع اللاعبين الصغار بأن اللاعب الكبير لا يتم تقييمه بالكم بل بالكيف. يشارك 10 دقائق ويصنع الفارق. جعل جميع جماهير الأهلي تنتظر مشاركته في المباراة وهذا مهم للغاية".

وأضاف "هذه رسالة لكل اللاعبين الصغار، حين يتقبل وليد سليمان ذلك، سيفعل مثله محمد شريف وطاهر محمد طاهر ومحمود عبد المنعم كهربا ويتقبلوا الجلوس على الدكة لأن قائد الفريق يفعل هذا دون مشكلة".

وتابع "كنت أفعل هذا في الفترة التي ألعب بها. هي رسالة تعطيها للجيل الذي تلعب معه. الجميع يُقّدر ما يقوم به وليد سليمان. بعمر الـ36 جعل نفسه أهم لاعب في الفريق، ما يقوم به يستحق الاحتفاء به لأنه أمر إيجابي".

الخطوة الثانية: قراءة المباريات

خلال المباريات التي شارك بها وليد سليمان كان دائم التهديد للمرمى، سواء بالتسجيل أو بصناعة الفرص أو بتقديم التمريرة التي ينتج على أثرها خطورة على مرمى المنافس.

إذ قدم فرصتين للتسجيل وتمريرتين مفتاحيتين خلال دقائق مشاركته.

فيقول وليد صلاح الدين: "أصبحت لديه القدرة على فهم خطط الفريق المنافس لأنه تدرب مع مدربين كبار. يستطيع رؤية المباراة بشكل رائع. حين يكون اللاعب موهوب، يستطيع معرفة الثغرات وكيف يضرب المنافس".

لكن تقييم وليد سليمان بالأهداف لا يجب أن يستمر "لا أريد الربط بين نزوله للملعب وتسجيل الأهداف، فقد يكون غير موفقا أو لا تساعده حالة الملعب".

وأضاف "يجب أن يتم التركيز على أدائه حين يدخل كبديل حتى لا تنتظر الجماهير تسجيله للأهداف كلما يشارك. هذا خطأ".

فهناك مهام أخرى تطلب من وليد سليمان "هناك مباريات سيكون الأهلي متقدما فيها بنتيجة 2-1 أو 2-0، هنا قد أدفع بوليد سليمان لكي يتحكم في رتم اللعب ويحافظ على الاستحواذ. قد لا يسجل لكنه سيؤدي مهمته بنجاح".

ويتابع " الأهم عند مشاركته هو أن يلعب بقوة ويكون مؤثرا في اللقاء سواء بصناعة الأهداف أو بتنفيذ الكرات الثابتة".

ووجه النصيحة "علينا ألا نضع الضغط عليه. ليس من الطبيعي أن يشارك لاعب ويسجل رغم مشاركته لـ10 دقائق فقط لأن هذه حالات استثنائية".

الخطوة الثالثة: الحرية

يؤمن وليد صلاح الدين أن الحرية التي يعطيها موسيماني لوليد سليمان هي سبب تألقه.

ويقول: "أفضل ما يحدث لوليد سليمان هو اللعب بحرية حين يشارك في المباريات".

ويشرح "ضد سيراميكا كليوباترا سجل من منطقة الـ6 ياردات، وضد الإنتاج الحربي سجل هدفا من الجانب الأيسر وآخر من أمام منطقة الجزاء بعدما تحرك من الجانب الأيمن لعمق الملعب. 3 أهداف من 3 أماكن مختلفة".

ووضح "الميزة أن وليد سليمان يعلم لأين يتحرك حين يلعب كبديل. فيتبادل الأدوار مع الجناح وصانع الألعاب وقد يلعب كمهاجم ثان. لأن لياقته في هذه الدقائق تساعده في اللعب بقوة".

كما أن قدرة وليد سليمان في صناعة اللعب تجعله يتيح لموسيماني مزايا هجومية أكبر من أماكن مختلفة في الملعب.

فيستعرض "من الممكن أن يلعب وليد سليمان ضمن ثنائية وسط الملعب إذا كان يبحث الفريق عن الفوز في آخر دقائق المباراة. فقد يلعب في الوسط بجوار أليو ديانج على سبيل المثال؛ لكي يصنع الفرص لزملائه، مع وجود ثنائي هجومي في الأمام مع وجود الجناحين".

لكن حين لعب وليد سليمان أساسيا ضد سونيديب ووادي دجلة كان يلعب في العمق أكثر ولا يذهب على الجناح. لماذا؟

يُجيب وليد صلاح الدين "إذا لعب في المباراة منذ البداية، فسيلعب في عمق الملعب بدلا من الجناح حتى لا تُستنفذ طاقته في تقديم الأدوار الدفاعية مع الظهير ويعود للخلف 100 مترا".

الخطوة الرابعة: التعامل النفسي

لكن كل هذه الخطوات لن تكون ناجحة إذ فشل المدرب في إدارة الخطوة الأهم وهي الحالة النفسية للفريق.

يقول وليد صلاح الدين: "لكن يجب أن يشعر اللاعب بأهميته ودوره مع الفريق ويتم ترجمه هذا في أرض الواقع. التعامل النفسي مهم".

ويوضح "لا يصح أن يدفع المدرب باللاعب في الوقت الذي يحتاج فيه لخبراته للحسم فقط؛ بل يجب أن يدفع به في المباريات التي يتقدم فيها الفريق بنتيجة كبيرة أيضا".

واستشهد وليد صلاح الدين بما كان يحدث معه –أحيانا- في فترته الأخيرة بالأهلي "في بعض الأوقات لم أكن أشارك عند تقدم الفريق في النتيجة بفارق 3 أو 4 أهداف".

لكن بيتسو موسيماني لا يزال ينجح في التعامل مع الجانب النفسي بنجاح حتى الآن "موسيماني يتعامل بشكل أكثر من رائع في الجانب النفسي. تحدث عنه في المؤتمر الصحفي (بعد مباراة الإنتاج الحربي) ويحتفل معه بالأهداف. هذ الأمور تجعل اللاعب يشعر بأهميته وأن الأمر لا يدور فقط حول الدفع به في اللحظات الصعبة".

فالأمر أشبه بعلاقة منفعة متبادلة "حين تكون المباراة هادئة؛ على المدرب أن يدفع باللاعب لكي يقدم أداءً يُسلط الأضواء عليه أكثر".

وواصل "حين جاءت فرصة أن يلعب وليد سليمان من البداية؛ دفع به أساسيا. ما يفعله يخدم المدرب أكثر من وليد سليمان. تألقه مؤخرا لم يأتِ إلا بعد مشاركته في مباراة سونيديب لأن لياقته كانت جيدة".

وأكد "كما أن سيد عبد الحفيظ –مدير الكرة بالأهلي- يتعامل معه بشكل جيد".

---

هكذا يلعب وليد سليمان مع الأهلي. فما هو التشابه بينه وبين وليد صلاح الدين حين كان لاعبا؟

أجاب صاحب القميص رقم 10 "قراءة المباراة جيدا من على دكة البدلاء".

وأتم "وليد سليمان أصبح أيقونة للأهلي. اللاعبون يثقون به ويمررون له الكرة بمجرد نزوله للملعب لأنهم يعرفون قدرته على إيجاد الحلول".

التعليقات