إمام عاشور.. أن تخسر صانعا للألعاب لتفوز بمشروع فرجاني ساسي "سريع الغضب"

السبت، 09 يناير 2021 - 11:06

كتب : محمد يسري

إمام عاشور مع الزمالك أمام الجونة

نسخة جديدة يقدمها إمام عاشور مع بداية الموسم الحالي للدوري. فلم يعد صانعا للألعاب وإنما أصبح الإرتكاز الدفاعي للفريق في مفاجأة للعديد من المتابعين.

لكن المفاجأة ليست في شغله لهذه الرقعة من الملعب؛ بل في ما يقدمه من أداء.

خلال مباراتين ضد سموحة وإنبي، أكمل عاشور 107 تمريرة صحيحة من 121 بدقة 88%، مع 8 مرواغات ناجحة من 11 محاولة، ولم يفقد الكرة سوى 7 مرات فقط مع استعادتها 37 مرة. كان هذا خلال 180 دقيقة بالدوري.

تواجد إمام عاشور في هذا المركز ليس اختراعا من جايمي باتشيكو، وإنما يُنسب لباتريس كارتيرون، الذي كان أول من اعتمد عليه في هذا المركز بنهاية الموسم الماضي.

فلماذا تحول إمام عاشور من صانع ألعاب لإرتكاز؟ وكيف تقبل الفكرة وما دور طارق حامد في عملية تطويره في هذا المركز؟

FilGoal.com حاور أمير عبد العزيز مدرب الزمالك السابق ومساعد كارتيرون عن التحول الذي حدث لمركز إمام عاشور

يحكي عبد العزيز كواليس تغيير مركز عاشور، ويقول "الأمر بدأ حين كان الفريق في حاجة لظهير أيمن. ففكرنا في أن يلعب في هذا المركز لأنه لديه عنصر السرعة وجيد في الدفاع والهجوم. لكن بعدها قمنا بتصعيد أحمد عيد من قطاع الناشئين وتم قيده في القائمة الإفريقية".

ويكمل "كان لدينا وفرة في مركز صانع الألعاب، وحين تمتلك لاعب بإمكانيات جيدة تحاول أن تبحث له عن مكان في الفريق".

ويوضح "بعد قيد عيد، قررنا أن نحول عاشور للاعب وسط بسبب النقص العددي لإصابة محمد حسن وتواجد طارق حامد وفرجاني ساسي فقط".

وواصل "قرار الاعتماد على إمام عاشور كان بدلا من الاعتماد على يوسف أوباما كلاعب إرتكاز. قررنا أن نلعب بثنائي في مركز رقم 8 مكون من أوباما وعاشور".

وتابع "قادر على اللعب في مركز 8 ومركز رقم 6، ويؤدي فيها بروح قتالية عالية وأداء جيد".

كانت هذه كواليس القرار، فكيف تقبله عاشور، الذي كان يلعب في حرس الحدود ومن قبله غزل المحلة في مراكز هجومية ولا يتكفل بأي أدوار دفاعية؟

يُجيب مدرب الزمالك السابق "عقدنا جلسة معه أنا وكارتيرون، قلنا له: انت لاعب رائع ونريد الاستفادة من إمكانياتك، لكن من الصعب الدفع بك في مركز الجناح أو صانع الألعاب في الوقت الحالي لكننا نرغب في تواجدك بشكل أساسي مع الفريق".

رغبة كارتيرون لم تكون السبب الوحيد في إقناع عاشور، فيوضح عبد العزيز "بسبب رغبته في اللعب مع المنتخب الأوليمبي والتواجد في الأولمبياد، قال لنا: لدي الاستعداد للعب في أي مركز، أرغب في المشاركة بأي طريقة".

هكذا اتُخذ القرار وهكذا تقبله عاشور. فما التعليمات التي سيحصل عليها صانع ألعاب سيلعب كإرتكاز؟

يقول عبد العزيز "أول التوجيهات كانت متعلقة بطريقة التحرك (الترحيل) حين يلعب بجوار طارق حامد".

وشرح "إذا كانت الكرة في الجانب الأيمن وذهب حامد لمقابلتها فيجب أن يكون عاشور خلفه بحوالي 3-4 خطوات لكي يقوم بالتغطية عليه لكن ليس على نفس الخط، والعكس صحيح أيضا".

ويواصل "أما ثانيا فكانت عدم الاحتفاظ بالكرة بشكل زائد عن الحد في منتصف ملعب الزمالك حتى لا يفقدها؛ لأنه كان يلعب في مركز صانع الألعاب ويحتفظ بالكرة كثيرا".

ويكمل "ثالثا كانت تعليمات خاصة بالتمرير السريع وألا تكون التمريرة سلبية بلعبها للخلف؛ فيجب أن يُمرر للأمام حتى لا يُعطل الهجمة".

وحتى لا تكون التعليمات مجرد كلام إنشائي كان يقوم عاشور بتدريبات خاصة في مران الفريق.

ويكشف عبد العزيز "تحدثنا معه في عملية مسح أبعاد الملعب قبل الحصول على الكرة لكي يتصرف سريعا؛ لكنه يتمتع بهذه المَلَكَة بشكل تلقائي. بالإضافة لأن معظم التدريبات كانت خاصة بسرعة رد الفعل والرؤية واللعب تحت الضغط".

واستمر "إذا لم يفكر بشكل سريع ويعرف كيف يتصرف بالكرة قبل أن تأتي له؛ كان من المستحيل أن يلعب للزمالك".

لكن ماذا عن الأدوار الدفاعية واستخلاص الكرة؟

يؤكد عبد العزيز على أن عاشور "لديه كتلة عضلية كبيرة تجعله قوي للغاية بدنيا. جسده ليس ضعيفا ويشبه طارق حامد. فيلحتم كثيرا ولديه روح قتالية عالية".

كما أن تفكير الجهاز الفني للزمالك في مشاركته كظهير أيمن أسهم في تطوير هذا الجانب.

فيشرح "حين استقر الجهاز الفني على مشاركته كظهير أيمن في البداية، خضع لتدريبات كثيرة في المواقف الدفاعية في كيفية التمركز والتحرك في هذا المركز، ونقوم بتصليح أي أخطاء يرتكبها في المران وهذا ما أفاده حين لعب في وسط الملعب".

بالإضافة لأن طارق حامد كان له دورا خاصا في تطور عاشور دفاعيا.

فيقول عبد العزيز: "طارق حامد يوجه إمام عاشور كثيرا. ينصحه دائما ويقول له: عليك أن تدافع بشكل أفضل وتلتحم بقوة أكبر وتعود للخلف أسرع وتتمركز بشكل صحيح".

ويكمل "طارق حامد يتبنى إمام عاشور. يرى فيه لاعبا كبيرا في المستقبل ودائما ما يتدربا سويا بشكل فردي. حين كان عاشور بعيدا عن المباريات كان حامد دائم التحدث معه لدرجة التعنيف إذا تكاسل في المران. أحيانا لم يكن حامد يتحدث معه إذا تراجع مستواه".

ورغم قرب عاشور من حامد إلا أن عبد العزيز يرى أن "عاشور أقرب لفرجاني ساسي عن طارق حامد".

فيوضح الشبه بينهما "عاشور لديه رؤية وسرعة ويجيد التقدم للأمام ثم الارتداد للخلف بسرعة وتقديم تمريرات رائعة للمهاجم".

فما الذي ينقص عاشور للوصول لنفس أداء ساسي؟

يُجيب عبد العزيز قائلا: "الخبرة والهدوء في الملعب".

ويشرح "كثرة المباريات قد تجعل إمام عاشور خليفة فرجاني ساسي، لأن الأخير لعب لأندية تونسية عديدة واحترف ولعب لمنتخب تونس. عاشور قد يتخطى ساسي إذا شارك في العديد من المباريات مع الزمالك ومع المنتخب الأول".

وأكمل "بالنسبة للهدوء فالأمر أيضا متعلق بالخبرة. عاشور ليست متسرعا؛ لكن لديه سرعة حركة".

وأكد "رتم ساسي بطئ، وهذا يعطيه الهدوء؛ لكن عاشور سريع الحركة وهذا يجعله يستلم الكرة ثم ينطلق للأمام، الأمر سيصبح أفضل كلما شارك في مباريات أكثر".

كانت هذه مميزات إمام عاشور وخصائصه. فما هي عيوبه؟

يقول عبد العزيز "عاشور سريع الغضب ويحزن بشكل سريع للغاية. قد يتأثر بالسلب عند استبعاده من قائمة المباراة ولا يتدرب بقوة. لكن هذه النقطة أصبحت أقل بعد مشاركته في المباريات".

فهل سرعة الضغب تؤثر على قراراته داخل الملعب؟ يقول عبد العزيز "إذا لم يحتسب الحكم مخالفة صحيحة له أكثر من مرة قد يكون رد فعله غير محسوب، لكن انفعاله لحظي ويختفي بعد دقائق".

وتابع "بالتأكيد الغضب يؤثر على قراراته داخل الملعب في التمرير وهكذا، لكن حالة الغضب لا تدوم طويلا".

وأضاف "يذهب دائما للمشكلات حتى ولو لم يكن له دورا فيها. لا يبحث عنها بالطبع لكنه يضع نفسه فيها مثل ما حدث في مباراة السوبر، كان ذاهبا للدفاع عن أحمد زاهر إداري الفريق وحدث ما حدث ليعاقب بعقوبة قاسية للغاية".

وكان إمام عاشور قد تمت معاقبته بعد أحداث مباراة السوبر بالإيقاف لنهاية الموسم لكنها تقلصت لـ10 مباريات فقط.

وشدد عبد العزيز "هذا الفارق بينه وبين ساسي أيضا".

عملية تحول إمام عاشور من صانع ألعاب لإرتكاز تمت بنجاح. لكن هل سيواصل التطور وينتقل من مرحلة اللاعب المُبشر للاعب المؤثر؟ هذا ما سيجيب عنه عاشور بنفسه في المباريات المقبلة.

التعليقات