كتب : أحمد علاء الدين | الأربعاء، 23 سبتمبر 2020 - 14:21

التجربة الإنجليزية

احتفالات لاعبي منتخب إنجلترا بعد الفوز بكأس العالم للشباب تحت 20 سنة، أول بطولة للأسود الثلاثة منذ عام 1966.

بعد النتائج السلبية فى مونديال روسيا 2018 والخروج الكارثي من دور الـ16 لكأس الأمم الإفريقية التي أقيمت على الأراضي المصرية في العام الماضي, لا يزال منتخب مصر يمر بفترة من التخبط والاهتزاز فى المستوى الفني.

ولهذا الأداء السيء عدة أسباب مثل وجود أمور قللت من المستويين الفني والتسويقي للدوري، وسنحاول وضع الحلول لها كي يعود الدوري المصري للريادة فى الشرق الاوسط وإفريقيا.

بالإضافة إلى عدم اهتمام الأندية بقطاعات الناشئين والفشل المستمر لمنتخبات الناشئين والشباب فى السنوات الاخيرة، وسنحاول فى الأسطر التالية تسليط الضوء على بعض التجارب في دول مرت منتخباتها بفترات عجاف ونشرح كيف أعادهم الاهتمام بقطاعات الناشئين والشباب للظهور فى المحافل الكبرى.

قبل أقل من 3 سنوات تلقى عشاق الساحرة المستديرة صدمة كبرى بغياب المنتخب الإيطالي عن مونديال روسيا 2018 بعد الفشل فى تخطي عقبة منتخب السويد، وحينها أيقن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أنه يحتاج إلى الاهتمام بقطاعات الناشئين والشباب.

وظهر نتيجة ذلك جليا الآن, حيث أصبح المنتخب الإيطالي يمتلك العديد من اللاعبين الشباب مع وجود بعض اللاعبين الكبار لإحداث التوازن فى تشكيل الأتزوري وبفضل تلك المنظومة أصبحت إيطاليا تقدم كرة قدم جذابة تحت قيادة روبرتو مانشيني.

وبالذهاب إلى إنجلترا التى تعود عشاقها على الإخفاق فى المناسبات الكبرى, فى البداية وقبل الحديث عن الطفرة التى يشهدها حاليا المنتخب الإنجليزي هناك معلومة يجب أن تعلمها عزيزي القارئ وهى أن الدولة التى تمتلك أقوى دوري فى العالم لم تفز بكأس العالم سوى مرة واحدة حينما استضافته عام 1966 ولم تتمكن من التتويج باليورو من قبل.

وبعد فترة طويلة من الفراغ أيقن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن الناشئين والشباب هم الأمل لمحاولة إعادة منتخبهم للمنافسة على كبرى البطولات، وبالفعل نجحت إنجلترا فى التتويج بكأسي العالم للناشئين تحت 17 سنة والشباب تحت 20 سنة فى عام 2017.

وبفضل العديد من المواهب الشابة وبعد عام واحد فقط نجح المنتخب الإنجليزى فى الحصول على المركز الرابع بكأس العالم روسيا 2018 تحت قيادة مدربهم في منتخب 21 عاما جاريث ساوثجيت وليس كابيللو ولا إيريكسون وبذلك أصبحت أنجلترا تمتلك جيلا قادرا على المنافسة فى المحافل الكبرى خلال العشر سنوات القادمة على الأقل.

وبالعودة إلى مصر والحديث عن الحلول الأمثل لتطوير الدوري الذى كان لاعبوه هم القوام الأساسي للمنتخب المصري حينما سيطر على إفريقيا لثلاث بطولات متتالية.

أولا، يجب على اتحاد الكرة إنشاء رابطة الاندية المحترفة التى يتحدثون عنها منذ العديد من السنوات لإدارة شؤون المسابقات، وحتى يخرج مجلس إدارة اتحاد الكرة من مهاترات الدوري والتركيز على تطوير اللعبة والمنتخبات.

ثانيا، يجب تطوير منظومة التحكيم، فلا يصح الحالة الفنية والبدنية التي يظهر عليها أغلب الحكام والمشاكل التي تواجهنا في كل جولة حتى بعد دخول الـVAR.

ثالثا، يجب وضع ضوابط واضحة لعمل المدربين مع الأندية، فلا يمكن أن يعمل المدرب مع النادي دون عقد ولا يجوز أن يعمل مدرب فى ثلاثة أو أربعة أندية خلال الموسم الواحد ولا يجوز أيضا أن يغير رؤساء الاندية المدربين بهذا الشكل المرعب الذي يؤثر في النهاية على مستوى اللاعبين واستيعابهم لطرق اللعب.

رابعا وهو الشيء الأهم، يجب إعادة الجمهور إلى المدرجات بعد نهاية جائحة كورونا، فهناك العديد من اللاعبين لم يلعبوا تحت الضغط الجماهيرى طوال مسيرتهم الكروية, فعندما يرون 50 أو 60 ألف فى المدرجات يصيب بعضهم التوتر وتحدث نتائج كارثية.

وفى النهاية وبعد كل ما عرضته ولكي نستفيد من التجارب الأخرى، وإذا أردتم بالفعل إعادة منتخبنا إلى منصات التتويج يجب عليكم الاهتمام بصورة كبيرة بقطاعات الناشئين والشباب.

ويجب أن تتذكروا أن الجيل الذهبى للفراعنة الذى تسيد إفريقيا لـ3 بطولات على التوالى, كان القوام الرئيسى له من اللاعبين الذين توجوا بكأس الامم الأفريقية للشباب وخاضوا كأس العالم تحت 20 سنة بالإمارات تحت قيادة المعلم حسن شحاتة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات