كتب : فادي أشرف | الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019 - 14:28

معي كعكة.. معك تراب؟

جمال محمد علي

يهوى المسؤولون عن الكرة المصرية إهالة التراب على أي شبه إنجاز يتحقق لصالح اللعبة.

لا تصدقني؟ شاهد صورة جمال محمد علي نائب رئيس اتحاد الكرة بـ"فوطة" حارس منتخب غانا الأولمبي.

منتخب مصر الأولمبي حقق ما هو أكثر من الفوز على منتخب غانا في ثاني جولات دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا تحت 23 عاما، أعاد الثقة بين الجمهور وشعار المنتخب الذي كاد أن يُفقد تماما بعد كأس أمم إفريقيا للكبار.

جيل من الرجال أزالوا آثار ما حدث الصيف الماضي، وستمتلئ لهم المدرجات في المباريات المقبلة ليكتبوا تنظيما ناجحا للبطولة، وربما يحصد هؤلاء الرجال تذكرة طوكيو ويحصدون إنجازا جديدا للكرة المصرية بعد فترة غياب من الإنجازات على مستوى المنتخبات.

ولكن كيف تسير الأمور بسلاسة حينما يتعلق الأمر بالكرة المصرية، عضو في جهاز المنتخب قرر تخريب المشهد، وسانده في ذلك نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة بإهالة كل التراب على كعكة يوم جميل من أيام الكرة المصرية النادرة مؤخرا.

مبدئيا، لست من المقتنعين بأمور السحر في كرة القدم، أؤمن تماما أن الفريق الذي يبذل مجهودا أكبر في الملعب سيفوز بالمباراة، وتسجيلنا لهدفين بعد إزالة الفوطة لا علاقة له بالسحر، بل برجولة وقتالية لاعبي منتخبنا وتغييرات جهازهم الفني. اختزال الفوز في إزالة السحر يهين هؤلاء اللاعبين الصاعدين ومجهودهم الخرافي ضد غانا.

هل كلف أحد أبطال "غزوة الفوطة" نفسه وقرأ المكتوب عليها؟ "سبحان الله"، "حسبي الله ونعم الوكيل"، "الحمد لله"، "الله أكبر"، هذه العبارات هي المكتوبة على فوطة حارس مرمى غانا. بالطبع ليست عبارات سحرية!

بعيدا عن الخرافات في أذهان من فعلوا ذلك، فقد اخترقوا أوضح قواعد الخصوصية وفعلتهم تقع في إطار السرقة!

ما الداعي أن يقف نائب رئيس اتحاد الكرة المصري ممسكا بتلك الفوطة وكأنه يحتفل بغنائم الحرب على مرمى غانا؟ لماذا نهوى إنهاء كل شيء جميل بإهالة التراب عليه؟

مرة أخرى، تتسبب عقليات وعدم كفاءة المسؤولين عن الكرة المصرية في عاصفة انتقادات جديدة. ماذا ستقول بعثة منتخب غانا عن تنظيم مصر للبطولة؟ أشك في أنهم سيشيدون بالفنادق والملاعب في ضوء حادثة سرقة أمام الجمهور.

ناشدت عمرو الجنايني رئيس اتحاد الكرة المصري من قبل، وأناشده مرة أخرى، معظم النار يأتي من مستصغر الشرر، حادثة مثل تلك ستؤثر على صورة تنظيم مصر للبطولات الإفريقية ومدى كفاءة اتحاد الكرة المصري في التعامل مع الضيوف، هل هذا ما نحتاجه بعد فوز نادر سيتسبب في إعادة بناء جسور الثقة بين المنتخبات المصرية والجماهير؟

ما حدث حدث، حقيقة أتمنى اعتذارا رسميا من اتحاد الكرة المصري للبعثة الغانية عن التصرفات الفردية التي أهالت التراب على كعكة جميلة.

وما أتمناه أكثر، هو أن نتوقف عن إهالة التراب على أشياء جميلة نادرة في الكرة المصرية.

ناقشني عبر تويتر

التعليقات