ياسر القحطاني.. الرجل الذي غير نشرات الأخبار

"عندما تشاهد ياسر القحطاني فكأنك تشاهد ماركو فان باستن أو جاري لينكر.. لاعب مميز يمتلك كل مقومات النجوم الكبار وبإمكانه أن يلعب في أي نادٍ أوروبي من الفئة الأولى ويحقق النجاح".. براد بون المحرر الرياضي بمجلة فيفا.

كتب : لؤي هشام

الخميس، 10 أكتوبر 2019 - 16:26
ياسر القحطاني

"عندما تشاهد ياسر القحطاني فكأنك تشاهد ماركو فان باستن أو جاري لينكر.. لاعب مميز يمتلك كل مقومات النجوم الكبار وبإمكانه أن يلعب في أي نادٍ أوروبي من الفئة الأولى ويحقق النجاح".. براد بون المحرر الرياضي بمجلة فيفا.

قد يمتد تأثير بعض اللاعبين لأبعد مدى بالنسبة لفرقهم ولا تظهر الحلول إلا في جعبتهم هم وحدهم، ولكن أن يمتد ذلك التأثير لما هو أبعد من ذلك؟ هذا لا يحدث كثيرا.

إحداث ثورة في أسعار سوق الانتقالات وتغيير موازين وحسابات اللعبة حتى يمتد التغيير إلى طريقة عرض نشرات الأخبار التلفزيونية. عند ذلك أنت تتحدث عن شخص واحد فقط.. إنه ياسر القحطاني.

مهاجم الهلال السعودي السابق يحتفل اليوم الخميس بعيد ميلاده الـ37.. وإليكم قصة لاعب اكتشفه مدرب الزمالك التاريخي ليقلب موازين الانتقالات في المملكة السعودية.

بداية لم تحتج للكثير من الوقت

منذ نعومة أظافره لم يعرف القحطاني إلا صراعا دائما بين الأندية للحصول على خدماته. موهبته المتفجرة وسرعته الكبيرة وذكائه لفتوا الأنظار سريعا إليه.

ومن فريق "نجوم العقربية" إلى فريق "لوتو" لكرة الصالات مرورا بالدورات المجمعة لم تحتج الرحلة الكثير من الوقت للالتفات إلى ما يقدمه.

والصراع الأول كان بين ناديي القادسية والإتفاق.

ذهب ياسر لاختبار لمدة أسبوع في نادي الإتفاق، وقد اقتنع المدرب فيصل البدين سريعا بمستوى اللاعب، فقدمت إدارة ناديه عرضا لا يتجاوز الثلاثون ألف ريال.

لم يرض القحطاني بالمبلغ، وأدى الاختلاف إلى فتح الباب لنادي القادسية الذي تدخل وحول مسار اللاعب إلى صفوفه.

خضع حينها ياسر للاختبار مع القادسية قبل أن يقتنع مسؤولو بالنادي بما قدمه سريعا، وأعرب المدرب البرازيلي حينها كارلوس كابرال - مدرب الزمالك الأسبق - عن إعجابه الكبير بمستواه وأمر بتسجيله في صفوف الفريق والتعاقد معه مقابل مبلغ 50 ألف ريال سعودي.

التألق سرعان ما ظهر، وفي موسم 2000-2001 نجح القحطاني في قيادة فريقه للتأهل إلى الدوري الممتاز وتوج هدفا لدوري الدرجة الأولى.

والتأهل للممتاز كان يعني بداية محطة أخرى من لفت الأنظار، ولكن على مستوى أعلى وزخم أكبر.

بلغت ذروة الإثارة في الصفقة أن تغير نظام نشرات الأخبار في السعودية.

بعدما كانت الأخبار الرياضية تتم في ختام النشرة أصبحت تُستهل بها الأخبار نظرا لتشوق الشارع السعودي لمعرف أخر المستجدات التي شغلت بال الجميع.

الصفقة تمت في النهاية، والرحلة بعد ذلك يعلمها القاصي والداني لأفضل لاعب في آسيا عام 2007.

رفض مانشستر سيتي

في ديسمبر من عام 2007 صرح اللاعب الذي يعشق اللون الأزرق أنه رفض فرصة الانضمام إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي. كان ذلك قبل عهد ملاك النادي الإماراتيين.

ياسر صاحب الـ25 عاما وقتها كان يخضع للاختبار مع النادي الذي يقوده تدريبيا سفين جوران إريكسون.

ولكن صحيفة مانشستر إيفينينج نيوز نقلت تصريحاته بعدها إذ عقد مؤتمرا صحفيا قال فيه: "خضت تجربة اختبار ناجحة مع مانشستر سيتي ونلت فيها إشادة الجميع بمن فيهم جوران إريكسون مدرب الفريق".

وأضاف "توصلنا لاتفاق ولكن بعض التفاصيل الخاصة بالعقود لم يتم حلها".

وأتم "أيا كان السبب فإنه ليس مادي وإنما لأني أشعر أن الهلال يحتاجني في تلك الفترة من الموسم".

بعض التقارير السعودية أشارت وقتها إلى أن عدم إكمال الانتقال يرجع إلى رغبة مانشستر سيتي في الحصول على 80% من قيمة تسويق اللاعب وهو ما رفضه مسؤولو الزعيم.

رغم ذلك أكد القحطاني أنه لم يتخل عن أمنيته بالاحتراف الأوروبي.

"مازلت أتطلع للعب في أوروبا وربما يختلف الوضع الموسم المقبل، مازال لدي بعض العروض وسأناقشها مع الإدارة. واثق من نجاحي في أوروبا".

وهو ما لم يتحقق بعدها إذ كان الاحتراف الذي عرفه عربيا في صفوف العين الإماراتي معارا بعد ذلك بأربع أعوام.

بطولات وأرقام

حقق القحطاني رفقة الهلال 7 ألقاب كأس ولي العهد السعودي، و4 ألقاب دوري، وكأس خادم الحرمين الشريفين مرتين، وكأس الأمير فيصل بن فهد، ولقب كأس السوبر السعودي.

كما نال مع القادسية لقبي كأس الأمير فيصل بن فهد.

ومع الأخضر السعودي وصل إلى نهائي كأس آسيا 2007، وقبلها التأهل إلى مونديال 2006 وتسجيل هدفا في شباك تونس، وتحقيق كأس الخليج العربي في 2004.

أما على صعيد الألقاب الفردسية، في 2009 حصد لقب أكثر لاعبي آسيا شعبية بحسب الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، وتاسع أكثر لاعبي العالم شعبية كما توج هدفا لبطولة آسيا في 2007.

اعتزاله

يظهر القحطاني في مقطع فيديو وهو يخلع قميصه ويُعلقه داخل غرفة خلع الملابس مع شارة القيادة إلى جانب حذائه قبل أن يرتدي وشاح الهلال.

هكذا ببساطة أعلن القحطاني في الـ13 من أبريل بالعام الجاري نهاية مسيرته الكروية الحافلة بالعديد من الإنجازات والانتقالات.

كانت تلك قصة أيقونة كروية سعودية، أو أخر الأساطير كما يحلو للبعض تسميته.

"عندما تشاهد ياسر القحطاني وهو يلعب فكأنك تستمع إلى مقطوعة موسيقية بالغة العذوبة.. إنه يداعب الكرة بإحساس فنان ومبدع أكثر منه كلاعب وهذا سر نجاحه"

الكاتب الكوري الجنوبي جون يون لانج.

اقرأ أيضا

الجانب الآخر من كرة القدم – الاعتزال

حوار في الجول – نجم ميلان السابق يتحدث عن مشكلة مواهب إيطاليا وتدريب أشباح ساكي

جينيراسيون فوت لـ في الجول: سنلعب مباراة الزمالك.. أبلغنا كاف بذلك

رحلة الإمارات توضح مدى جاهزية صلاح للقاء يونايتد.. وبرنامج خاص من ليفربول

فايلر تعليقا على قرعة دوري الأبطال: الحديث عن إفريقيا سابق لأوانه نركز في الدوري