كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 31 مارس 2019 - 16:22

الموظفون في اتحاد الكرة

الأهلي - الزمالك - برج العرب - أمطار

رياضة هدفها الأول والأخير هو الترفيه لمن يتابعها والمتعة لمن يذهب للمدرجات من أجل مشاهدة مبارياتها من الملعب، نجح المسؤولون عنها في تحويلها إلى عبء يقاس نجاح إدارتهم بالتخلص منه.

لا يهم حضور الجماهير لمباريات الدوري ولا جودة النقل التليفزيوني، لا يشغل بالنا وضع جدول محدد للمباريات منذ بداية الموسم ولا ترحيل منطقي للمؤجلات، ليس مهما وضع بنود ولوائح محددة لسوق الانتقالات أو العقوبات ولا الارتقاء بمستوى التحكيم.

ما يهم هو أن ننهي تلك المسابقة بسبب الظروف الاستثنائية التي تعيش فيها الكرة المصرية، لدرجة أننا أصبحنا لا نسأل متى ستنتهي.

كانت الأولوية لعودة المسابقات المحلية لأن النشاط متوقف، ثم أصبحت للتركيز على التأهل لكأس العالم، وأخيرا للاستعداد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية.

وفي كل مرة منهم تخسر اللعبة جزءا رئيسيا من متعتها ومع الوقت تصبح معتادا على عدم وجوده، حتى تحولت إلى مسخ شاهدناه في أهم مباراة في الموسم، والآن يطالبونك بكل بجاحة بأن تعتاد عليه.

غاب الجمهور وطال مشهد المدرجات الخاوية حتى بات معتادا، أصبحت لا تستاء عندما يقطع المخرج تصوير فرصة هدف في المباراة ليذيع لقطة لابن خالته في المدرجات، ولا تعترض على إقامة دربي القاهرة على ملعب في محافظة أخرى يستضيف أكثر من نصف مباريات الموسم.

والآن يحاولون إقناعك بأن ما رأيته أمس كانت ظروف مثالية، تخاذل الفريقان في استغلالها.

-----

إذا كان الهدف من الترفيه هو الترويح عن النفس ونسيان الضغوط الحياتية حتى ولو لوقت بسيط، فالطبيعي أنك لن تنظر لساعتك بين الحين والآخر لتحسب الوقت المتبقي على نهاية الفيلم الذي تشاهده في السينما أو حلقة المسلسل الذي تتابعه كأنك تؤدي واجبا ثقيل الهم.

هذا ما تحولت له مباريات الدوري المصري، دائما يشعرونك المسؤولون في تصريحاتهم ومداخلاتهم وما أكثرها بأنهم يتحملون هما كبيرا من أجل إنهاء المسابقة ويسعون للخلاص منه في أقرب فرصة.

يؤدون واجبا حمله ثقيل على أكتافهم، ولا مشكلة في إقامة المباريات في مواعيد وعلى ملاعب غير منطقية حتى تكتمل المسابقة، وإذا نسينا حضور الجماهير فليس مهما الشكل الذي تُنقل به أو نسب المشاهدة.

إقامة المباريات أيام الإجازات وفي مواعيد مناسبة من اليوم والتي يبحث عنها العالم كله أشياء لا نهتم بها في الاتحاد المصري، لأن الأهم هو أن ننهي المسابقة ونرتاح من هذا الهم.

-----

أصبحت لا أصدق بأن الفوز بعضوية الاتحاد المصري يكون بالانتخابات، بل بالتعيين بعد نشر إعلان توظيف مثل الشركات.

وبالنظر لأن أكثر من نصف الأعضاء إعلاميون، ربما يكون هذا الشرط الأول في إعلان التوظيف. يستأثرون بأخبار الاتحاد والمنتخبات دون غيرهم وفي نفس الوقت لا يريدون حسابهم على آرائهم في برامجهم لأنهم خلعوا ملابس الجبلاية وارتدوا بدل الاستوديوهات.

وفي برامجهم، يدعون الجماهير للصبر على المسخ الذي يرونه لأن الأهم هو إنهاء هذه المسابقة ذات الدم الثقيل.

يطلبون موظفين قادرين على العمل تحت ضغط ليس لتقديم إضافة فنية أو أفكار التطوير اللعبة أو حتى لاختيار قمصان جيدة للمنتخب.

ولذلك تجد كل الأعضاء في تصريحاتهم يشعرونك بالضغط الكبير والمشاكل التي يمرون والدوري بها كموظف لا يكفيه مرتبه لقضاء أخر 10 أيام في الشهر، متأخر في تحقيق الـTarget.

ومع كل هذا، من المنطقي وإن كان ساذجا أن نعرض مشاهد للجماهير في مباريات مر عليها 10 سنوات وأكثر ونتفاخر بأننا سبقنا من نحسدهم الآن على ما وصلوا له.

نعم، كان حال الكرة في مصر أفضل في مستواها الفني وملاعبها والصورة التليفزيونية وقبل كل ذلك جماهيريا منذ 10 سنوات مضت، وهذا شيء لا يدعو للفخر تماما خاصة وإن كنت مسؤولا عن اللعبة.

تحولت إدارة الكرة في مصر الآن لوظيفة المهم تأديتها بأي شكل حتى لو على حساب المنتج النهائي، وبالتدريج تحول هذا الشعور إلى المشجع وبات همه الأكبر هو أن تكتمل المسابقة حتى لا يخسر فريقه فرصة التتويج.

لم يعد أكثر سؤال يوجه لك عن أداء الأهلي أو الزمالك فنيا، بل أصبح متى وكيف سينتهي الدوري.

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات