كتب : فادي أشرف | الأحد، 31 مارس 2019 - 14:09

الكرة المصرية ماتت والدربي مجرد شهادة وفاة

أوباما - أيمن أشرف - الأهلي - الزمالك

"الجو الذي لعبت فيه المباراة يعتبر مثالي للعب كرة القدم، الانتقادات الموجهة ليست في محلها. المستوى السيء للمباراة سببه عدم تركيز اللاعبين وسرحان المدربين".

هل يمكن أن تربط ذلك التصريح بصورة المقال، وتعتقد أنهما مرتبطان بنفس المباراة؟

في الأحوال الطبيعية بالتأكيد لن تفكر كذلك، ولكن في الحقيقة، هذا التصريح صدر من أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، المسؤول الأول والأخير عن شهادة وفاة الكرة المصرية التي رأيناها يوم السبت عبر التلفزيون، لأننا لسنا من الـ50 المحظوظين – أو سيئي الحظ – الذين شاهدوا المباراة من استاد برج العرب.

ما زاد من الحزن على وفاة الكرة المصرية، هو مشاهدتي لدربي الرياض قبل 24 ساعة من دربي القاهرة، الأقدم والأعرق والأقوى في إفريقيا والشرق الأوسط. أتفهم الفوارق المادية بيننا والسعودية، ولكننا لم نطلب الكثير، أردنا ملعبا يحتمل هطول الأمطار ومدرجات تحمل على الأقل بعض الجماهير.

ومن أجل ذلك الأمر الشبيه بكرة القدم الذي حدث أمس في برج العرب، تجهزت الاستوديوهات والمذيعون والعمال وانبرى الكتاب والصحفيون والمحررون، وسافر المراسلون 200 كيلومتر وعاش المشجعون أياما من التوتر والضغط، من أجل لعبة يركل فيها اللاعبون الكرة بأقدامهم، ولكنها بالتأكيد ليست كرة قدم.

يمكن تسميتها بكرة الوحل مثلا وفيها يسجل الفريق نقطة بإجراءه 3 تمريرات متتالية على الأرض دون خطأ أو انزلاق بشكل كوميدي في الملعب.

وبعد كل ذلك، يخرج علينا عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ليقول لنا إن سرحان المدربين وعدم تركيز اللاعبين هو سبب خروج الدربي بهذا الشكل، بدلا من الاعتذار إلى متابعي الدوري المصري على المشهد المزري الذي لا يمثل سوى شهادة وفاة للكرة المصرية التي ماتت منذ زمن.

يصبح الأمر كله تأدية واجب، كل من حول كرة القدم بشكل عملي يحاول إيهام المتلقي والمتابع أننا لدينا كرة قدم وصناعة ودوري قوي وخلافه، ولكن كلنا نعرف الحقيقة، مجرد الكتابة في تحليل مباراة أو الإسهاب في مزايا مدرب أو عيوب آخر لا يتعدى فكرة المزاح ثقيل الظل بالنسبة لي.

كان لدينا فرصة لإحياء الكرة المصرية مرة أخرى يوم السبت، الدوري المصري تنافسي بشكل كبير ومستوى القطبين متقارب، ويضمان عدد من اللاعبين الكبار سواء بالنسبة لمصر أو لشمال إفريقيا.

القليل من الجمهور وملعب لكرة القدم كانا سيبعثا برسالة إحياء للكرة المصرية ولكن في المقابل، لعب القطبان في الوحل والقمة غرقت في الأمطار.

بالتأكيد، ما حدث في برج العرب لن يغير في سياسة اتحاد الكرة في التعامل مع الأزمات البديهية للكرة المصرية في شيء. وما أقصده بالأزمات البديهية هي تلك الخاصة بالملاعب والجمهور وتنظيم المسابقة، لا أقصد الأزمات المعقدة والتي تحتمل أكثر من حل.

أتعرفون ما الذي قد يغير سياسة اتحاد الكرة في التعامل مع تلك الأزمات؟ إخبارهم أن لعبة مثل التي لعبت بين الزمالك والأهلي في برج العرب لا تجلب رعاة ولا تجعل معلنين يدفعون أموالا للظهور في ملاعبها أو على التلفزيون خلال إقامتها. عندما يتأثر اتحاد الكرة ماديا قد يفكر في حل لتلك الأزمات التي جعلت واحدا من أقوى الدوريات العربية عبر التاريخ إن لم يكن أقواها، دوري ساخن من حيث المنافسة والتراشق الكلامي، ولكنه ميت من ناحية كرة القدم.

للحقيقة، كنت من المتفائلين بشدة بفكرة استضافة كأس الأمم الإفريقية في مصر، ولكن بعدما حدث في برج العرب، أرتعش خوفا من تحول الشهر الاحتفالي إلى شهر من الأحداث الحزينة والتنظيم البعيد عن المستوى.

قبل شهرين، كتبت مقالا حول خطوات بديهية لتطبيع الموسم الكروي في مصر تضمن خطوات أراها تجعل دورينا أفضل، ولكنني الآن أقول إن الكرة المصرية ماتت والدربي كان فقط شهادة وفاتها.

نحن نلعب الدوري والمسابقات الإفريقية في ملعب واحد فقط والكل رأى نتيجة ذلك، ونلعب بدون جمهور ونرى نتيجة ذلك في كل مرة يسافر فريق مصري للعب أمام حضور جماهيري متوسط، ما يحدث في مصر قد يكون أي شيء، ولكنه ليس كرة قدم.

ناقشني عبر تويتر

التعليقات