كتب : فادي أشرف | الإثنين، 04 فبراير 2019 - 20:09

خطوات بديهية لتطبيع الموسم الكروي المصري

مراسم قرعة الدوري المصري.. تصوير مصطفى عميرة

تمنحك لعبة Football Manager فوتبول مانجير (أحد أكثر الألعاب واقعية في مجال كرة القدم، والتي تجعلك مديرا فنيا لفريق وتمنحك إمكانية التحكم في كل تفاصيله) الفرصة لإضافة أي دوري في العالم للعبة، وكذلك إضافة البطولات الإقليمية التي ترغب فيها.

قمت بإضافة الدوري المصري، والذي بشكل تلقائي يضيف أيضا بطولة كأس مصر وبطولتي دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية، وكذلك قمت بإضافة البطولة العربية.

ذكاء اللعبة الاصطناعي يقوم بوضع جدول المباريات كاملا قبل انطلاق المسابقة، ويقوم أيضا بتأجيل وتغيير مواعيد المباريات طبقا للظروف التي تجد مع تقدمك في الموسم.

ذلك الذكاء الاصطناعي قام بنفس ما قمنا به في مصر هذا الموسم، منح للأندية فرصة المشاركة في كل البطولات. مع وجود نسختين متتاليتين من دوري الأبطال، والبطولة العربية، وعدم إمكانية إنهاء الدوري بعد شهر مايو في اللعبة (لأن اللعبة تتعامل مع كل الدوريات بشكل طبيعي، أي تبدأ في شهر أغسطس وتنتهي في شهر مايو)، أصبح الأهلي الذي شارك في كل تلك البطولات، يلعب مباراة كل يومين لإنهاء الموسم في منتصف مايو.

الذكاء الاصطناعي نفسه فشل في تنظيم الموسم الكروي المصري.

معظم المشاكل التي حازت اهتمام الإعلام الرياضي في مصر في السنوات الأخيرة كانت مشاكل خاصة بمواعيد وملاعب الدوري المصري، أمر يسير في كل العالم ولا تحدث حوله المشاكل مثلما يحدث في مصر.

أول خطوة في إطار تطبيع الموسم الكروي المصري، ليصبح لدينا موسم كروي حقيقي، يبدأ في أغسطس وينتهي في مايو، دون مؤجلات ودون تغيير ملاعب، بحضور جماهيري حقيقي، هي تقنين مشاركات الأندية في المسابقات الإقليمية.

قبل كل مباراة إفريقية لفريق مصري، يحاور FilGoal.com مسؤولين ولاعبين من تلك الأندية الإفريقية. معظمهم يتفق على أمر واحد، هو وصف مصر بـ"الأمة الكروية العظيمة".

تقنين المشاركات الإقليمية

من المحزن للغاية أن يكون الموسم الكروي في الأمة الكروية العظيمة كل عام مهددا بالإلغاء، وإن لم يلغى يتم إقامته في مواعيد غير مفهومة وغير منطقية وقاتلة للمنافسة. هل تتخيلون المنافسة مشتعلة في الدوري، ثم يتم إيقافه شهرين من أجل كأس الأمم، قبل أن نعود لأجواء المنافسة مجددا عوضا عن إنهاء الموسم بشكل طبيعي قبل البطولات الإقليمية وبدء الموسم الجديد بعدها.

مرارا وتكرارا، تحدث عامر حسين رئيس لجنة المسابقات عن مغبة اشتراك الأندية في البطولات الإفريقية والبطولة العربية معا. ربما لم يستطع شرح الحكمة من ذلك الأمر بالشكل الأمثل، وجاءت اقتراحات مثل "دوري من دور واحد" أو "دوري مجموعتين" لتزيد الطين بلة بدلا من أن تساهم في حل المشكلة.

انطلق الموسم دون حل تلك المشكلة، والنتيجة هي التفاوت الرهيب في خانة المباريات الملعوبة في جدول الدوري.

تجربة 2018/2019 تؤكد أن من أهم خطوات تطبيع الموسم الكروي المصري هو تحديد بطولة إقليمية واحدة لكل فريق.

ذلك البند يندرج تحته أمور أخرى. مثل تحديد أيام محددة لمباريات الدوري. الآن، تلعب مباريات دوري أبطال إفريقيا يومي الجمعة والسبت، والكونفدرالية يوم الأحد. ما المانع من تثبيت يومي الثلاثاء والأربعاء مثلا لمباريات الدوري المصري؟ كل البلاد التي تنظم موسما كرويا محترما تلعب مباريات الدوري في أيام محددة في الأسبوع مع إمكانية لعب جولة مثلا في وسط الأسبوع. لكن الأساس هو تحديد يومين دائمين تلعب فيهم مباريات الدوري.

ذلك يقودنا لمشكلة أخرى هي الآن سبب عدم لعب مباريات الدوري في أيام محددة.

تقليل عدد فرق الدوري وضمانات الملاعب

يضم الدوري المصري 18 فريقا، العدد الأكبر بين كل الدوريات العربية الكبرى مثل المغرب وتونس والسعودية والإمارات.

9 مباريات كل جولة. هذا يعني 9 ملاعب، وفي حال محاولة اتحاد الكرة لعب تلك الـ9 مباريات على يومين محددين في الأسبوع، هناك مباريات قد لا تبث تلفزيونيا، وفي ظل عدم موافقة الأمن على تأمين مباراتين في مدينة واحدة في نفس اليوم بحسب تصريحات عامر حسين، أصبح تقليل عدد فرق الدوري أمرا حتميا.

الأمر له انعكاس فني أيضا. فترة سيطرة منتخب مصر على إفريقيا (بمنتخب قوامه من الدوري) كان الدوري يضم 16 فريقا. معظم تتويجات الفرق المصرية بدوري أبطال إفريقيا كانت في وجود دوري يضم 14 أو 16 فريقا.

تقليل عدد الفرق يعني تقليل عدم المباريات. أمر له انعكاس فني في ظل شكوى كل الفرق من اقتراب مواعيد المباريات والإجهاد، وانعكاس تنظيمي.

فكرة وجود ملعب لكل فريق تبدو صعبة التطبيق في مصر، لكن فكرة الحصول على موافقات أمنية دائمة لـ7 أو 8 ملاعب طوال الدوري تبدو أسهل. 4 مباريات كل يوم = سهولة في البث وانتظام أكبر للدوري.

هنا تأتي فكرة قد تبدو خارج الصندوق. من سيكون من ضمن أكثر المستفيدين في حال انتظام الدوري؟ الراعي الرسمي للبطولة.

قد يكون من المنطقي الاستثمار في شراء طائرات خاصة تستخدمها الفرق المشاركة في بطولات إفريقيا. قد يبدو الأمر استثمار غير مربح في البداية، لكن هذا الحل سيساهم في انتظام الدوري واختفاء فكرة المؤجلات حيث سيصبح - مع تيسير ظروف السفر – من الممكن أن يلعب أي فريق في دوري أبطال إفريقيا يوم السبت خارج الديار ليعود مساء السبت، ويلعب مباراة في الدوري يوم الثلاثاء بشكل طبيعي.

سعر الطائرة الخاصة حاليا يصل إلى 36 مليون جنيه مصري تقريبا.

كل هذه الأمور، مع انتظام الدخول الجماهيري الطبيعي في الملاعب ولوائح واضحة للمسابقة = منتج أفضل بالنسبة للشركة الراعية.

يتبقى أمر يفتقده الدوري المصري مقارنة بالدوريات العربية، هو الوجود الرقمي.

خالد وهبة، أحد المتميزين في هذا المجال حيث يعمل ضمن فريق التسويق الإلكتروني في شركة "أهداف" التي تدير حسابات دوري الخليج العربي الإماراتي، تحدث لـFilGoal.com عن الخطوات التي تضمن وجود رقمي قوي للدوري المصري.

يبدأ وهبة حديثه "الانتشار الحقيقي لمنتج الدوري المصري يعني إتاحته رقميا". من أيسر الأمور في الانترنت الوصول لأهداف الدوري السعودي وملخصات للمباريات. أمر لا تجده في الدوري المصري لاعتبارات كثيرة منها عدم بيع الحقوق الرقمية للدوري المصري لمنصات بث رقمية متخصصة.

ويواصل وهبة: "رعاة المسابقة سيستفيدون من ذلك الظهور الرقمي، مع تجهيز محتوى مناسب لكل راع أو شريك، هذا يمنح قيمة مالية كبيرة للوجود الإلكتروني. هذا الأمر بجانب حسابات رسمية باللغة العربية والإنجليزية سيجعل وجود المنتج، أو الدوري المصري، إلكترونيا، قوي للغاية".

ويضيف "منتج مثل الدوري المصري، يحتاج موقعا رسميا وتطبيق إلكتروني، يضم قوائم الفرق والإحصائيات والنتائج وكل ذلك".

وأتم "لماذا لا يكون هناك لعبة (فانتاسي) رسمية للدوري المصري كتدعيم للوجود الإلكتروني للدوري المصري؟".

أمور تبدو بديهية للغاية وتطبق في دوريات قد تكون أقل من الدوري المصري من حيث التاريخ والعراقة، والمستوى، والمنافسة الشديدة.

الحصول على موسم طبيعي وبطولة منتظمة لها وجود إلكتروني أصبح أمرا ضروريا في ظل اعتبار الموسم الكروي منتج يدر ربحا أكبر كلما كان أفضل، Mixed Zone للقاءات التلفزيونية عقب المباريات بشكل منظم، مؤتمرات صحفية منظمة، وجود إلكتروني أفضل للأندية (أندية الأهلي والزمالك لديها خطوات مميزة في ذلك الأمر، بجانب أندية مثل بيراميدز والجونة والمصري والإسماعيلي)، كلها أمور تساوي منتجا أفضل وموسم كروي أفضل.

ناقش الكاتب عبر تويتر

التعليقات