كتب : محمد يسري | السبت، 23 مارس 2019 - 22:54

تجربة أجيري وتألق عمار ومنصور وجرس إنذار في أبرز ملامح مصر والنيجر

أجيري - مصر - إي سواتيني

اعتمد خافيير أجيري على العديد من اللاعبين الجدد فلم يظهر المنتخب بالمستوى المطلوب في مباراة يُطلق عليها "تحصيل حاصل" لكنه حصل على اكتشافات قد يستفيد منها مستقبلا.

منتخب مصر تعادل مع النيجر بهدف لكل فريق في الجولة السادسة في تصفيات أمم إفريقيا 2019

ما بين تجربة العديد من اللاعبين الجدد ومحاولة خافيير أجيري لتنفيذ أفكاره بهم لعُبت المباراة التي تألق فيها عمار حمدي وأحمد أيمن منصور تحديدا من العناصر الجديدة.

والآن لنستعرض أبرز ملامح المباراة..

فكرة لا تتغير تحولت لثغرة دفاعية

كعادته بدأ أجيري المباراة بطريقة 4-3-3 تتحول إلى 3-4-2-1 في الحالة الهجومية وأثناء تحضير وبناء الهجمة.

علي غزال لاعب الارتكاز يعود بين قلبي الدفاع، أحمد أيمن منصور يسارا وعلي جبر يمينا؛ ليتقدم محمد هاني وكريم حافظ على طرفي الملعب لتوسيعه مع دخول عمار حمدي وعمرو وردة لعمق الملعب والتمركز في المساحة الموجودة بين الظهير وقلب دفاع النيجر. على أن يقوم عمرو السولية ونبيل عماد بتدوير الكرة في الوسط الملعب.

لكن سوء أرضية الملعب وارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى 40 لم تمكن المنتخب من فرض سيطرته، بالإضافة لأن أغلب عناصر المنتخب لم تلعب مع بعضها من قبل مثل ثلاثي وسط الملعب.

عدم السيطرة جعل أجيري ينفذ الخطة البديلة في الشوط الثاني والتي ينفذها دائما حين يرغب في الهجوم؛ فسحب غزال ودفع بـ محمود حسن تريزيجيه.

لكن نزول تريزيجيه لم يترتب عليه تغيير طريقة بناء الهجمة.

نبيل عماد أصبح يتمركز خلف كريم حافظ وكأنه قلب دفاع ناحية اليسار؛ ليتقدم حافظ للهجوم مع نزول وردة لوسط الملعب لاستلام الكرة وسحب لاعب من النيجر لخلق مساحة لكريم حافظ ليتقدم فيها مع تريزيجيه الذي تكفل باللعب في الجناح الأيسر. تلك الجملة تكررت كثيرا لكنها لم تكتمل بسبب ضغط النيجر أو عدم دقة التمرير من البداية.

مع مرور الوقت وانخفاض المخزون البدني للاعبي المنتخب، وعدم تقديم وردة للواجب الدفاعي، أصبحت تلك الجبهة ثغرة دفاعية للمنتخب واستغلتها النيجر جيدا حتى سجلت هدف التعادل.

تجربة للانتقاء أم للانتهاء؟

صحيح أن أجيري أعطى العديد من اللاعبين الفرصة في لقاء النيجر. لكن هل تلك الفرصة مفيدة للاعبين حقا؟

في الأغلب لا يحصل أي مدير فني على النتائج المطلوبة حين يدفع بالعديد من اللاعبين الجدد دفعة واحدة في تشكيل فريقه، لأسباب عديدة منها على سبيل الذكر وليس الحصر: عدم التجانس بين العناصر الجديدة ورغبة كل عنصر في الظهور بمستوى مميز لإثبات ذاته.

والحل الأفضل لتجربة لاعبين جدد هو الاعتماد عليهم وسط المجموعة الأساسية. هنا ستكون فرص تميز العنصر الجديد أكثر لأنه يلعب مع لاعبين لا يتنافسون للحصول على فرصة كما أن مستواهم أفضل من الصف الثاني مما يساعده للتألق.

لنا في محمد ناجي جدو مثال رائع. نجم الاتحاد السكندري عام 2010 توهج وأصبح هدافا لبطولة أمم إفريقيا حين لعب مع العناصر الأساسية للمنتخب.

في مباراة النيجر لم يظهر المنتخب بالشكل المطلوب وبالتالي قد يُظلم بعض اللاعبين لأنهم لم يتألقوا في تلك المباراة، وربما كانوا ليقدموا مستوى أفضل إذا شاركوا مع الفريق الأساسي.

عمار حمدي.. مولد نجم؟

وثق أجيري في عمار حمدي صانع ألعاب الاتحاد السكندري المعار من الأهلي، ولم يغب صاحب الـ20 عاما ثقة أجيري به.

عمار ظهر واثقا من نفسه في المباراة رغم ظروفها الصعبة. اختار القرارات الصحيحة في أغلب الأوقات وكان صاحب التهديد الأول للمنتخب على مرمى النيجر.

بدأ عمار حمدي المباراة في الجبهة اليسرى لكن سرعان ما أدرك أجيري الخطأ وجعله يلعب في الجبهة اليمنى لكي يحصل على حرية أكبر ويلعب وقدمه داخل الملعب لكي يسدد أو يصنع.

ما قدمه عمار من أداء رائع للاعب في سنه يخوض مباراته الدولية الأولى كلله بصناعة هدف لـ تريزيجيه بعد تمريرة متقنة جعلت نجم قاسم باشا ينفرد بالمرمى ويُسجل.

ربما يكون عمار أكثر المستفيدين من التجربة لكن عليه الاستمرار في بذل الجهد لكي يضمن مقعده في قائمة المنتخب في كأس الأمم المقبلة، فقد يكون أحد البدلاء المميزين القادرين على صنع الفارق في المباريات في الفترة المقبلة.

أحمد منصور.. هل وجد أجيري ما يبحث عنه؟

يفضل أجيري اللعب بقلب دفاع يجيد بناء الهجمة ومميز في التمريرات القصيرة والطولية. وهنا قد يكون أحمد أيمن منصور حلا مثليا للمدرب المكسيكي.

لاعب بيراميدز قدم مباراة جيدة دفاعيا. نجح في الإلتحامات الهوائية والأرضية، وبالطبع تميز في بناء الهجمة.

لعب أحمد منصور بالقدم اليُسرى قد يجعله عنصرا أساسيا في خط الدفاع بجوار أحمد حجازي.

مع عدم وجود قلب دفاع يلعب بقدمه اليسرى بشكل جيد ومميز في الكرات الرأسية، وعدم الاعتماد بشكل أساسي على علي جبر في الفترة الماضية، سيكون أحمد أيمن منصور الحل الأمثل لـ أجيري.

جرس إنذار

لم يظهر أحمد حسن كوكا نجم أولمبياكوس بشكل جيد خلال المباراة رغم تألقه مؤخرا مع ناديه اليوناني.

كوكا انعزل عن باقي زملائه، ولم يهدد مرمى النيجر كذلك لم يتعاون مع عمرو وردة أو عمار حمدي أو حتى تريزيجيه عقب نزوله في الشوط الثاني.

لم يستغل كوكا الفرصة بشكل جيد مما قد يكلفه مركزه في أمم إفريقيا المقبلة، خصوصا في ظل تألق مروان محسن مؤخرا واقتناع أجيري بـ صلاح محسن.

كوكا لم يكن الوحيد الذي لم يقدم المطلوب منه.

أحمد الشناوي العائد لحراسة مرمى المنتخب ظهر بمستوى متوسط رغم تصديه لركلة جزاء.

الشناوي لم يكن قد اُختبر حتى تصدى لركلة جزاء بطريقة رائعة، إلا أنه بدا وكأنه فقد تركيزه عقب حماية مرماه من هدف محقق.

أخفق الشناوي في التصدي بشكل صحيح لتصويبتين قويتين ولم يُبعد الكرة عن مرماه أو يحولها لركلة ركنية بل عادت الكرة أمامه مباشرة ولولا تدخل الدفاع لكانت سكنت شباكه.

كذلك أخطأ الشناوي في التعامل مع كرة الهدف. صحيح أن موتاري أمادو سدد الكرة بقوة إلا أن الشناوي كان متمركزا تمركزا صحيحا ويُغلق الزاوية القريبة بشكل جيد لكنه لم يفلح في التصدي للكرة.

تلك الأخطاء وحال تكرارها قد تكلف الشناوي خسارة مركزه.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات