كتب : فادي أشرف | السبت، 10 نوفمبر 2018 - 01:20

الكل مذنب في كارثة ثلاثية الترجي

الترجي التونسي

إذا كنت تبحث في هذا المقال عن أعذار مثل تلك التي ساقها محمد يوسف المدرب العام للأهلي في المؤتمر الصحفي عقب الهزيمة "المذلة" أمام الترجي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، أو مثل تلك التي تحدث عنها عدلي القيعي رئيس لجنة التعاقدات السابق في النادي، لا تكمل قراءته.

"الظروف كانت صعبة، وعانينا في 72 ساعة قضيناها في تونس"

وما المفاجأة في ذلك؟ هل كان يتوقع الجهاز الفني للأهلي واللاعبين استقبال الفاتحين في تونس أم سجادة حمراء في مطار قرطاج ترحيبا بالبطل المتوج؟

وإذا تفاجأ الجهاز الفني للأهلي بـ"الأجواء الصعبة" في تونس، ماذا كان يفعل في الأسبوع السابق للمباراة؟

أتابع كرة القدم لفترة تزيد عن الـ15 سنة بقليل، بالتأكيد خبرتي لا تقارب خبرات باتريس كارتيرون أو يوسف أو القيعي أصحاب التاريخ الطويل في اللعبة لاعبين ومدربين ومسؤولين، ولكن من ضمن القليل الذي أعرفه أن عليك التسديد لتسجيل الأهداف.

"لعبنا على تسجيل هدف"

كيف تسجل هدفا وأنت لم تقترب من مرمى الترجي؟

لن أسوق إحصائية أن الأهلي لم يسدد ولا مرة على مرمى الترجي طوال مباراة رادس، ولكن هل شعر أحدكم بما يشبه الخطورة على مرمى معز بن شريفية؟

الأهلي لم يلعب على تسجيل الهدف، بل لعب على تمرير الـ90 دقيقة دون تلقي أكثر من هدفين فكانت النتيجة استقبال 3 أهداف وهزيمة مذلة.

"الكاف اتخذ قرارات سريعة، مثل إيقاف أزارو"

مع كامل الاحترام لوليد أزارو الذي أرى أن فيه مزايا لم تتوافر لأي مهاجم في الأهلي منذ سنين طويلة، ولكن هل إيقاف أزارو السبب في خسارة لقب دوري أبطال إفريقيا، ناهيك عن عدم تهديد مرمى الترجي في 90 دقيقة أقرب لجلسات التعذيب النفسي منها إلى مباريات كرة القدم؟

هنا اللوم ليس على الجهاز الفني للأهلي، بل إلى لجنة الكرة في النادي بشكل رئيسي.

هل ساعدت لجنة الكرة باتريس كارتيرون في أداء وظيفته؟ القاصي والداني يعرفان أن الأهلي مر بسوقي انتقالات قد يكونا الأسوأ في تاريخه منذ تطبيق الاحتراف في التسعينيات. الظروف خلف ذلك عديدة لكن النتيجة في النهاية هي تدعيم الفريق بساليف كوليبالي.. فقط لا غير.

هل تبدو قائمة الأهلي كقائمة يمكنها الفوز بدوري أبطال إفريقيا؟ الوصول للنهائي في حد ذاته كان مفاجئا لي.

"تم اغتيال الأهلي معنويا قبل اللقاء"

هناك دائما نقطة ما تثير أعصابي عند حديث أي مسؤول بعد الهزيمة، هي الحديث عما قيل ودار في الإعلام ما قبل المباراة.

خبرتي القليلة في كرة القدم تخبرني أن لا فريق في الدنيا خسر مباراة بسبب تغطية إعلامية أو بيانات صحفية أو قيام مخرج بإعادة لقطة وإخفاء أخرى. في معظم المباريات، الفريق الخاسر يخسر لأنه كان الفريق الذي سجل أهدافا أقل من الفريق الآخر في المواجهة.

قد تؤثر بعض الظروف الخارجية على الحالة المعنوية لفريق، ولكن هنا دور الجهاز الفني للفريق الذي ينبغي أن يكون لديه قدرات في التعامل النفسي للاعبين مثل قدراته في القراءة الفنية للمباريات، وضد الترجي افتقد الجهاز الفني للأهلي للأمرين.

الأهلي خسر نهائي دوري أبطال إفريقيا، هذه هي كرة القدم، ولكن ما خسره الأهلي أكثر بكثير من أن يتم تعويضه في عام أو عامين.

الأهلي خسر هيبة كانت تمكنه من حسم نهائيات دون أن يكون الطرف الأقوى داخل الملعب، هيبة منحته تتويجين في رادس إحداهما في الوقت الضائع وثانيهما دون نشاط كروي في مصر.

الأهلي فقد العناصر القادرة على قيادة الفريق للمجد الإفريقي، فمع استثناء لاعب أو لاعبين، قائمة الأهلي الحالية مهددة دون دعم حقيقي لمراكز اتضح الضعف الشديد فيها بفقدان السيطرة المحلية من الأساس.

الأمر الأهم الذي يجب أن يعيه جميع مسؤولي الأهلي، إن الأهلي خسر داخل الملعب، لأن كل ما حدث خارج الملعب لا يجعل فريقا يخسر بهذه الطريقة المذلة.

ناقشني عبر تويتر

التعليقات