دليلك لتصبح مدافعا كبيرا.. فيرديناند والرغبة في الخروج من المباراة بملابس نظيفة

الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 - 15:04

كتب : لؤي هشام

ريو فيرديناند

تييري هنري، ديديه دروجبا، لويس سواريز، فيرناندو توريس وسيرجيو أجويرو. كلها أسماء لمهاجمين لمعوا في سماء الدوري الإنجليزي وسجلوا الكثير من الأهداف ولكنهم بالتأكيد تعرضوا لمعاناة كبيرة عند مواجهته.

عندما سُئل دروجبا عن أكثر 3 مدافعين كره مواجهتهم كان ذلك المدافع من بينهم. جيانفرانكو زولا أسطورة تشيلسي اعتبره أصعب مدافع واجهه في مسيرته، وجيرارد بيكيه وضعه بين أفضل من جاورهم على الإطلاق.

إنه ريو فيرديناند.

مدافع مانشستر يونايتد السابق يحتفل اليوم الأربعاء بعيد ميلاده الـ40. وfilgoal.com يستعرض معكم التقرير الآتي.

لطالما كان فيرديناند محط أنظار الإعلام منذ صغره. البداية كانت عندما أصبح أصغر مدافع يتم استدعاؤه للمشاركة مع المنتخب الإنجليزي.

وسرعان ما استمر تحت الأضواء بعدما بات المدافع الأغلى في تاريخ كرة القدم بانتقاله إلى ليدز يونايتد قادما من وست هام عام 2000 ثم اللاعب البريطاني الأغلى عام 2002 بانتقاله لمانشستر يونايتد.

Image result for rio ferdinand youngest england player

ومع كل مرحلة كان ريو يثبت دوما استحقاقه لهذا الاهتمام بأداء قوي على أرضية الميدان جعله من بين أفضل المدافعين في تاريخ الكرة الإنجليزية، وبثنائية مع نيمانيا ماتيتش اعتبرها البعض الأقوى في تاريخ مانشستر يونايتد.

أداء قوي أضاف له فيرديناند بعض الإثارة بالجانب الذي يحبه الإعلام.

تصريحاته كانت دوما حادة وجدلية وتحمل الكثير من الصراحة فمن ينسى تعليقاته على جون تيري رفيقه بالمنتخب الإنجليزي حينما وجه الأخير كلمات عنصرية إلى أخيه أنطوان ووصفه بالجبان الذي لم يعترف بفعلته.

ومن ينسى سخريته الحادة من مدربه الأسبق ديفيد مويس وأسلوبه التدريبي، وكذلك انتقاداته لمدرب إنجلترا روي هودسون واختياراته في بطولة يورو 2012.

كلها أشياء جلبت الكثير من الاهتمام الإعلامي بالمدافع الذي بدء مسيرته الاحترافية مع وست هام وأنهاها رفقة كوينز بارك رينجرز، وتواصل ذلك الاهتمام بعدما أصبح أحد محللي شبكة "بي تي سبورت" الشهيرة.

Image result for rio ferdinand john terry criticism\

ولكن كيف صنع فيرديناند أسطورته الشخصية؟ وكيف حافظ عليها؟ كل ذلك يجيب عنه المدافع الذي اعتبر نفسه الأفضل بالعالم خلال الفترة بين 2006 حتى 2009 في حوار سابق مع مجلة "فور فور تو" الإنجليزية.

يستهل فيرديناند حديثه عن الطريقة التي صنعت منه مدافعا قويا بالإشارة إلى عدة عوامل أبرزها الهدوء تحت الضغط والسيطرة على أصحاب المهارة ولكن قبل ذلك يجب أن يكون الذكاء حاضرا.

ويقول: "اعتدت على اللعب كلاعب وسط في صغري لذا عندما عدت للخلف كنت أكثر هدوءا مع الكرة، إذا أظهرت الذعر أو القلق فإن ذلك سينتقل إلى زملائك".

"لغة الجسد مهمة للغاية وتحمل تأثيرها يجب أن تُظهر لمن حولك الاسترخاء والثقة فإذا انتقل إلى رفاقك ذلك الشعور فإن الفريق يصبح أفضل".

سرعة اتخاذ القرار كذلك أحد أهم أشياء فعندما تتسلم الكرة يجب أن تعرف ما هي خطوتك التالية.

وعن ذلك يوضح "يجب أن تحتفظ بصورة في ذهنك للملعب، تعرف أين يتمركز الأظهرة ولاعبي الوسط والمهاجمين حتى تعرف أين ستمرر الكرة عندما تأتي لك، في بعض الأحيان أمررها في ذهني قبل أن أفعل ذلك حقيقة".

ويضيف "في بعض الأحيان تأتي الكرة لك وأنت تضع رأسك لأسفل حينها سيحاول المهاجم استغلال ذلك للضغط عليك، يجب أن ترفع رأسك دائما لأعلى وتحاول الابتعاد عنه بعدة خطوات، حتى يتنسى لك الوقت لاتخاذ القرار الأفضل".

أجويرو وسواريز ودروجبا وغيرهم الكثير من أصحاب المهارات خاضوا مواجهات عدة وجها لوجه مع المدافع الإنجليزي، لذا كيف كان يحجم من خطورتهم ويوقف مصادر الخطورة؟

يشرح المدافع الذي حقق 6 ألقاب دوري إنجليزي مع الشياطين الحمر: "أولئك اللاعبين يكونون في حاجة دائمة لأن تكون قريبا منهم بما يكفي عند لمستهم الأولى لأنهم إن استلموا وركضوا فإنك ستعاني كثيرا".

"أما أصحاب البنية الجسدية القوية فإنهم يحبون الالتحام كثيرا وعليك أن تجرب معهم أسلوبا مختلفا لكي يصبحوا خارج المباراة، مثل هؤلاء اللاعبين يحبون التواصل دائما والاحتكاك لذا إن لم يتمكنوا من ذلك فإنهم يصابون بالحيرة".

الركلات الثابتة فرصة أخرى للمهاجمين الجيدين من أجل استغلالها، إذا ما الحل حينها؟

"الحل هو أن تحاول الإخلال بتوازنه بلمسة صغيرة أو احتكاك ما، إن كانت الكرة في الهواء وأنت تنتظرها إذا فرصته ستكون جيدة للاستفادة منها، عليك ألا تتركه يتحرك بحرية".

"عليك أن تسير معه قدما بقدم في كل خطوة يأخذها وإن ركض لا تتركه يركض وحيدا".

كل هذه العوامل أساسية من أجل أن تصبح مدافعا جيدا، ولكن ما الذي يجعلك مدافعا من طراز رفيع.

هنا تختلف العوامل كثيرا، ويؤكد فيرديناند أن ثبات المستوى والذكاء والتركيز بجانب وجود شريك جيد هي ما قد تجعلك مدافعا كبيرا.

ويواصل حديثه "هناك مدافعين يحصدون علامة 8 من 10 كل عدة مباريات ولكن هذا سيبقيك مدافعا جيدا إن أردت أن تكون عظيما عليك أن تحافظ على ثبات مستواك كل أسبوع، المدافعون العظماء هم من يجعلون من حولهم يلعب بشكل أفضل كذلك".

ويرى ريو أنه من بين كل العوامل التي يحتاجها المدافع فإن التركيز هو الأمر الأهم.

"أواصل الحديث دائما طوال المباراة، أحيانا أتحدث ببعض الكلمات القبيحة وهذا يحدث، ولكن الحديث مع زملائك يجعلك ويجعلهم خطوة بخطوة معا طوال الوقت، يمين.. يسار إعطاء التعليمات يساعد كذلك".

قدرتك على مواجهة المواقف الصعبة أمر رائع للغاية ولكن الذكاء يساعدك على الاستباقية وتوقع الخطر قبل حدوثه وهذا ما كان فيرديناند يفعله ويشير إليه.

"المدافع الأفضل هو من يتوقع الخطر قبل حدوثه، يمركزون أنفسهم في أماكن تصعب على لاعبي الوسط الاستفادة من المساحات أو التقدم للأمام، وقبل أن يفكر في تمرير الكرة يجب أن تكون قد قطعتها".

"أحد المدربين في صغري قال لي يوما إنه لم تخرج من أرض الملعب وملابسك متسخة فهذا يعني أنك لم تعلب جيدا، وأنا أرى عكس ذلك. أرغب في الخروج بملابس نظيفة لأن هذا يعني أنني كنت ذكيا بما يكفي".

كرة القدم لعبة للرجال وإن كنت رجلا حقيقيا فيجب أن تتمتع بالشجاعة الكافية. ذلك أيضا يؤمن به فيرديناند كثيرا.

ويقول: "يجب ان تملك الإرادة لتضع قدمك بقوة في بعض المواقف، وكذلك تشتيت الكرة برأسك في وضع قد يعرضك للإصابة".

"هناك بعض المواقف التي كنت أعرف أنني سأتعرض للأذى إن تدخلت ولكن ماذا عساي أن أفعل؟! لا أستطيع أن أبعد رأسي كيف أفعل ذلك! حينها سأكون محرجا للغاية".

"إذا كان يمكنك أن تأخذ الكرة فالأمر ببساطة أنه عليك الذهاب نحوها".

آخر تلك العوامل التي تحدث عنها المدافع الذي حقق دوري أبطال أوروبا عام 2008 هي الشراكة الدفاعية الجيدة، وبالتأكيد مرافقة نيمانيا يديتش ساعدته كثيرا.

وعن ذلك يُكمل حديثه "التواجد بجوار الشريك المناسب يصنع فارقا ضخما، أنا من مؤيدي امتلاك مدافعين بإمكانيات مختلفة، يجب ألا يكونا متشابهين".

وأردف"يجب أن تملك واحدا يحب مهاجمة الكرة والفوز بالرأسيات والآخر قوي في التدخلات القوية واعتراض مسار الكرة. لا أظن أن الأمر سيسير بشكل جيد إن كنتما متشابهين فأنت بحاجة للتوازن".

واختتم حديثه عن الرؤية التي صنعت منه لاعبا قيَما "امتلكنا ذلك الثنائي المتنوع في مانشستر يونايتد، أنا وفيديتش. كان يمكنه أن يضع رأسه لتحطيم حائط من أجل تشتيت الكرة".

في النهاية قد يكون فيرديناند حقق ما أراده للتواجد بين الأفضل في مركزه بالعالم، ولكن الأكيد أنه لم ينجح في الخروج بملابس نظيفة كل مباراة.

اقرأ أيضا:

ألف ليلة وليلة.. عن رجل كان مُحياه يحكي ما لن ننساه

أكثر لحظة تتذكرها للماجيكو؟.. أبو تريكة يختار لـ في الجول

من العتبة جينا ومن شبرا يا تريكة.. يا أبو الفانلة حرير حمرا

تسريبات "فوتبول ليكس" - الكشف عن تفاصيل مثيرة لانتقال مبابي من موناكو لسان جيرمان

فيديو في الجول - أبو تريكة.. رجل اللقطة الأخيرة

بتروجيت لـ في الجول: مؤمن سليمان أبرز المرشحين لتدريب الفريق

التعليقات