كتب : محمد يسري | الأحد، 28 أكتوبر 2018 - 20:40

كيف أجهض فالفيردي صحوة ملكية ليحقق فوزا تاريخيا

بيكيه يحتفل بالخماسية

حيلة بسيطة من إرنيستو فالفيردي جعلت برشلونة يستعيد زمام الأمور بعد 25 دقيقة بدا فيها أن ريال مدريد سيتعادل قبل أن تنقلب الأمور إلى انتصار تاريخي بنتيجة ساحقة.

صحوة لم تكتمل لريال مدريد بسبب تغييرات فالفيردي التي أجهزت تماما على الميرنجي ليتراجع الأخير للمركز التاسع في ترتيب الدوري ويعزز برشلونة تصدره بعد فوز استثنائي بنتيجة 5-1.

استسلام

يقولون إن الأسوأ من الهزيمة هو عدم القتال. وهذه الجملة كانت عنوان ريال مدريد في الشوط الأول.

في بداية المباراة لم يطبق لوبيتيجي أفكاره التدريبية التي لم تظهر إلا نادرا في ولايته مع ريال مدريد. ترك الكرة لبرشلونة ودافع رغم أنه لا يجيد الدفاع أو "أوقف الحافلة" ليظهر الفريق بأداء انهزامي وباستسلام كبير.

لم ينجح ريال مدريد في بناء أي هجمة منظمة في الشوط الأول، ليس لاستخلاص برشلونة الكرات بشكل سريع لكن لعدم تمركز الفريق بشكل صحيح في الملعب.

ودفاعيا، كان اللاعبون يطبقون الضغط بطريقة عشوائية للغاية لتكون كل هجمة لبرشلونة بمثابة فرصة تهدد مرمى الحارس تيبو كورتوا.

ناتشو الذي عوض غياب داني كارباخال للإصابة وشارك بدلا من ألفارو أودريوزولا لعدم قدرة الأخير على الدفاع بشكل جيد كان ثغرة دفاعية واضحة في الشوط الأول ومن خلفه تسلل خوردي ألبا وصنع هدف برشلونة ليزيد الطين بلة فوق رأس ريال مدريد.

كما أن تمركز إيسكو بجوار الخط في الناحية اليسرى عزله تماما عن منطقة صناعة اللعب بعدما ابتعد عن منتصف الملعب.

45 دقيقة أولى لريال مدريد ربما تعد من أسوأ الدقائق التي لعبها الفريق الملكي عبر تاريخه في مباريات الكلاسيكو.

سيطرة قصيرة

بين شوطي اللقاء وبعد التأخر في النتيجة بهدفين دون رد، سحب لوبيتيجي رافاييل فاران ودفع بلوكاس فاسكيز، ليتغير الرسم الخططي للفريق في الملعب من 4-3-3 إلى 3-5-2.

كاسيميرو عاد للتمركز بين سيرخيو راموس وناتشو، على أن يتقدم مارسيلو ويصبح لاعب وسط أيسر، على أن يتواجد فاسكيز على اليمين، وفي وسط الملعب يتواجد كروس أمام ثلاثي الدفاع وأمامه مودريتش وإيسكو ثم الثنائي بيل وبنزيمة.

خدعة لوبيتيجي نجحت في جعل ريال مدريد يسيطر على اللقاء. كروس أفضل من كاسيميرو في عملية بناء الهجمة بالطبع ومع عودة البرازيلي للدفاع تكفل الألماني بالقيام بهذه الدور ومع وجود خيارات عديدة للتمرير أصبح ريال مدريد لا يعاني من ضغط برشلونة.

وخلف سيرجي روبيرتو يمينا وخوردي ألبا يسارا لعب فاسكيز ومارسيلو لخلق المساحات للاعبي ريال مدريد في عمق دفاع برشلونة، إلا أن غياب الفاعلية لبنزيمة وبيل حال دون استغلال تلك المساحات.

لوبيتيجي لم يستغل صحوة فريقه، ولم يستغل أيضا تراجع لاعبي برشلونة وكأنه اكتفى بتقديم أداء "جيد" ولا شيء أكثر من الجيد خلال 20-25 دقيقة في الشوط الثاني.

بعد تلك الصحوة كان على لوبيتيجي أن يقوم بسحب بنزيمة والدفع بـماريانو ثم سحب بيل لدفع بـماركو أسينسيو.

لوبيتيجي أجرى هذه التغييرات لكن بعد فوات الآوان. لماذا؟ هذا ما نوضحه في النقطة التالية.

حيلة بسيط = نتيجة تاريخية

استحواذ ريال مدريد على مجريات الشوط الثاني وعدم قدرة برشلونة على الهجوم كان لعدم وجود جناحين هجوميين للفريق الكاتالوني في تلك الدقائق التي حملت خطورة الفريق ملكي، لذلك وجد فالفيردي الحل.

لم يكن حل فالفيردي عبقريا أو فذا على المستوى الخططي. سحب رافينيا ودفع بـنيلسون سيميدو في الدقيقة 69، ليلعب في مركز الظهير الأيمن على أن يتقدم روبيرتو للعب في الناحية اليمنى بوسط الملعب.

إضافة روبيرتو لوسط الملعب أمن الجانب الأيمن لبرشلونة فنجح في التعامل مع مارسيلو وقلل خطورته، كما أضاف زيادة عددية لوسط برشلونة للتعامل مع لاعبي ريال مدريد. تبادل روبيرتو الأدوار مع سيميدو للتقدم للهجوم مع حماية الجبهة دفاعيا من مرتدات ريال مدريد.

والنتيجة كانت صناعة روبيرتو للهدفين الثالث والرابع.

ولأن فالفيردي لم يكتف بتأمين جبهة واحدة فقط، دفع بعثمان ديمبيلي بدلا من فيليبي كوتينيو ليجهز على مارسيلو يسارا وفاسكيز يمينا.

حيلة فالفيردي نجحت أيضا في الجبهة اليسرى بصناعة ديمبيلي للهدف الخامس لأرتورو فيدال.

توهج سواريز

لم يتأثر برشلونة بغياب ليونيل ميسي بسبب الإصابة. والسبب وجود لويس سواريز.

مهاجم أوروجواي أكد على أهميته وسجل ثلاثة أهداف "هاتريك" ليقود برشلونة لتحقيق فوز تاريخي سُيكتب باسمه في سجلات الكلاسيكو.

سابقا نجح سواريز في قيادة برشلونة للفوز على ريال مدريد برباعية دون رد في مباراة جلس فيها ميسي على مقاعد البدلاء لكن وقتها تشكيل برشلونة شهد وجود أسماء كبيرة مثل أندريس إنييستا ونيمار.

إلا أن تلك المرة لم يحمل تشكيل برشلونة أسماء براقة مثل التي كانت حاضرة في ليلة الانتصار برباعية.

هاتريك سواريز رفع رصيده إلى 8 أهداف خلال 9 مباريات لعبها ضد ريال مدريد في الدوري الإسباني.

وباستثناء ميسي، أصبح سواريز أول لاعب يسجل هاتريك في الكلاسيكو منذ عام 1994 حين سجل روماريو ثلاثية في شباك ريال مدريد.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات