في الكلاسيكو - ذكريات سوداء لـ لوبيتيجي.. عن 3 سنوات من الجحيم في صفوف برشلونة

السبت، 27 أكتوبر 2018 - 23:50

كتب : زكي السعيد

جولين لوبيتيجي

في مدينة برشلونة، قبل حوالي 20 عاما، عاش جولين لوبيتيجي الفترة الأسوأ بمسيرته كحارس مرمى، بين جدران ملعب كامب نو.

وعندما يرتحل ريال مدريد إلى كتالونيا يوم الأحد لمواجهة برشلونة، سيكون لوبيتيجي على شفا الإقالة من منصبه، أوراق رحيله الرسمية تم تجهيزها، وينتظرها توقيع أخير في حالة أي تعثر، ذكرياته الكارثية بقميص البلاوجرانا ستغطى على تفكيره، وضغط تدريب حامل لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية قادر على تدمير مسيرته.

صحيفة "ماركا" الإسبانية عادت بالزمن للفترة ما بين 1994 و1997، عندما قضى لوبيتيجي أوقاتا عصيبا في صفوف برشلونة، ما بين مستويات سيئة، وعدم استمرارية في اللعب، وخلافات مع يوهان كرويف، أو عدم ثقة بوبي روبسون.

لوبيتيجي ناشئ ريال مدريد، لم يحظ بفرصة حقيقية مع الفريق العاصمي، وخاض مباراة رسمية واحدة في صفوفه حتى انفصل عنه نهائيا عام 1991، لينتقل إلى لوجرونيوس الذي شهد فترته الذهبية في مسيرته.

في لوجرونيوس قدّم لوبيتيجي أفضل مستوياته، لدرجة أنه نال الاستدعاء لدخول قائمة إسبانيا في كأس العالم 1994 كحارس ثالث بعد أندوني زوبيزاريتا وسانتياجو كانيزاريس.

هذا الحضور الدولي والتألق المحلي، تزامّن مع كارثة أثينا في برشلونة: الهزيمة بأربعة أهداف دون رد أمام ميلان بنهائي دوري أبطال أوروبا 1994، مواجهة للنسيان للقائد زوبيزاريتا، دفعت المدرب كرويف للغضب عليه دون رجعة، وبالتالي رحيله إلى فالنسيا.

وهنا تم استقدام لوبيتيجي لتدعيم حراسة المرمى انطلاقا من موسم 1994\1995، مركز تواجد فيه كارلس بوسكيتس، وخيسوس أنجوي كحارس ثالث.

أنجوي كان مسجلا في قائمة الفريق الرديف، وفوق ذلك كان زوجا لابنة المدرب كرويف.

لوبيتيجي علّق وقتها على عدم نجاحه في بداية مسيرته مع ريال مدريد: "في مدريد لم أحظ بالاستمرارية، من الوارد ألا أشارك كثيرا في أول عام، ولكن بعدها بحثت عن مصلحتي".

كارثة السوبر

لم يمر كثير من الوقت قبل أن تسنح له الفرصة، إياب كأس السوبر الإسباني أمام ريال سرقسطة على ملعب كامب نو، وبرشلونة كان منتصرا ذهابا 2-0، مباراة لا تبدو معقدة كثيرا، ولكنها تحوّلت لتصير كابوسا.

لوبيتيجي ارتكب مجموعة من القرارات الخاطئة في تلك المباراة التي انتهت بخسارة برشلونة 4-5، حتى أنه تحمّل مسؤولية كبيرة في أغلب الأهداف التي دخلت شباكه، خصوصا الهدف الأخير عندما فشل في الإمساك بركلة حرة مباشرة سهلة بشكل كوميدي، اللقطة التي لاحقته لما تبقى من مسيرته.

الأمر لم يتوقف عند هذا الإخفاق، بل تطور أيضا إلى حصوله على بطاقة صفراء ثانية في اللحظات التالية بعد أن تلكّأ في تنفيذ ركلة حرة وأهدر الوقت المتبقي، ليخرج مطرودا.. بداية لا يمكن أن تكون أكثر سوءا.

لوبيتيجي صرّح بعد المباراة: "ارتكبت أحد الأخطاء التي تحدث مرة كل 5 سنوات، بقميص برشلونة. أنا واثق من نجاحي مع برشلونة".

"لقد مررت بحظ سيء لا يمكن أن أعيشه مجددا، لم أستطع النوم بعد تلقي 5 أهداف، لم يحالفني أي حظ".

تجميد طويل

بالطبع ساهمت تلك المباراة في أن يحسم كرويف قراره بشأن الحارس الأساسي للأشهر التالية: كارلس بوسكيتس.

أما لوبيتيجي فتم تجميده حتى السابع من فبراير، ليعاود الظهور في مباراة ذهاب دور الـ16 من كأس ملك إسبانيا أمام أتليتكو مدريد، وهنا وقعت كارثة جديدة للحارس الباسكي.

برشلونة تقدّم في النتيجة مبكرا، قبل أن تحل الدقيقة 13، والتي شهدت تدخلا غير شرعي من لوبيتيجي في حق خوسيه لويس كامينيرو لاعب أتليتكو.. ركلة جزاء + بطاقة حمراء، وبرشلونة مضى ليخسر تلك المباراة 1-4!

لوبيتيجي واصل التعبير عن إحباطه عبر تصريحاته الصحفية: "لقد انهار العالم فوق رأسي عندما رأيت البطاقة الحمراء في يد الحكم".

"لم أكن قد شاركت لفترة طويلة وكنت متحمسا جدا لتلك المباراة، يؤلمني أنني تركت الفريق بنقص عددي، أنا حزين لما يعانيه أصدقائي وعائلتي، أمر بحظ عاثر جدا في المباريات القليلة التي ألعبها".

إلا أن كرويف أعطاه فرصة أخرى، وأشركه في مواجهة الإياب بعد أسبوع، مواجهة عصيبة اتسمت بكثير من الإثارة مع إصرار برشلونة على تعويض الخسارة العريضة ذهابا.

جورج هاجي تقدّم للكتلان، إلا أن خطأ ساذج إضافي من لوبيتيجي في نهاية الشوط الأول، كلّف برشلونة تلك الأسبقية، ليدرك كامينيو التعادل للأتليتي.

الشوط الثاني كان مشتعلا، وسمح لـ لوبيتيجي باسترداد قدر من كرامته، برشلونة أضاف هدفين آخرين، ولوبيتيجي في المقابل تصدى لركلتي جزاء أمام أدولفو فالنسيا وتوني مونيوث. ولكن النتيجة النهائية كانت الخسارة في مجموع المباراتين وتوديع المسابقة.

هذا الخروج من الكأس كلّف لوبيتيجي الدقائق القليلة التي كانت متاحة له، بل امتد استبعاده في بعض الأوقات ليخرج من قائمة المباراة لصالح أنجوي زوجة ابنة كرويف. قبل أن يزداد الوضع سوءا بتعرض لإصابة في الرسخ غيبته لبعض الوقت.

بعد التعافي، توقع لوبيتيجي فرصة فورية: "لقد كنت أحد أفضل حراس المرمى الإسبان طوال 3 سنوات وفقا للصحافة، ومع وصولي هنا، لم ألعب مباراتين متتاليتين، الناس يجهلونني، وهذا ما يترك في نفسي الألم الأكبر".

والفرصة سنحت في شهر أبريل، الحارس الأساسي بوسكيتس يتعرض لإصابة، ولكن بدلا من أن يعتمد كرويف على لوبيتيجي، قام بإشراك أنجوي لمباراتين.

إلا أن لوبيتيجي نال قدرا من اللعب بدوره، وظهر في الخسارة 2-4 أمام إشبيلية، والخسارة 0-1 أمام ديبورتيفو لاكرونيا ،والتعادل 1-1 أمام سيلتا.

مواجهات لم تشهد أداء عظيما من لوبيتيجي، خصوصا المباراة الثانية التي تسبب خلالها في ركلة جزاء، ليعود إلى الظل حتى نهاية الموسم، مكتفيا بـ6 مباريات فقط في موسمه الأول.

1995\1996

الموسم الثاني لم يكن مبشرا، فقد تلقى شباكه 3 أهداف أمام أوتريخت بمباراة ودية في فترة الإعداد، وبدا جليا أن كرويف فقد الثقة في حارسه.

يصرّح لوبيتيجي بتلك الفترة: "لا أريد أن أفكر بحماقة، يجب أن أتحمّل مسؤوليتي، لا يمكن نكران ارتكابي للأخطاء".

قبل أن يثور على تهميشه لاحقا: "إن لعبت مرة كل 3 أشهر، فهذا يصعّب علي أن أثبت أحقيتي".

في نوفمبر غاب الحارس بوسكيتس بسبب إصابة منزلية ألحقت حرقا في يديه، ليصرّح لوبيتيجي: "عدم اللعب يوم الأحد سيكون محبطا جدا لي".

وكرويف لم يستجب لهذا التهديد، وقام بإشراك صهره أنجوي.

ولوبيتيجي انفجر: "أنا غاضب للغاية، أريد التحدث مع كرويف حتى أستبين بعض الأمور".

قبل أن يعود بتصريحات إضافية بعد المناقشة مع كرويف: "لا أتفق مع كرويف في العديد من الأمور، أخبرته بذلك، أنا هادئ. إن كان يعوّل علي حقا، فليظهر ذلك، وضعي سيتغيّر بالأفعال وليس بالأقوال، لست ناشئا، مؤخرتي عارية".

ما تبقى من الموسم لم يشهد سوى مشاركته في 3 مباريات: تعادل 1-1 أمام راسينج، فوز 3-1 على إشبيلية، وفي المباراة الثالثة أصيب بعد 72 دقيقة أمام أتليتكو وغادر الملعب مصابا، لينتهي موسمه في نظر كرويف.

الأمر الذي دفع لوبيتيجي للتعليق: "أعرف سبب استبعادي، ولكن لا يمكن أن أقول أكثر من ذلك، أنا فطن للغاية ويمكنني أن أفهم، بعض الكلمات تكون كافية".

1996\1997

مع رحيل كرويف، تولّد بعض الأمل في نفس لوبيتيجي بالحصول على فرصة كاملة، آمال تلاشت مع استقدام إدارة برشلونة للبرتغالي فيتور بايا، ليحاول فريقه السابق لوجرونيوس استعادته، الصفقة التي لم تتم.

جاء الإنجليزي بوبي روبسون ومترجمه جوزيه مورينيو لتولي المهمة، وقام بمنح الفرصة للحارس الباسكي في إياب كأس السوبر مطلع الموسم أمام أتليتكو، برشلونة كان فائزا ذهابا 5-2، ولوبيتيجي لعب مباراته الأخيرة بقميص برشلونة في الإياب خصوصا بعد الخسارة 1-3 وتحمله قدرا من مسؤولية الهدفين الثاني والثالث.

فيتور بايا صار خيارا رئيسا، ومن خلفه بوسكيتس، بينما ابتعد لوبيتيجي عن الصورة تماما، ليخرج بتصريحات ساخنة في مارس: "أشعر بالإذلال. لست مقتنعا بما يخبرونني به، لقد قضيت سنوات طويلة في عالم كرة القدم، وإن اعتقدوا أنهم لا يستطيعون الاعتماد علي في مباراة مماثلة، فتوجب عليهم أن يخبروني بمطلع الموسم، لقد حاولت وقتها الرحيل، لا أستطيع أن أفهم موقفهم".

في أغسطس 1997، انتهت العلاقة بين لوبيتيجي وبرشلونة، رحل إلى رايو فاييكانو بعد 3 سنوات في برشلونة: 10 مباريات، فوزان، تعادلان، 6 هزائم، 20 كرة في شباكه، كثير من الندم على الخطوة السيئة.

اقرأ أيضا:

كارثة في ليستر سيتي.. انفجار طائرة مالك النادي أثناء مغادرتها ملعب كينج باور

رئيس الزمالك: لست راضيا عن الأداء لأننا نمتلك الأفضل في مصر.. وجلسة مع جروس

بالفيديو - الزمالك المتألق يقترب من ربع نهائي كأس زايد بإسقاط الاتحاد في الإسكندرية

الأهلي يطبع 60 ألف تذكرة لنهائي دوري الأبطال.. وتحديد الأسعار

حلمي طولان: خسرنا بفعل فاعل.. هل يُعقل ما حدث؟

التعليقات