من بلد الوليد إلى بلد رونالدو.. ثورة الفريق الصاعد بعد وصول الظاهرة

الجمعة، 26 أكتوبر 2018 - 00:38

كتب : زكي السعيد

رونالدو - بلد الوليد

في مسيرته الخارقة بالملاعب الإسبانية، استهدف الظاهرة رونالدو نازاريو شباك بلد الوليد في مناسبات عدة.

المهاجم البرازيلي الأسطوري واجه بلد الوليد 6 مرات بقميصي برشلونة وريال مدريد، وسجّل 6 أهداف، بمعدّل هدف واحد كلما سنحت الفرصة.

بعد سنوات، وبدلا من أن يُرهِق جماهير بلد الوليد بهزائم كبيرة، قرر رونالدو الانضمام إلى صفوفهم، واشترى 51% من أسهم النادي العائد مؤخرا لدوري القسم الأول.

الظاهرة حقق حلمه بامتلاك نادٍ، وأتم عملية الشراء في 3 سبتمبر 2018، ليجلب الكثير من الحظ لفريق كرة القدم.

النادي الواقع في منطقة قشتالة وليون بوسط إسبانيا، يحتل المركز السادس بعد مرور 9 جولات من الدوري الإسباني، بفارق 3 نقاط فقط عن برشلونة المتصدر.

المدينة التي تحمل اسم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، قد تكون على موعد مع التاريخ مساء غدا الجمعة، عندما تستقبل إسبانيول وصيف المسابقة.

الفوز كفيل برفع رصيد بلد الوليد لـ18 نقطة، ليشارك برشلونة الصدارة، وليبدأ الحلم.. حلم معاودة إنجاز موسم 1965\1966، عندما أنهى الفريق الموسم في المربع الذهبي للمرة الوحيدة في تاريخه.

أزمة العُشب الكارثي

في سوق الانتقالات الصيفية، أنفقت إدارة بلد الوليد حوالي واحد مليون ونصف المليون يورو فقط. صفقات هزيلة قوامها الإعارات، دون تدعيم حقيقي بأسماء قادرة على إبقاء الفريق في دوري القسم الأول.

ومع حلول الأسبوع الثاني، انشغل الجميع بالسخرية من بلد الوليد، مع الظهور الكارثي لملعبهم خوسيه زوريا في مواجهة برشلونة، والذي كان حديث الرأي العام الإسباني.

عشب الملعب بدا في حالة يرثى لها، ولم يشغل مستوى بلد الوليد المميز والخسارة بهدف نظيف بكثير من الصعوبة، أي قدر من الحديث بسبب العُشب الذي لعب دور البطولة.

الفريق عانى هجوميا في أول 3 جولات بتعادلين سلبيين وخسارة أمام برشلونة، ليفشل في هز الشباك، وضعٌ تواصل في الجولة الرابعة –الأولى بعد وصول رونالدو- بهزيمة قاسية في الثواني الأخيرة بهدف نظيف أمام ديبورتيفو ألافيس.

ثورة

في الجولة الخامسة جاءت الاستفاقة، مباراة عصيبة على ملعب سيلتا فيجو، الفريق متأخر 1-3 حتى الدقيقة 81، وهو أمر إيجابي في حد ذاته، لأن هذا الهدف الذي سُجل بواسطة أوسكار بلانو، كان الأول لـ بلد الوليد في القسم الأول منذ هدف خافي جيرا في شباك ريال بيتيس يوم 11 مايو 2014 قبل هبوط الفريق وقتها.

إلا أن بلد الوليد لم يكتف بالتسجيل مرة، ولم يستسلم لفارق الهدفين، فسجل التركي إينيس أونال هدفًا قبل 9 دقائق على النهاية، قبل أن يدرك البديل ليواندرو سواريز التعادل الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.

بعدها لم يتوقف قطار بلد الوليد عن الانطلاق بسرعته القصوى، فحقق الفريق 4 انتصارات متتالية: 2-1 على ليفانتي، قبل أن يهزم فياريال في ملعب لا سيراميكا بهدف واحد بمباراة شهدت تصدي الحارس جوردي ماسيب لركلة جزاء أمام جيرارد مورينو بالدقائق الأخيرة.

الضحية الثالثة للاستفاقة كان فريق ويسكا الذي خسر بهدف نظيف، قبل أن يحقق بلد الوليد انتصارا مهما على أرض ريال بيتيس بنفس النتيجة.

دفاع حديدي

السبب الرئيس لوصول بلد الوليد لمكان متقدم في الجدول رغم تسجيله 8 أهداف فقط (الأضعف بين أندية النصف الأول من الجدول)، هو دفاعه الحديدي.

فبلد الوليد لم يتلق سوى 6 أهداف هذا الموسم، وهو ثاني أقوى دفاع في المسابقة بعد أتليتكو مدريد الذي تلقت شباكه 5 أهداف.

الانتصارات الأربعة المتتالية نقلت بلد الوليد من المركز 18 مباشرة إلى المركز السادس، ليتخطى ريال مدريد السابع على سلم الترتيب.

هذه السلسلة لم تتحقق لـ بلد الوليد منذ عام 1999 تحت قيادة المدرب اليوغوسلافي حينها سيرجيو كريسيتش، وقتها أنهى الفريق المسابقة في المركز 12.

أما حصد 15 نقطة في أول 9 جولات بعد العودة للدوري الممتاز، فهو أفضل إنجاز لفريق صاعد، منذ الـ17 نقطة التي حصدها فياريال في 2013.

لأن الحياة تمنحك فرصة أخرى

سيرخيو جونزاليس (41 عاما)، هو المدرب الذي قادر ثورة بلد الوليد الجنونية، إلا أن أوضاعه لم تحمل هذا القدر الإيجابي قبل عدة أشهر.

الرجل الذي اشتهر كلاعب في إسبانيول وديبورتيفو لاكورونيا، قاد إسبانيول لبعض الوقت موسم 2014\2015، إلا أنه أقيل في منتصف الموسم بعد سلسلة من النتائج السيئة والأداء الباهت.

ليغيب سيرخيو عن ساحة التدريب طوال 3 سنوات باستثناء قيادته لمنتخب كتالونيا، وهي مهمة غير رسمية بالطبع.

في أبريل 2018، عانى بلد الوليد من نتائج سيئة دفعته إلى الاستعانة بـ سيرخيو في الأسابيع الأخيرة من دوري القسم الثاني الإسباني، ليأتي سيرخيو وينقذ بلد الوليد ويضعه في المركز الخامس المؤهل للملحق، وهناك أكملوا المهمة وعادوا للدوري الممتاز.

أبرز اللاعبين

في حراسة المرمى يبرز ناشئ برشلونة السابق جوردي ماسيب البالغ 29 عاما بالمناسبة. من الجلي أنه أهدر وقتا طويلا في صفوف برشلونة كحارس مهمش.

وفي قلب الدفاع، يعد فيرناندو كاليرو أحد المفاجآت السارة، المدافع الشاب صاحب الـ23 عاما، لفت الأنظار بشدة في مركزه.

أما الظهير الأيسر ناتشو مارتينيز، فسجّل هدفا جميلا في شباك ليفانتي على الطائر، جلب الانتصار الأول لفريقه في المسابقة، وفتح الطريق أمام سلسلة رائعة من النجاحات المتتالية.

في خط الوسط يمتلك روبن ألكاراز جودة كبيرة في التمرير والسيطرة على الكرة، وهو اللاعب الذي تم انتدابه في الصيف من سبورتنج خيخون دون كثير من الضجة.

وعلى الجناح الأيسر، يبرز توني فيا أمهر لاعبي الفريق الذي صنع هدفين حتى اللحظة.

بينما يمثّل المهاجم التركي إينيس أونال ثقلا بارزا بخبراته في صفوف فياريال وليفانتي، حاله حال الأرجنتيني ليوناردو سواريز المعار من فياريال بعد موسم صعب دون دقائق لعب بسبب الإصابة الطويلة مع الغواصات الصفراء.

ولكن السؤال الملح، هل ينهار بلد الوليد مع أول هزيمة؟ هل تدعمه قائمته الضعيفة فيما تبقى من صراع شرس بالموسم؟

التعليقات