نوفاك دجوكوفيتش.. مدمن البيتزا والشيكولاتة الذي حولته مقاطعتهما للتألق بملاعب التنس

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 - 17:59

كتب : محمد سمير

دجوكوفيتش - تنس

"طبقي المفضل هو البيتزا حتى أن عائلتي تمتلك مطعما للبيتزا، وأكثر ما أحبه في الحلوى الشيكولاتة خاصة بعد تناول الطعام ومن لا يحب الشيكولاتة؟ بيتنا لا يخلو منها".

كان ذلك توضيح من نوفاك دجوكوفيتش نجم التنس الصربي عن عشقه للمعجنات بشكل عام والبيتزا بشكل خاص بالإضافة للشيكولاتة وكيف أثرا على مسيرته في ملاعب التنس.

الصربي نوفاك دجوكوفيتش هو المصنف الثالث عالميا في الوقت الحالي خلف الثنائي رافائيل نادال وروجر فيدرير لكن بفارق ضئيل عن السويسري.

البداية:

بدأ دجوكوفيتش مشواره الحترافي برياضة التنس في 2003 لكن إنجازاته الحقيقية ظهرت بعد 2010 عقب فترة طويلة من تذبذب المستوى.

دجوكوفيتش حصل على أخر بطولتين من البطولات الأربع الكبرى لكل عام (جراند سلام) ورفع رصيده إلى 14 بطولة كبرى طوال مشواره ليعادل رقم الأسطورة الأمريكي بت سامبراس ويصبح ثالث أكثر اللاعبين في التاريخ تتويجا بالبطولات الكبرى خلف فيدرير 20 لقبا ونادال 17.

ومن بين كل تلك البطولات الكبرى لم يحصد دجوكوفيتش سوى بطولة وحيدة قبل 2010 وذلك بمنافسات استراليا المفتوحة في 2008، لكن منذ 2011 وحتى الآن وباستثناء عام 2017 فقط يحصل دجوكوفيتش على بطولة كبرى واحدة على الأقل كل عام.

ولكن كيف تحول ذلك الصربي من مستوى متذبذب وغير ثابت إلى تفوق كبير ووضع اسمه بين كبار اللعبة ليس فقط في الفترة الحالية ولكن بالتاريخ؟

تذبذب:

مشوار دجوكوفيتش منذ 2003 وحتى صيف 2010 شهد تذبذبا ملحوظا ففي بعض البطولات يكون مستوى اللاعب الصربي أفضل ما يكون وبطولات أخرى.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل أن مستوى اللاعب يشهد تغير في نفس المباراة فيبدأ بداية قوية ويتقدم في المباراة وبعد ذلك يهبط مستوى دجوكوفيتش وقد يتسبب ذلك في خسارته للمباراة في النهاية.

وطوال سبع سنوات ونصف فشل دجوكوفيتش اكتشاف سر ذلك المستوى حتى أنه ظل يبحث طوال تلك الفترة عن القطعة المفقودة في ظل إشادة الجميع بموهبته التي لا تكتمل بمنصات التتويج لتذبذب مستواه.

في عام 2005 اضطر دجوكوفيتش للانسحاب من بطولة فرنسا المفتوحة "رولان جاروس" وعن السبب قال الصربي: "لم أستطع التنفس فجأة وساقي تحولت مثل موسيقى الروك، فقدت السيطرة عليهما".

وبعد تلك المباراة بثلاثة أشهر تغلب دجوكوفيتش على الفرنسي جايل مونفيس ببطولة أمريكا المفتوحة ولكن احتاج الأمر للحصول على أربع توقفات طبية لصالح الصربي.

وفي 2008 عمل دجوكوفيتش على رفع لياقته البدنية من أجل حل مشكلته والتي أرجعها البعض للإصابة بمرض الربو، وقام اللاعب بتغيير المدربين واعتمد على أنظمة تدريب جديدة كما قام بإجراء عملية جراحية في الأنف.

وتحسن وضع دجوكوفيتش الجسدي قليلا وحصل على أول ألقابه بالبطولات الكبرى (جراند سلام) ولكن رغم ذلك لم يمنع كل ذلك انهياره في منتصف المباريات.

ومع نهاية 2009 قرر دجوكوفيتش نقل معسكره التدريبي إلى أبو ظبي من أجل التأقلم على درجة الحرارة قبل الانتقال إلى استراليا لخوض منافسات أول البطولات الكبرى في 2010.

وبربع نهائي بطولة استراليا 2010 تقدم دجوكوفيتش بمجموعتين مقابل مجموعة على حساب ويلفريد تسونجا، وشهد اللقاء صعوبة في التنفس للنجم الصربي والتقيأ بعنف في الاستراحة ورغم تقدمه ودع المسابقة في النهاية.

الصدفة:

وفي نفس وقت مباراة دجوكوفيتش ببطولة استراليا المفتوحة للتنس لعبت الصدفة دورها عندما شاهد طبيب التغذية الصربي إيجور سيتوجيفيتش وكانت نقطة تحول في مسيرة اللاعب الصربي.

لم يكن الطبيب سيتوجيفيتش مهتما برياضة التنس من الأساس لكن وقت تواجده بمنزله في قبرص، اقترحت عليه زوجته مشاهدة مباراة دجوكوفيتش وتسونجا.

واشتبه سيتوجيفيتش على الفور وجود خطأ ما في الحالة الطبية لدجوكوفيتش وهو ما يسبب له عدم توازن في جهازه الهضمي بسبب تراكم السموم في أمعائه وهو ما يجعل اللاعب يشعر بصعوبة في التنفس.

وكان بين سيتوجيفيتش ودجوكوفيتش أصدقاء مشتركين ليتقابل الثنائي بعد تلك المباراة بستة أشهر وتكون نقطة تحول فاصلة في مسيرة اللاعب الصربي.

تقابل الثنائي في كرواتيا بصيف 2010 عندما شارك دجوكوفيتش مع فريق صربيا ببطولة كأس ديفيس وحصل على مشاورات مع الدكتور سيتوجيفيتش.

نقطة تحول:

ومن أجل أن يتأكد سيتوجيفيتش من تكهناته حول المشاكل الجسدية لنوفاك دجوكوفيتش طلب منه القدوم لفحص سريع.

وبالفعل قام دجوكوفيتش بزيارة الطبيب الذي طلب منه مد يده اليمنى ووضع يده اليسرى على بطنه، ودفع الطبيب ذراع دجوكوفيتش اليمنى إلى أسفل وطالبه بالمقاومة والشعور بالقوة التي ستجعله يده ثابتة.

وبعد اختبار الطبيب، أعطى لدجوكوفيتش خبز وطلب من اللاعب حمله بيده اليسرى الموضوعة على بطنه ثم إعادة الفحص مرة أخرى بمقاومة الضغط، وكانت المفاجأة هي شعور اللاعب الصربي هذه المرة بأن ذراعه أضعف بصورة ملحوظة.

وبذلك جاءت توقعات سيتوجيفيتش في محلها وأكد لدجوكوفيتش أن لديه حساسية من الجلوتين وهي السبب في ما يحدث له طوال الفترة الماضية.

*الجلوتين هو بروتين موجود في القمح وحبوب الخبز الأخرى وتشكل تلك المادة 80% من البروتين ومادة غير محلولة في الماء*

نظام غذائي:

لم يكن الأمر سهلا بالطبع على لاعب يدمن المعجنات حتى أن عائلته تمتلك مطعما للبيتزا (الوجبة المفضلة للعائلة) كما أن منزله لا يخلو من الشيكولاتة.

"انتقلت بعد ذلك إلى نظام غذائي خالي من الجلوتين، حتى أنني أتناول البيتزا بدون جلوتين لكن لأكون صريحا بالجلوتين أفضل كثيرا" تصريح سابق لدجوكوفيتش بعد اللجوء لنظام الطبيب سيتوجيفيتش.

وأضاف دجوكوفيتش "أكثر ما أرهقني في الأشهر الأولى كان حاجتي الدائمة إلى السكر بعد تناول الطعام، واضطررت للابتعاد عن الشيكولاتة بالجلوتين واللجوء لسكريات مثل العسل والفواكه".

وكان سيجوفيتش قد طلب من اللاعب الصربي الابتعاد عن الغذاء المضاف له الجلوتين لمدة شهروعاد اللاعب ليؤكد شعوره أنه أفضل وأن لياقته البدنية في حالة أفضل.

بعد ذلك طلب الطبيب من دجوكوفيتش العودة للطعام ذو الجلوتين لمدة أسبوع وشعر اللاعب بصعوبة في التنفس وانهيار على فترات.

تأثير كبير:

كان للنظام الغذائي لدجوكوفيتش مع طبيبه الخاص تأثيرا كبيرا في وقت قصير إذ صعد اللاعب الصربي لصدارة التصنيف العالمي للعبة للمرة الأولى في تاريخه بعد 12 شهرا فقط.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن توج بالعديد من البطولات ورفع رصيده إلى 14 بطولة كبرى (جراند سلام).

كما حصل دجوكوفيتش على لقب بطولة نهاية العام خمس مرات في تاريخه بينهم أربع مرات بعد نظامه الغذائي.

ونجح اللاعب الذي كان يشهد تقلبا في المستوى بالمباراة الواحدة بالفوز بلقب استراليا المفتوحة عام 2012 على حساب رافائيل نادال في مباراة استغرقت ست ساعات.

ليصبح دجوكوفيتش في النهاية بطل حقيقي من أشهر نجوم اللعبة في التاريخ مقاطعة بصورة كبيرة للمعجنات والشيكولاتة والطعام الذي يحتوى على مادة الجلوتين.

التعليقات