كلوف × ريفي.. المناظرة التي غيّرت تاريخ كرة القدم البريطانية

الخميس، 20 سبتمبر 2018 - 14:48

كتب : زكي السعيد

مناظرة بريان كلوف - دون ريفي

كلاهما وُلد في مدينة ميدلسبره، كلاهما لعب في مركز المهاجم بشبابه، وكلاهما يكن كراهية كبيرة للآخر.

في 12 سبتمبر 1974، تعرّض بريان كلوف للإقالة من منصبه كمدرب لـ ليدز يونايتد، بعد 44 يوما فقط من تعيينه، ليظهر مساء هذا اليوم مباشرة في واحدة من أشهر اللقاءات التلفزيونية في تاريخ بريطانيا، عبر محطة "يوركشاير"، في ضيافة المقدّم أوستن ميتشل، وبصحبة دون ريفي كضيف إضافي.

اقرأ: بريان كلوف.. معجزات الثرثار الاستثنائي

كلوف كان قد تولى تدريب ليدز في الأساس خلفًا لـ ريفي الذي قضى 13 عاما ونصف في تدريب ليدز، قبل أن يتحوّل لتدريب إنجلترا، تاركًا تركة ثقيلة لعدوه الذي انقلب عليه اللاعبون، وصوّتوا على رحيله، الأمر الذي أقرته الإدارة بعد انطلاقة كارثية في الدوري للفريق حامل لقب المسابقة.

أما تلك الحلقة التلفزية المثيرة للجدل، فتعد ربما أعظم مقابلة لأي مدرب كرة قدم على الإطلاق، فالمقدّم أوستن ميتشل –الذي لم يكن متخصصا في الرياضة من الأساس-، انزوى تدريجيا خلال اللقاء الذي تحوّل ليكون مناظرة بين المدربين، إذ تبادلا إطلاق الأسئلة والإجابة عنها مباشرة في أغلب أوقات اللقاء، وأوستن ميتشل أفسح لهما المجال بإيعاز مباشر من المنتج الذي أصر على جلوس العدوين إلى جانب بعضهما البعض دون أن يفصِل بينهما المقدّم، حتى يزيد من حدة حديثهما.

المقابلة اتسمت بالكثير من التوتر والحدة، بسبب التاريخ الطويل لـ بريان كلوف في انتقاد أسلوب لعب فريق ليدز يونايتد تحت قيادة سلفه دون ريفي الذي اتسم بكثير من الشراسة والعنف، قبل أن يحضر بنفسه لتولي تدريب ليدز الفريق الذي انتقده دوما وانهال بالسخرية على لاعبيه ليجد نفسه مجبرا على العمل معهم بشكل يومي.

يُقال أن كلوف وفي الحصة التدريبية الأولى مع ليدز، قال للاعبين: "يمكنكم أن تلقوا بكل الميداليات التي كسبتوها في القمامة، لأنكم لم تظفروا بأيٍ منها بنزاهة".

إلى تلك الدرجة وصلت كراهية كلوف لـ ريفي، ولذا اكتسبت المقابلة لمحة درامية كبيرة لم تتكرر مجددا في أي لقاء تلفزيوني لاحق.

تخيّل أن يجتمع جوزيه مورينيو وأرسين فينجر مثلا في نطاق عدة أمتار، ويُترك لهما العنان لتوجيه الاتهامات واستعراض مشاعرهما المتبادلة بحرية كاملة، هذا ما حدث قبل 4 عقود بين مدرب المنتخب الإنجليزي بنفسه، ومدرب مقال لتوه يعيش واحدة من أسوأ لحظاته الوظيفية.

ويُعتقَد أن تلك المناظرة كانت نقطة تحوّل في تاريخ الكرة الإنجليزية، فـ ريفي كان معايشا للحظة قوة خلالها –بصفته مدربا لإنجلترا-، في مقابل وضع ضعيف لـ كلوف الذي بات مهددا بعدم إيجاد وظيفة مناسبة بعد أن خرّب فرصته في قيادة نادٍ كبير ومتوج.

كما أن ريفي خرج منتصرا –إن جاز الحكم على نتيجة المناظرة-، مستفيدا من الانكسار الذي عاشه كلوف، ويمكن القول أنه الانتصار الأخير لـ ريفي، وأنها الهزيمة الأخيرة لـ كلوف، في مسيرتيهما.

كلوف بدأ من الصفر بعد المناظرة، وتولى تدريب فريق صغير يدعى نوتنجام فورست، وفي ظرف سنوات قليلة، قاده للصعود إلى القسم الأول، والفوز بالدوري، قبل أن يحقق معجزة التتويج بدوري أبطال أوروبا عامي 1979 و1980، وهو المدرب البريطاني الوحيد الذي فاز بذات الأذنين مرتين متتاليتين.

أما ريفي الذي كان في قمة مسيرته بوصوله لمنصب مدرب المنتخب الإنجليزي خلفًا للمدرب الأسطوري ألف رامسي، ففشل في وظيفته الجديدة وأقيل بعد 3 سنوات، وقضى الفترة التالية من مسيرته في تدريب الإمارات العربية المتحدة، قبل أن يختم مسيرته كمدرب للأهلي لفترة قصيرة.

في ذكرى وفاة بريان كلوف، دعونا نمر إلى نص المناظرة الشهيرة بين الغريمين..

المذيع: مساء الخير، تفاجأ عالم كرة القدم اليوم بخبر إقالة بريان كلوف من وظيفته كمدرب لـ ليدز يونايتد بعد 7 أسابيع فقط.

وزُعم أن لاعبي الفريق صوّتوا على سحب الثقة منه، واليوم اتخذت الإدارة القرار الصادم المتعلق بضرورة رحيل كلوف.

في هذه التغطية الحية لن نتحدث فقط إلى بريان كلوف، ولكن أيضا إلى الرجل الذي أخلفه كمدرب لأنجح فريق بريطاني: دون ريفي مدرب منتخب إنجلترا.

في بادئ الأمر، بريان، ما هو رد فعلك بعد الإطاحة بك من منصبك؟

كلوف: أشعر بحزن بالغ، بوضوح، وكما بيّنت أنت، إقالتي تحزنني، تحزنني للغاية على المستوى الشخصي، كما أنها لحظة حزينة لنادي ليدز يونايتد من جهة، ولـ مدينة ليدز.

المذيع: هل تعتقد أنك حصلت على فرصتك في تلك المهمة؟

كلوف: 7 أسابيع هو وقت غير كاف للحصول على فرصة في أي وظيفة، آمل أن يتحصل السيد ريفي على وقت أطول في وظيفته.

المذيع: حسنا، لقد بدأت بآمال عالية تحدثنا عنها في البرنامج هنا قبل عدة أسابيع، متى أدركت أن الأمر لن يفلح؟

كلوف: لم أدرك أن الأمر لن يفلح إطلاقا، كنت واثقا دائما حتى الليلة أن الأمر سيفلح، كان شيئا حتميا.

حتى تعوّض أفضل مدرب من حيث الأرقام في بطولة الدوري، فمن الجلي أن ليدز احتاج إلى شخص استثنائي بعض الشيء، ولا أريد أن أبدو شخصا غير مبالٍ أو متغطرس، ولكني لا أدري من كانوا قادرين على استقدامه حتى يحسّن أرقامه..

المذيع: كنت أفضل شخص للمهمة؟

كلوف: كنت على يقين من ذلك، ومن الواضح أن إدارة ليدز كانت على يقين أيضا.

المذيع: لماذا لم تنجح؟ ما هو الشيء المحدد الذي سار بشكل خاطئ؟

كلوف: النتائج.

7 أسابيع غير كافية حتى تتأقلم، فعندما تحل بدلا من شخص قضى 10 أو 15 عاما، شخص يتم اعتباره كـ "كنج بنج"، الشخص المهيمن، الرجل الذي يتحكم في كل شيء؛ فمن المستحيل أن تستطيع تعويض ذلك في ظرف 7 أسابيع.

إن سارت النتائج بشكل أفضل، لكان الوضع أسهل، ولكن بسبب الظروف وبسبب حقيقة وجود إيقافات من الموسم السابق، و"بيلي الصغير" تعرض للطرد وتم إيقافه لفترة طويلة، وإصابة بول، وما إلى ذلك من أمور..

النتائج لم تكن مثالية.

المذيع: حسنا، دعنا نحدّث دون ريفي، هل تعتقد أنك كنت لتقدر على تعويض نفسك -إن كان هذا ممكنا-؟

ريفي: سأكون صريحا، إنها مهمة صعبة على أي شخص، ولكني أشعر أن ليدز يونايتد الذي فاز بالدوري في الموسم الماضي، كان قادرا على تحقيق شيء ما هذا الموسم..

المذيع: هل كان بريان كلوف الرجل الذي تعرفه...

ريفي: أوستن، أوستن، لا تبدأ في التعجل، لقد وجّهت إلي سؤالا، وسأجيبه.

أعتقد أن اللاعبين كانوا قادرين على القيام بالمهمة، الآن بعد 6 مباريات، هل سيتم الحكم عليهم بعد 6 مباريات؟ لا أدري.

ولكن كل ما أستطيع قوله، هو أنني قضيت 10 أو 11 عاما مع أغلب هؤلاء اللاعبين، وأعتقد جوهريا أنهم جيدين بالشكل الكافي حتى يفوزوا بالدوري هذا الموسم.

تعرّضنا لكثير من الإصابات والإيقافات في الموسم الماضي، واضطررنا إلى اللعب دون 4 أو 5 أو 6 لاعبين منذ المباراة الأولى..

أعرف اللاعبين، بينما كلوف -الذي دعاني ريفي- لم يعرفهم.. عرفت كيف أعاملهم وأسيطر عليهم، ولكنه لم يكن متفرغا للقيام بذلك..

اللاعبون هناك محترفون من أعلى مستوى، ولم أواجه أي مشكلة معهم في 13 عاما ونصف.

المذيع: قولك أن فريقك كان جيدا هو انتقاد ضمني لـ بريان كلوف، هل تعتقد أن بريان كلوف كان الرجل المناسب للمهمة؟

ريفي: هذا رأي يخص إدارة ليدز يونايتد بالكامل.

المذيع: وما هو رأيك الشخصي؟

ريفي: رأيي الشخصي الذي عبّرت عنه قبل أن يتولى بريان المهمة- لن أدعوه كلوف، لن أنزل به لهذا المستوى، لأني أعتقد أنها ليلة حزينة لأي مدرب مقال، لا يوجد شخص يحب أن يرى أحدا يتعرض للإقالة في كرة القدم على الإطلاق..

صرّحت بشكل واضح قبل أن يتولى أي شخص المهمة، عندما توليت مهمة تدريب إنجلترا، أنني أعتقد بأن جوني جايلز هو الشخص المناسب، لأنه يعرف نظامنا وطاقمنا واللاعبين، يعرف كل شيء، لأنه ارتحل إلى كافة أنحاء أوروبا معنا، لعب المباريات، ولديه إلمام كبير بأصول اللعبة، وأنا رشحته حتى يقود....

المذيع: (يقاطع ريفي) هل هذا يعني أنه كان سيواصل على تقاليد ريفي ويدرّب بنفس طريقتك؟

ريفي: لقد عبّرت عن رأي شخصي، واتخاذ القرار متروك بالكامل للإدارة التي لم تأخذ برأيي وذهبت إلى بريان.

المذيع: (يخاطب كلوف) يمكن أن أقرأ من هذا أنك لم تكن الرجل المناسب لوراثة دون ريفي؟

ريفي: (يقاطع المذيع) لا لا لا، لا يا أوستن، لا لا لا، لقد حرّفت الحديث تماما، لأن ما قلته أنا أنني رشّحت جوني جايلز قبل أن يتم طرح اسم أي شخص آخر.

المذيع: (مخاطبا كلوف) حسنا، من وجهة نظرك يا بريان، هل تعتقد أنك كنت مؤهلا لخلافة دون ريفي؟

كلوف: هذا سؤال صعب للغاية...

المذيع: أنت ذكرت أن أسلوبك مختلف عن أسلوبه...

كلوف: أسلوبي لا يختلف عنه فيما يخص رغبتي في النجاح وإيماني بقدرتي على إيصال منهجي.. أنا متشابه مع السيد ريفي بنسبة 90% أو 99%.. أساليب التدريب تتشابه بنسبة 90% في هذا البلد بغض النظر عن هوية المدرب، أما الـ10% المتبقية فهي التميُز.

المذيع: ولكن بالنظر إلى السنوات الماضية في ليدز يونايتد، نجد أنهم كانوا أشبه بالعائلة، اللاعبون كانوا أبناءً لـ دون ريفي. ألا تعتقد أنك أحبطهم وهدمت استقرارهم بإفراطك في الصفقات الجديدة؟

كلوف: حسنا.. أحضرت جناحًا لتعويض إيدي جراي الذي أحاطت الشكوك بشأن مستقبله. كما تم إعلامي عندما توليت مهمة تدريب ليدز، أن ميك جونز من الممكن ألا يكون جاهزا قبل نهاية الموسم، أو قبل فبراير ومارس في أحسن الأحوال، ولذا أحضرت جون أوهير كمهاجم بديل، والجميع في ليدز يعرفون أنه لاعب موهوب للغاية.

كما حاولت أيضا توفير دفعة إضافية لـ "ماكينة ليدز"- كما أسميت فريق دون يومًا ما، هو لم يكن سعيدا بتلك التسمية، ولكنها كانت آلة بالفعل.. فأحضرت دونكان ماكينزي، لأن قوامنا كان ضعيفا في خط الهجوم بوجود بيتر لوريمر وجو جوردن وآلان كلارك.. ولذا فكرة الإفراط في الصفقات الجديدة لم تكن...

المذيع: (مقاطعًا إياه) ولكن ألا تعتقد أنك أفقدت اللاعبين استقرارهم؟

كلوف: نعم هذا وارد، لأنهم يتواجدون هناك منذ وقت طويل، ولاعب أو اثنين وصلوا لعمر الـ32 أو الـ33، أو حتى 34.

المذيع: (مخاطبا ريفي) حسنا، دون، هل كنت لتقوم بصفقات مماثلة، أم كنت ستتحلى بحرص أكبر؟

ريفي: حسنا دعني أجيب أولا على تساؤلات بريان التي تخص تقدمهم في العمر وإصاباتهم وبعض الأمور الأخرى؛ لقد مررنا بكل ذلك الموسم الماضي، ولكن ما يجب عليك أن تتذكره هو الآتي: عندما خسرنا أمام ميلان (في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية 1973)، الجميع قالوا أننا انتهينا وأن اللاعبين تقدموا في العمر؛ ولكن في الموسم الماضي، مع كل تلك الإيقافات والإصابات وغيابات آلان كلارك ونورمان (هانتر)، خسرنا 4 مباريات فقط من أصل 42، وفزنا بالدوري، كما قضينا 29 مباراة متتالية دون هزيمة.

المذيع: هل تعني أن صفقات بريان لم تكن ضرورية؟

ريفي: لا لا، أوستن، من فضلك...

كلوف: (يقاطعه ساخرا) هذا كان رائعا، ما قاله الرجل كان رائعا...

المذيع: دعه ينهي حديثه أرجوك.

ريفي: كنت سأمهله شخصيا 3 أشهر حتى يطبق طريقة لعبه...

كلوف: (يقاطعه مجددا) دون، حتى مع إيقاف بيلي (بريمنر) لـ8 مباريات؟

ريفي: نعم، أنا لعبت مع غياب تيري يورث، ميك بيتس، جو جوردان، فرانك جراي.. فقدت 4 لاعبين رائعين في العام الماضي.. بغض النظر عن اعتقادك في روعة فرانك جراي من عدمها..

كلوف: لاعب رائع كما ذكرت..

ريفي: إنه لاعب رائع، لو حصل على فرصته لكان اغتنمها يا بريان..

أنا لعبت بـ تيري يورث في خط الهجوم إلى جانب جو جوردان، لعبت به في خط الوسط، لعبت به كظهير، لعبت به كقلب دفاع..

لعبت بـ ميك بيتس في الهجوم، لعبت بـ فرانكي جراي على الجناح الأيسر، أنا أعرفهم، وأدركت أنهم احتاجوا إلى الفرصة...

كلوف: ولكن..دون.. تيري تعرض لإصابة في البطن، وكان ملازما للسرير لـ10 أيام...

ريفي: نعم، ولكنك لم تعط الفرصة مع ذلك لـ ميك بيتس وجو جوردان وفرانك جراي.. أعتقد أن عدم الاستقرار تولّد عندما لم يعطهم الفرصة ولجأ فورا إلى الصفقات.. بريان قرر الذهاب إلى السوق..

المذيع: وهنا السؤال يطرح نفسه، هل تحصّل بريان كلوف على الوقت لاختبار صحة قراراته؟ هل حصل على الدعم الكافي من الفريق؟

كلوف: أفضّل أن تقول مجلس الإدارة وليس اللاعبين، لأن الفريق لا يتخذ تلك القرارات، يمكنهم أن يصوّتوا على عدم الثقة أو شيء من هذا القبيل، ولكن الأشخاص الذين يتخذون القرارات هم مجلس الإدارة...

المذيع: (يقاطعه) ولكن هل تعتقد أن هذا الفريق قدّم لك أفضل ما عنده؟

كلوف: أنا واثق من ذلك..

المذيع: رغم تلك النتائج؟!

كلوف: بالطبع قدّموا أفضل ما لديهم، لم يكن عندهم الخيار من الأساس.

ريفي: (مخاطبا المذيع) دعني أطرح عليك سؤالا، منذ متى تعيش في ليدز؟

المذيع: 5 سنوات.. ولم أشهد أبدا بداية كارثية للموسم كتلك.

ريفي: ولكن هل رأيته مستسلما بهذه الصورة من قبل؟ من الممكن أن يقدموا مباريات سيئة، يهدروا الفرص، ولكن لا يستسلموا أبدا.

المذيع: هناك بعض الإدعاءات بتصويت مزعوم لسحب الثقة بين اللاعبين، هل هذا صحيح؟

كلوف: هذا حدث بالفعل.

المذيع: وكيف تعاطيت مع ذلك؟

كلوف: شعرت بالتقزز، إن تم التصويت على سحب الثقة منك بواسطة أشخاص تعمل معهم، فسيكون رد فعلك مماثلا، شعرت بالتقزز.

المذيع: ما السبب الرئيس وراء ذلك في رأيك؟

كلوف: لا أدري السبب الرئيس، أعتقد أنني لم أتحصل على الوقت الكافي للتعرف عليهم، وأؤمن أن أي شخص محلي كان ليواجه الأمر عينه. كما أن النتائج وقفت في وجهنا..

المذيع: (مخاطبا ريفي) ما تعليقك على لاعبين يصوتون لسحب الثقة من المدرب بعد تلك الفترة القصيرة؟

ريفي: بكل صراحة، ومع معرفتي جيدا للاعبي ليدز، فلا بد أن أسبابهم كانت قوية لفعل ذلك، مع كامل الاحترام لبريان، إلا أني أقول ما أشعره تجاه لاعبي ليدز، لا بد أن أسبابهم كانت قوية جدا. لماذا؟ لا أدري. لدي ما يكفيني من المشاكل كمدرب للمنتخب الإنجليزي.

المذيع: بغض النظر عن الأسباب، هل تقبل هذا التصرف من اللاعبين؟

ريفي: لا، لا أقبل تصرفا مماثلا من اللاعبين في أي نادٍ، أعتقد أنه تصرف خاطئ بالكامل، ولكني رغم ذلك أتفهم دوافع لاعبي ليدز في القيام بذلك، إن صوّتوا بالفعل على سحب الثقة حسب ما ذكر بريان..

كلوف: ليس تصويتا بالمعنى الحرفي، ولكنه كان الشعور السائد، لأن التصويت كلمة قوية بعض الشيء، أما المشاعر فكانت حاضرة بكل تأكيد.

المذيع: (مخاطبا كلوف) إلى أي مدى كان هذا الشعور مسيطرا؟ لأنك انتقدت دون ريفي نفسه هنا في هذا البرنامج قبل عدة أسابيع. انتقدت دون ريفي بشكل ضمني، ذكرت أن هناك عقودا لم يتم تجديدها، فهل كان هذا الحديث مناسبا لشخص سيخلف مدربا موقرا؟

كلوف: إن كنت تسألني الآن عما إذا كنت ارتكبت الأخطاء، فالإجابة هي نعم. لست معصوما من الخطأ، أنا أرتكب الأخطاء بكل تأكيد.

وبما أنك تطرقت إلى ذلك، فعندما تقول أنني انتقدت دون ريفي بسبب عدم تجديد العقود، يجب أن تعرف أنني عرضت حقيقة وجود 11 عقدا في حاجة إلى التجديد عندما توليت المهمة.

بغض النظر عما إذا كانت تلك مسؤولية ريفي أو الإدارة أو اللاعبين، ولكن الحقيقة تظل أن 11 عقدا لم يكونوا قد وقعوا.

المذيع: دون، أنت شاهدت تلك الحلقة وهذا الاتهام، ما رأيك؟

ريفي: حسنا.. كل العقود كانت قد تم الاتفاق على توقيعها وعلى المقابل المادي بالفعل خلال دقائق مع الإداراة.. بريان محق على الأرجح بشأن بعض العقود التي لم يتم توقيعها، ولكنها لم تكن 11، بل 5 أو 6 تقريبا، وكلها كان الاتفاق قد تم عليها في دقائق.

اللاعبون وقّعوا على بياض طوال 13 ونصف عاما لي كمدرب، ولم تواجهني أي أزمة أبدا مع أي لاعب بشأن العقود طوال 13 عاما ونصف.

أما سبب عدم التوقيع عليها بالفعل، فهذا شيء لا أعرفه..

ولكن في نفس تلك الحلقة، بريان قال أن النادي لا يتمتع بالحميمية، وهذا صدمني بالفعل..

كلوف: هل ذكرت انعدام الحميمة؟!

ريفي: نعم قلت ليدز يونايتد لا يتمتع بالحميمية..

كلوف: هل قلت أنه لا يوجد حميمية بيني وبينهم، أم قلت أنه لا يوجد حميمية في النادي؟

ريفي: قلت أنه لا يوجد حميمية في النادي يا بريان.

كلوف: لا أتذكر، ولكن إن قلت ذلك، فمن الجلي أن الحميمية التي ولّدتها أنت بينك وبين اللاعبين لا يمكن أن تختفي أبدا.

المذيع: (مخاطبا ريفي) في رأيك، ما هو الخطأ الذي اتبعه بريان في منهجه التدريبي مع لاعبي ليدز؟

ريفي: هذا شيء ليس لي أي دراية به، أعرف بريان منذ وقت طويل، ولكني لم أتدرب تحت يده أبدا، لم أعمل معه أبدا، ولذا هذا سؤال من المستحيل لي أن أجيبه.

المذيع: (مخاطبا كلوف) لديكما أسلوب مختلف في التدريب وأنكما لا تتوافقون بشكل كبير، فما السبب وراء ذلك؟

كلوف: عندما كنت مدربا لـ دربي كاونتي، كان هناك صراعا مباشرا مع دون ريفي وفريقه ليدز، فمن الطبيعي أنني لم أتوافق معه، لأنهم كانوا يسبقوننا باستمرار، وتلك هي الإجابة غير اللائقة.

وبما إني قلت ذلك، فيجب أن أذكر أنني أؤمن بمفهوم مختلف في كرة القدم عن الذي يؤمن به دون، أعتقد أن كرة القدم يمكن أن تُلعب بشكل مختلف عن طريقة دون مع الوصول للنتائج نفسها.

ولعل هذا محاولة وصول إلى المدينة المثالية، وقد ينبئ عن حماقة بعض الشيء، ولكن هذا هو أسلوبي، أنا أحمق بعض الشيء فيما يخص هذا الأمر، أنا مثالي نوعا ما، وأؤمن بوجود الجنيات، وهذا هو منهجي..

أما دون فهو مختلف بعض الشيء، وأرقامه ونتائجه تثبت أنه على حق ربما، ولكني رغم ذلك أرغب في أن أكون كما أن، ودون بالطبع يرغب أن يكون كما هو.

المذيع: (مخاطبا ريفي) هل اختلاف الأسلوب هذا هو سبب عدم توافقكما؟

ريفي: حسنا، لا أدري، أعتقد أن بريان مولع بذاته بكل صراحة.. لقد انتقد مات باسبي، انتقدني، انتقد نورمان، انتقد بيتر لوريمر، انتقد بيلي بيرمنر، لقد انتقد العديد من الأشخاص في اللعبة، أشخاص من أصحاب السجلات الجلية.

إنه ينتقد العديد من الأشخاص، وإن كان هذا أسلوبه وهو راغب في اتباعه، فدعنا نتّبعه، ولكني أعتقد أن هذا غير صحي للعبة كرة القدم الاحترافية. إنه يتحدث عن التمتع بالصراحة وما إلى ذلك من الأمور، ولكن إن كانت الصراحة ستدمر اللعبة، فبالطبع تعرفون ما ستجلبه من مشاكل، وأعتقد أنك تقدّم خدمة سيئة للعبة.

*كلوف يحاول مقاطتعه*

ريفي: دعني أنهي ما أقوله أولا، لقد تحدث عن الفوز بالبطولات بشكل أفضل ومختلف..

نحن وطوال أول 4 أو 5 سنوات، لعبنا لأجل النتائج فقط كما ذكرت دوما. أما في آخر 4 أو 5 سنوات، فقد كنا أكثر فريق إمتاعا، تصدرنا كل الإحصائيات والصحف والتلفاز..

كلوف: (يقاطع ريفي) تصدّرت إحصائيات العقوبات أيضا يا دون.

ريفي: تصدرناها مرة واحدة...

كلوف: لا بل تصدرتموها طوال آخر عامين أو 3.

ريفي: لا لا لا لا، هذا ليس حقيقيا.

ولكن عندما تأتي يا بريان لتولي مهمة تدريب ليدز، وتقول كل هذا الكلام، فما الذي أتى بك من برايتون من الأساس لتدريب فريقٍ انتقدته بشدة وقلت أنه يجب أن يهبط للدرجة الثانية، فلماذا توليت المهمة؟

كلوف: لأني اعتقدت أنها أفضل وظيفة في الدوري..

ريفي: بالطبع كانت أفضل وظيفة...

كلوف: كنت سأشرف على أبطال الدوري..

ريفي: بالطبع كنت ستشرف على أبطال الدوري وعلى أفضل لاعبين شاهدتهم في حياتك.

كلوف: لم أعرف ما يشعر به اللاعبين، يا دون.

ريفي: لم تعرف؟

كلوف: لم أعرف أنهم مرتبطين عاطفيا بك، ولكني كنت أعرف أنكم أبطال الدوري، وقد توليت المهمة راغبا في تحقيق شيء ما في دوري أبطال أوروبا هذا العام، وأعتقد أنها كانت بطولة قريبة ومحببة إليك، أنا أردت أن أفوز بها، أردت أن أفوز بشيء لم تظفر به.

(تريفور) تشيري (لاعب في ليدز) حضر إلي وسألني: "هل يمكنك أن تفعل شيئا لم يقدر الزعيم على تحقيقه؟"، وكان يقصدك في حديثه يا دون، أنت الزعيم، وقد أخبرته أنني أريد الفوز بالدوري، ولكني أريد أن أفوز به بشكل أفضل، فليس هناك إجابة أخرى على هذا السؤال، لأنك فزت بالدوري بالفعل.

ريفي: نعم، ولكن ليس هناك وسيلة للفوز بالدوري بشكل أفضل..

كلوف: ولم لا؟!

ريفي: نحن لم نخسر 4 مباريات...

كلوف: (يقاطعه) لكني خسرت 3 فقط!

لم أستطع أن أعطيه أي إجابة أخرى، وأردت أن أحقق شيئا في دوري أبطال أوروبا.

أنا مؤمن أنك كنت محتارا بين تولي مهمة تدريب إنجلترا، أو المنافسة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لم أتحدث إليك بهذا الشأن، ولكني مؤمن بذلك.

ريفي: هذا صحيح بالكامل، لأني كنت مرتبطا باللاعبين وكل شخص في النادي.

كلوف: حظا موفقا.. أما أنا فأردت أن أفعل ذلك بصورة أفضل، أنت لا تفهم ذلك، أليس كذلك؟

عندما ذهبت هناك، شعرت بأجواء سلبية.

ريفي: ماذا تقصد؟

كلوف: كانوا غير سعداء لأنك لم تجدد العقود.

ريفي: لا لا لا، أنت عندما توليت المهمة، هل اجتمعت بهم في اليوم الأول؟

كلوف: لا.

ريفي: لماذا؟

كلوف: لأني لم أعتقد أن الاجتماع بهم كان ضروريا في اليوم الأول.

ريفي: أتريد أن تخبرني بأنك مدرب جديد لنادٍ، ولا تجتمع بلاعبيك وبطاقكم التدريبي لتقديم نفسك ومقابلتهم وتخبرهم بما تشعر به وما ستحاول فعله؟!

كلوف: ولكن يا دون، في اليوم الأول لي كنت عائدا من إجازة، وتدربنا يومها لمدة ساعتين..

ريفي: بغض النظر عن ذلك..

كلوف: لقد دخلت إلى الملعب معهم...

ريفي: نعم نعم، أنت دخلت مباشرة إلى الملعب، ولكن أي مهمة في عالم كرة القدم تتطلب أن تجمع كل العاملين في حفلة كوكتايل وأن تقدّم نفسك...

كلوف: تلك هي طريقتك...

ريفي: أنا تحدثت (عندما تولى مهمة تدريب إنجلترا) عن إنجازات (ألف) رامسي واحترافيته، لم أكن قريبا من رامسي، كان شخصا باردا، ولكنه احترافي...

كلوف: أعتقد أنك أنت البارد...

ريفي: بارد؟!

كلوف: نعم.. هذا رأيي..

ريفي: بالطبع هذا رأيك (ساخرا)، لكن ألف رامسي، أعتقد أنه قام بعمل مميز، واعتقدت أنه من المهم بالنسبة لي، أن أقدّم نفسي لكل الأشخاص في اتحاد كرة القدم، وأعتقد أن هذا كان واجبك مع لاعبي ليدز يونايتد عندما قال الجميع أنك ستصل يومها، كانوا ليرغبوا في مقابلتك.

كلوف: ولكنك لم تقم بحصة تدريبية...

ريفي: الحصص التدريبية لا تعني أي شيء في اليوم الأول يا بريان.

كلوف: لماذا؟

ريفي: كيف لحصة تدريبية أن تضمن لك مقابلة الجميع في النادي؟ كان الأمر سيستغرق 10 دقائق فحسب حتى تجمع المجموعة بأكملها وأن تخبرهم بأنك مسرور لمقابلتهم...

كلوف: لقد دخلت إلى غرفة خلع الملابس، وصاحفت بيلي بريمنر منذ اللحظة الأولى...

ريفي: لا لا يا بريان لا تماطل، لماذا لم تجمع الجميع؟

كلوف: لأني لم أعتقد بضرورة ذلك.

ريفي: لماذا؟

كلوف: لأني اعتقدت بوجوب أن أفعل الأمر بشكل أكثر بساطة واختلافا بدلا من مواجهة كل شخص بشكل مباشر، لأنهم كانوا متوترين جميعا، وأنا كنت متوترا...

ريفي: كان بإمكانك أن تدفعهم إلى الاسترخاء!

كلوف: وكيف لي بذلك؟

ريفي: عن طريق الحديث إليهم.

أنت لم تقابل الجميع في اليوم الأول.

كلوف: لقد صافحتهم وقمت بتحيتهم وقابلتهم...

ريفي: الجميع؟ هل ذهبت إلى عاملات المغسلة؟ أو الموظفين؟

كلوف: لا، لم أمتلك وقتا لذلك، يا دون، قابلت اللاعبين فقط.

المذيع: (يقاطعهما) نحن على وشك الوصول لنهاية الحلقة، (يخاطب كلوف) أرغب في معرفة رد فعلك على الإدارة التي لم تدعمك بعد 6 أو 7 أسابع فقط.

كلوف: (يضحك) لم أتحصل على الوقت الكافي للتعرف عليهم أيضا، تماما كما لم أتحصل على الوقت للقيام بمهمتي.

المذيع: ماذا كان رد فعلك مع الإدارة؟

كلوف: مشاعري تجاههم مختلطة للغاية، لا أعتقد أنهم قدّموا خدمة لنادي ليدز يونايتد، الأمر ليس متمحورا حول شخصي، نحن نتحدث هنا عن مدرب، لا أعتقد أنهم قدّموا خدمة لكرة القدم، لقد أخذوا خطوة نحو إرجاعنا للعصور المظلمة. فلو قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الذي وظّف السيد ريفي، بإقالته لو خسر مباراته الأولى، فأعتقد أنهم سيرجعون بكرة القدم 30 أو 50 عاما إلى الخلف.

أعتقد أن ماني كوزينس تعرض لضغط كبير، هو رئيس النادي، وقد اتخذ القرار صحبة الإدارة متغاضيا عن أمور عدة بعد أن أبقى على هذا الفتى (يشير إلى ريفي) لـ15 عاما.

المذيع: ولكن ماذا سيحدث الآن لـ بريان كلوف؟

كلوف: سيحدث مليون شيء لـ بريان كلوف، سأستريح لـ48 ساعة أو 3 أيام، لا أعرف. لا تعتبرني وقحا أرجوك، ولكن لدي العديد من الطموحات في الحياة، فعندما كنت متواجدا في دربي وفي ليدز، رغبت في تدريب منتخب شباب إنجلترا، لعلي يجب أن أتقدّم بطلب الآن إلى هذا الفتى (يشير إلى ريفي).

المذيع: لعلك في موقف عسير بالوقت الحالي، فبعد خلافك في دربي، ورحيلك عن برايتون، ومن ثم ما حدث مع ليدز، من سيأتي لتعيينك؟

كلوف: العديدون سيرغبون في تعييني، لأن البلد بأكملها عرفت ما حدثت اليوم، 7 أسابيع ليست كافية حتى للتعرف على أماكن محلات الجزارة في المدينة.

المذيع: وماذا سيحدث لـ ليدز يونايتد الآن؟ كيف سيكون مستقبلهم في رأيك؟

كلوف: سيزدهرون، آمل أن يزدهروا على الرغم من أني عملت معهم لـ7 أسابيع فقط، لدي أمل في ازدهارهم، آمل أن يزدهر كل من يعملون في كرة القدم، آمل أن يواصلوا ويفوزوا بدوري أبطال أوروبا.

المذيع: دون ريفي، ما رأيك في الوضع الشخصي لـ بريان كلوف؟

كلوف: (مخاطبا المذيع) أنت فظيع حقا لمقاطعتي بتلك الطريقة...

المذيع: علي أن أقاطعك، أنا آسف..

(مخاطبا ريفي مجددا) ما شعورك الشخصي حول وضع كلوف؟

ريفي: عندما يتعرض أي شخص للإقالة في كرة القدم، فإنك تشعر بالحزن لأجله، أنا لا أعرف إن كان بريان قد رحل بالصورة الصحيحة لأني لم أكن هناك، ولكن إن لجأ لاعبو ليدز إلى مقابلة رئيس النادي، فلا بد أن شيئا ما كان يسير بصورة خاطئة.

المذيع: حسنا يا سادتي، علينا أن نختم، لقد كان يوما مأساويا لمشجعي ليدز يونايتد، وأنا أعتبر نفسي واحدا منهم.

أشكركما، وتصبحون على خير.

التعليقات