#ليلة_الأبطال - توخيل ضد كلوب.. هل يتخلص الأول من ظل الثاني؟

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 - 11:09

كتب : علي أبو طبل

توماس توخيل - يورجن كلوب

إنها ليلة رائعة في "أنفيلد" في الـ14 من إبريل لعام 2016.

جماهير حالمة تطمح لعودة المجد الأوروبي تحت قيادة الرجل القادم من ألمانيا بشغفه الكبير تجاه كرة القدم.

بعد أشهر قليلة من توليه للمهمة في منتصف الموسم خلفا لبرندان رودرجز، بدأت بصمات وشخصية يورجن كلوب تظهر سريعا على ليفربول، وهاهو الفريق يصل لربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي بعدما عبر مسبقا غريمه الأزلي مانشستر يونايتد.

قبلها بأسبوع، ينجح الرجل في قيادة فريقه الجديد لانتزاع تعادل إيجابي هام، بنتيجة 1-1، وتحديدا من أرض فريقه القديم، بوروسيا دورتموند.

الجماهير تستعد للاحتفال بالوصول لمرحلة نصف النهائي، فكل ما هو مطلوب هو تأكيد التفوق في قلعتهم على حساب ضيوفهم الألمان.

الأجواء الاحتفالية كادت أن تتحول لكابوس.

الضيوف يفاجؤون الجميع بالتقدم بهدفين في بداية المباراة عن طريق هنريك مختاريان وبيير إيمريك أوباميانج، لتبدو المهمة صعبة للغاية على كلوب ورجاله.

ديفوك أوريجي يقلص الفارق في بداية الشوط الثاني، ولكن ماركو رويس يضيف الثالث لدورتموند.

بحلول الدقيقة 60، يتقدم الفريق الألماني بنتيجة 3-1 ويبدو ليفربول في طريقه لتوديع المسابقة.

حتى أن نتيجة 3-3 لا تكفي لعبور الفريق الإنجليزي، ولكن كتيبة كلوب لم تعرف المستحيل.

عودة من بعيد، بدأت عن طريق فيليب كوتينيو في الدقيقة 66، ثم مامادو ساخو في الدقيقة 78، قبل أن يتمم الكرواتي ديجان لوفرين الفصل الدرامي بإضافة هدف الانتصار في الوقت بدل من الضائع، لتعم الاحتفالات أرجاء قلعة "أنفيلد".

ليفربول إلى الدور التالي، حيث نجح في عبور فياريال الإسباني فيما بعد قبل أن يصطدم بإشبيلية في النهائي ويخسر فرصة التتويج.

ولكن تلك المباراة كانت رقم 12 – والأخيرة حتى الآن- في سلسلة مواجهات فردية جمعت يورجن كلوب بخليفته في كل مكان رحل عنه، توماس توخيل.

تلك المواجهة أيضا كانت مجرد إضافة جديدة لسلسلة كلوب الإيجابية ضد متقفي أثره، حيث لم ينجح توخيل في التفوق على كلوب سوى في مباراة واحدة، بينما كان ذلك الانتصار الثامن للمدرب الحالي لليفربول.

البداية كانت في نوفمبر 2009، حين كان يقضي كلوب ثاني مواسمه كمدرب لدورتموند بعد رحيله عن ماينز، حيث خلفه توخيل هناك ليقود الفريق للصعود للدوري الممتاز في أول سنة في مهمته.

تعادل سلبي حسم المواجهة الأولى بين الرجلين فنيا، قبل أن يحقق توخيل انتصاره الوحيد على كلوب إيابا – في إبريل 2010 تحديدا - بعدما قاد ماينز للفوز على دورتموند بهدف نظيف، والفضل يعود للمجري آدم شالاي.

موسم أنهاه دورتموند خامسا في جدول الترتيب في انطلاقة ثورة كلوب في "سيجنال إيدونا بارك"، بينما حل ماينز مع توخيل في المركز التاسع في أول موسم له بعد الصعود.

4 مواسم تالية شهدت 8 مواجهات بين الفريقين في الدوري الألماني، انتهت واحدة منها في مارس 2011 بالتعادل الإيجابي 1-1، بينما تفوق دورتموند في الـ7 الأخرى.

في 31 أكتوبر 2010 تفوق دورتموند على مضيفه ماينز بهدفين نظيفين، وتكرر الأمر في 24 سبتمبر 2011 ولكن هذه المرة بنتيجة 2-1، وبالنتيجة ذاتها تفوق دورتموند إيابا على ملعبه في 3 مارس 2012، ثم في ذهاب الموسم التالي على ملعب ماينز في 24 نوفمبر 2012.

إيابا في موسم 2012/2013، تفوق كلوب على توخيل من جديد بهدفين نظيفين في "سيجنال إيدونا بارك"، وتحديدا في 20 إبريل 2013.

في الموسم التالي كان تفوق كلوب أكبر من حيث النتائج، حيث تغلب على توخيل في معقل فريقه بنتيجة 3-1، وكرر تفوقه في معقل دورتموند إيابا بنتيجة 4-2.

رغم ذلك التفوق ذهابا وإيابا في موسم 2013/2014، كان ذلك الموسم الأسوأ في مسيرة كلوب الذي تذيل الفريق تحت قيادته جدول ترتيب الدوري مع نهاية النصف الأول من الموسم، قبل أن تتحسن الأمور وينتهي الأمر بالفريق في المركز السابع، وكان كلوب قد أعلن قبلها رحيله بنهاية الموسم.

هنا توقفت المواجهات بينهما داخل ألمانيا.

ارتاح كلوب لعدة أشهر بعيدا عن الملاعب، قبل أن تتأزم النتائج في ليفربول وتسير الأمور نحو إقالة برندان رودجرز، وتستجيب الإدارة لضغوط الجماهير المطالبة بالتعاقد مع المتاح يورجن كلوب، وقد كان.

قبلها بأشهر، كان دورتموند قد استقر على خليفة كلوب، وبالتأكيد نعرف من هو.

أشهر قليلة قبل أن تتجدد المواجهة بين الرجلين وهذه المرة بألوان جديدة، وقد كانا شاهدين على دراما "أنفيلد" بالكامل في ليلة لوفرين المميزة.

يؤتمن كلوب على منصبه في ليفربول حتى الآن، بينما قضى توخيل موسما إضافيا في "سيجنال إيدونا بارك" بعد أمسية "أنفيلد" التاريخية.

رحل توخيل بنهاية موسم 2016/2017، بعدما حقق لقبه الأول في مسيرته بقيادته لدورتموند للتتويج بكأس ألمانيا، والذي لم يكن كافيا لإقناع الإدارة ببقائه، فالخلافات كانت أكبر.

موسم كامل من الراحة والمشاهدة عن بعد وإعادة ترتيب الأوراق، قبل أن تقرر إدارة باريس سان جيرمان أن تأتمنه على منصب المدير الفني خلفا لأوناي إيمري، والهدف –من جديد وكما كان دائما- هو تحقيق دوري أبطال أوروبا.

وصولا لأمسية 18 أغسطس 2018، يمتلك كلوب – ذو الـ51 عاما - في جعبته لقبين من الدوري الألماني مع الوصول للعديد من النهائيات المحلية والقارية، وفي المقدمة نهائيان لدوري أبطال أوروبا ونهائي للدوري الأوروبي.

بينما في الكفة الأخرى، يمتلك توخيل - 46 عاما - لقبا وحيدا من كأس ألمانيا، هي كل رصيده من الإنجازات قبل أن يتولى مشروع باريس سان جيرمان.

الثنائي حصلا على شارة التدريب في عام 2006، ولكن منذ اليوم الأول كانت هناك بعض الاختلافات في الطريقة.

إيريخ روتمولر، المشرف على تدريبهما يوضح ذلك بشكل أكبر في تصريحات سابقة لصحيفة "لو باريسيان" الفرنسية.

"امتلك كلوب الحافز أكثر من أي شخص آخر في الدورة، وكان مهتما بشكل كبير بالنواحي النفسية".

ثم ينتقل روتمولر إلى الحديث عن توخيل الذي تأثر دائما بشخصية بيب جوارديولا: "عندما اقرأ في ذات يوم أنه قد قضى ليلة بأكملها للحديث مع جوارديولا عن الأمور الخططية، قبل عدة سنوات في ميونيخ، أعود لأقول لنفسي إنه لم يتغير".

والآن، يلتقي الثنائي من جديد بألوان ليفربول وباريس سان جيرمان، ولأول مرة في إحدى سهرات دوري أبطال أوروبا، بعد 12 سنة من اعتماد كليهما كمدرب كرة قدم من دورة مدينة كولون.

كلوب يعرف توخيل جيدا ويؤمن بكم هو جيد، ويتحدث عن ذلك في تصريحات ما قبل المباراة التي تقام في "أنفيلد": "يمتلك باريس سان جيرمان مجموعة رائعة من اللاعبين أصحاب الإمكانيات الفردية الفريدة، وربما كل ما احتاجوه هو جلب الرجل الذي يستطيع أن يأقلمهم سويا كمجموعة، وأعتقد أنهم اختاروا الرجل المناسب".

ويضيف "أن يتواجد خليط من اللاعبين الرائعين مع مدير فني جيد لهو أمر مثير للقلق بالنسبة لنا. لقد كان قرارا ذكيا من إدارة النادي الفرنسي بجلبه".

في الجهة الأخرى، وُجهت الأسئلة لتوخيل عن كلوب وعن ذكرياته مع مواجهة دورتموند وليفربول.

"قمنا بالسيطرة على الأمر بشكل جيد بعد تقدمنا 2-0 و3-1، لكن هدف كوتينيو غير كل شيء. هل الأمر يؤلمني؟ أنا رجل رياضي وتخطيت الأمر سريعا".

هكذا يعبر توخيل عن ثقته في ليلة عودته لـ "أنفيلد" بعد 3 سنوات من المباراة المثيرة، قبل أن يتحدث بشكل مقتضب عن كلوب: "لا يمكنك أبدا أن تشعر بالاطمئنان حين تواجه فرق (يورجن) كلوب أو حين تلعب على ملعب أنفيلد. هذا الأجواء تجعل تبذل قصارى جهدك، أؤمن أننا سنشكل خطورة على مرمامهم غدا".

انطلاقة قوية لكلا الفريقين في الدوري المحلي.

ليفربول يتصدر – رفقة تشيلسي - بالعلامة الكاملة في إنجلترا بعد مرور 5 جولات، وكذلك الأمر تماما بالنسبة لباريس سان جيرمان في فرنسا.

مرتكزا على أداء كبير في دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي انتهى بالوصول للمباراة النهائية، ينطلق فريق يورجن كلوب هذا الموسم مع المزيد من التدعيمات، بينما يستمر الأمل لدى فريق العاصمة الفرنسية في بلوغ ما هو أفضل من ربع النهائي.

ولكن على الخط الفني، هناك مواجهة خاصة يطمح فيها توخيل للتخلص من تقفي أثر كلوب وتحقيق علامته الخاصة.

فهل يحقق توخيل انتصاره الشخصي الثاني، أم يستمر كلوب في عاداته؟

اقرأ أيضا:

رئيس المقاولون: "دوري مرجان أحمد مرجان" تصريح انفعالي لا يمثل لسان حال النادي

المقاولون لـ في الجول: نخاطب اتحاد الكرة للمطالبة بإعادة لقاء بيراميدز

ماذا يفعل صلاح ضد لاعبي سان جيرمان؟ طلب خاص لـ كافاني والتسجيل ضد نيمار

3 ضد 3.. من يتفوق في صراع صلاح ونيمار؟

عامر حسين لـ في الجول: أحمد حسن لم يخالف اللوائح بالتواصل مع البدري

أوين: ما حدث بين صلاح وماني لم يكن متعمدا.. ولا يوجد فريق قادر على الوقوف ضد ليفربول

التعليقات