هل تعرضت سيرينا ويليامز للظلم أمام مواطنيها الغاضبين؟

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 - 10:17

كتب : زكي السعيد

سيرينا ويليامز

شهد نهائي بطولة أمريكا المفتوحة لكرة المضرب، جدلا كبيرا ومشاهد غير مألوفة، أبرزها بالطبع الانتصار المفاجئ لـ نومي أوساكا على سيرينا ويليامز.

أوساكا انتصرت على لاعبة التنس التي تابعتها بكثير من الشغف والعشق لفترات طويلة من طفولتها، إلا أنها بالطبع لم تكن مدركة بالشكل الكافي لتحضر فوزها الأول بأمريكا المفتوحة عام 1999 وقتما كانت تبلغ من العمر عامين.

المجموعة الثانية –والأخيرة-، شهدت خسارة ويليامز للشوط الثامن دون أن تلعبه حتى، فاتحة الطريق لـ أوساكا حتى ترُسل لاحقا للفوز بالبطولة، وهو ما حدث مع انتهاء المجموعة 6-4 للاعبة اليابانية.

تسلسل الأحداث بدأ مع تحذير من الحكم كاروس راموس لـ ويليامز بعد أن تلقت تعليمات من مدربها، وهو الأمر الذي تمنعه قوانين البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام).

الأمر أثار غضب سيرينا التي توجهت إلى الحكم قائلة: "أفضّل الخسارة عن الغش".

لاحقا واصلت سيرينا أخطاءها السهلة وفقدانها النقاط، مما أغضبها ودفعها إلى تحطيم مضربها، ووفقا لقواعد التنس، فتحطيم المضرب غير قانوني، وهنا جاءت الخطوة التالية على سلم عقوبات الحكم بعد التحذير، وهي خسارة نقطة، ليحكم الحكم بخسارة ويليامز للنقطة بعد أن استهلكت التحذير في المخالفة السابقة.

قبل أن تصل المباراة إلى مرحلة خطيرة في المجموعة الثانية، عندما انفجرت في وجه راموس: "أنت لص، أنت كاذب، لن تقوم بتحكيم أي من مبارياتي مجددا، أنت مدين لي بالاعتذار".

ليلجأ راموس إلى التدرج الثالث في سلم العقوبات، وهو خسارة شوط، لتتأخر سيرينا 5-3 في وقت حرج من المواجهة.

روح القانون

يقول الفرنسي باتريك موراتوجلو مدرب سيرينا بعد المباراة في تصريحات لشبكة "إي إس بي إن": "حتى أكون صادقا، لقد أعطيتها تعليمات، ولكني لا أعتقد أنها نظرت في اتجاهي، ولهذا لم تعرف حتى أنني أعطيتها تعليمات".

يأتي هذا الاعتراف بعد أن انفجرت سيرينا في وجه الحكم، وبعد أن كشفت اللقطات المصورة موراتوجلو أثناء محاولته إيصاله بعض التعليمات للاعبته.

إلا أن سيرينا أغفلت بأن مجرد محاولة مدربها مخالفة القانون -حتى وإن لم تستفد فعلا لعدم رؤيتها له- هو مخالفة للقانون من طرف أحد أفراد طاقهما.

موراتوجلو عاد وأثار نقطة أخرى: "ولكني متأكد أن 100% من المدربين يعطون تعليمات للاعبيهم في 100% من المباريات، ولذا علينا أن نضع حدا لتلك الحالة الهيستيرية. ساشا (مدرب أوساكا) كان يعطيها التعليمات في كل نقطة أيضا".

"من الغريب أن حكم الكرسي أدار أغلب المباريات النهائية لـ رافا (نادال)، وتوني (مدربه) كان يعطيه تعليمات في كل نقطة، إلا أنه لم يقم أبدا بتحذيره، لا أفهم ذلك".

المدرب الفرنسي ساهم إذا في "ثورة التمييز الجنسي" التي قادتها ويليامز في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، إذ يعتقد الثنائي أن "ترصد" الحكم البرتغالي المخضرم ناتج عن الدور النسوي الهائل الذي تؤديه سيرينا للمساواة بين الجنسين في المعاملة.

ليست غضبة سيرينا الأولى

في نصف نهائي نسخة 2009، انفجرت سيرينا ويليامز في وجه حكمة الخط، بل هددتها بالقتل، مما أدى إلى خسارتها نقطة المباراة لصالح البلجيكية كيم كلايسترز رغم إنكارها تلك التهديدات.

ضاعت أخلاق التنس

في كرة المضرب، يصفق الخصوم لبعضهم بعد اللمحات الفنية المميزة، يعتذرون إذا ما اصطدمت الكرة بالشبكة وغيّرت اتجاهها وأكسبتهم نقطة قائمة على الحظ، يطلبون التحدي لصالح الخصم تصحيحا لقرار خاطئ من حكم الخط، يتعانقون بعد المباريات، لا يلتحمون جسديا إطلاقا، والجماهير عليها أن تطلق التحايا والأهازيج مع كل نقطة دون النظر لهوية اللاعب الفائز بها.

في الليلة السابقة، تقمص الجمهور الأمريكي سلوك الرياضات الأخرى، وضغط كثيرا على المراهقة اليابانية قبل وأثناء تتويجها، دافعها إياها إلى "الاعتذار عن الفوز" في واحد من أسوأ كوابيس لاعبة حققت لتوه معجزة رياضية.

ويليامز طالبت مواطنيها الذين احتشدوا في المدرجات لمشاهدة تتويجها السابع على أرضها، التوقف عن استهجانهم في حق منافستها ابنة العشرين عاما، ولكن ألم تكن سيرينا نفسها من ساهمت في تأجج الوضع إلى تلك الدرجة؟

قانون لا طائل منه

في وقت متقدم من النسخة الحالية عن فئة الرجال، اشتكى البريطاني أندي موراي للحكم بعد أن كشف تواصل منافسه الإسباني فيرناندو فيرداسكو مع مدربه أثناء ذهابه إلى دورة المياه خلال إحدى التوقفات.

موراي خسر المباراة وودع البطولة، وأشار في المؤتمر الصحفي إلى الواقعة، معتبرا أن عدم تواصله مع مدربه في حين تواصل المنافس، يعد ظلما.

والمشكلة في قانون عدم التواصل وعدم تلقي التعليمات من المدرب، أنه من شبه المستحيل تطبيقه بنجاح كامل، فلا يقدر أي حكم كرسي على مراقبة المدربين طوال الوقت، وملاحظة الإيماءات والإشارات والتفاعلات التي تخرج منهم، مع التأكُد بشكل أكيد أنها موجهة للاعب.

وقانون لا يُنفَذ طوال الوقت، لن يخلق سوى الغضب ودعوات التوقف عن التمييز عندما يُطبَق، فما الطائل من الإصرار على وجوده دون وسيلة مناسبة لتطبيقه؟

فوز الفتاة اليابانية باللقب على حساب أسطورة كرة المضرب في معقلها بين أنصارها المتعصبين، إنجاز يستحق الاحتفاء. إنه نهائي للتاريخ تم تدميره بممارسات لا تنتمي للعبة النبلاء والأمراء.

طالع أيضا:

مرتضى: حزين مما فعله الخطيب.. كنت أتمنى أن يبتعد عن "لعبة كيد النساء"

"موني بول".. ماذا لو اختار بيلي بين تشكيله المفضل في الدوري المصري

عامر حسين: أبو ريدة سيحاول التدخل ليخوض الأهلي السوبر السعودي

خاص طبيب المنتخب لـ في الجول: مروان محسن يغيب عن لقاء الأهلي وهوريا

هتافات لصدام حسين تنهي مباراة اتحاد الجزائر والقوة الجوية بالبطولة العربية

أنا دروجبا (1) – اللعنة على تييري هنري

تنس - تغريم سيرينا ويليامز 17 ألف دولار بعد ما حدث في نهائي أمريكا المفتوحة

التعليقات