الانطباعات الأولى عن مصر مع أجيري.. الحرية ودور غزال ومحورية صلاح مستمرة

السبت، 08 سبتمبر 2018 - 22:47

كتب : فادي أشرف

أجيري

لا أحد سيختلف في أن منتخب النيجر منتخب متواضع، ولكن هناك انطباعات أولى واضحة للغاية من أداء منتخب مصر في مباراته الأولى مع مدربه الجديد، المكسيكي خافيير أجيري.

تباين واضح ظهر على أداء منتخب مصر المتحفظ دفاعيا والمتوازن الذي يميل للتأمين والحفاظ على التقدم مع هيكتور كوبر، والهجومي الذي يريد دائما الاستحواذ على الكرة وإلحاق أضرار بالمنافس على المستوى الهجومي مع أجيري ليسجل 6 أهداف في مواجهته الأولى.

ما الذي ظهر لنا من مباراة أجيري الأولى

التغيير الأكثر وضوحا كان في منظومة الدفاع، استغنى أجيري عن علي جبر الذي كان يؤدي دورا رئيسيا في منظومة كوبر التي كانت تضع دفاع المنتخب أقرب لحارس مرماه من وسط الملعب، في سبيل وجود مدافع سريع وهو باهر المحمدي بجوار أحمد حجازي.

أما التغيير الأعنف فكان في مركز علي غزال، الذي لم يكن مدافعا ثالثا بمعنى الكلمة، أو "ليبرو"، بل كان دوره قريبا لما قدمه هاني سعيد مع منتخب مصر أثناء فترة حسن شحاتة. مع وجود الكرة في أقدام لاعبي المنتخب ينزل غزال لتوفير اختيارات للتمرير بين مدافعي الفريق، ومع فقدان الكرة يوفر الحماية من الأمام لهما.

وجود غزال في هذا المكان منح حرية كبيرة لمحمد النني، وكذلك للظهيرين أيمن أشرف الذي سجل هدفا، وأحمد المحمدي الذي صنع هدفين.

سذاجة خط وسط النيجر منحت النني بيئة رائعة للتألق، لاعب أرسنال ركض بالكرة كثيرا للأمام ومرر 6 كرات طولية للأمام بنجاح مشكلا خطورة كبيرة على دفاعات النيجر.

ما منح النني والظهيرين تلك الحرية بجانب غزال هو طارق حامد، عنصر الأمان الموجود دائما في وسط ملعب الفريق.

تلك الكثافة العددية والأدوار المتنوعة في وسط الملعب منحت أيضا محمد صلاح ومحمود حسن "تريزيجيه" حرية كاملة في الانطلاق الهجومي دون وجود أي أعباء دفاعية.

ربما سيختلف ذلك الأمر ضد منتخبات أقوى بكل تأكيد.

هجوميا، في الشوط الأول بالتحديد، كان هناك شكل واضح وديناميكية رائعة في وجود مروان محسن الذي كان يقوم بدور "المحطة" كثيرا سواء باستلام الكرة، أو دون استلامها لتوفير المساحة لتريزيجيه لتلقي تمريرات صلاح، الأمر الذي تكرر أكثر من مرة خلال الشوط الأول ولولا عدم توفيق تريزيجيه لكان لاعب قاسم باشا التركي سجل أكثر من هدفين.

محورية محمد صلاح في التكوين الهجومي لمنتخب مصر مستمرة، ولكنها بشكل مختلف.

بدلا من أن يكون صلاح وحيدا في وسط ملعب الخصم ويحاول استهلاك دفاعات الخصوم والبحث عن الحل الفردي، لديه دائما 3 أو 4 خيارات للتمرير.

صلاح يظل اللاعب الذي يثق فيه زملائه لاستلام الكرة في المنطقة الهجومية وتوفير التمريرة الحاسمة سواء لتريزيجيه أو مروان محسن، أو صلاح محسن في الشوط الثاني.

ما بعد مشاركة عمرو وردة وخروج غزال.. وخيارات صلاح محسن

بعد فترة من عدم التوازن والتراخي مع بداية الشوط الثاني، ومشاركة عمرو وردة في مكان علي غزال ما يعني تغييرا تكتيكيا لتتحول الطريقة لـ4-2-3-1 ولكن دون وجود لاعب رقم 10 بالشكل المعهود مع عبد الله السعيد على سبيل المثال.

ومع الهجوم تتحول الطريقة إلى 4-1-4-1 بوجود حامد وحيدا خلف النني ووردة وصلاح وتريزيجيه (وثم حسين الشحات)، وصلاح محسن الذي يمنح أجيري خيارا جديدا في الهجوم.

في لقطة الهدف الرابع، استلم صلاح محسن الكرة ومررها لصلاح وتحرك لداخل منطقة الجزاء وحصل على مكان جيد سجل منه هدفا هو الدولي الأول له.

إن كان مروان محسن في مكانه، كان سيمرر لصلاح أيضا ويركض لأخذ مكان داخل منطقة الجزاء، ولكن هدفه الرئيسي سيكون تفريغ المساحة سواء لعمرو وردة أو حسين الشحات.

الأمر يعود لاختلاف نوعية اللاعبين، صلاح محسن من الممكن وصفه بالمهاجم الصياد Poacher الذي يريد دائما استلام الكرة داخل منطقة الجزاء لإنهاء الهجمات.

أما مروان، فهو مهاجم محطة Target Man هدفه الرئيسي الاستلام خارج منطقة الجزاء والتحرك لداخل المنطقة لتفريغ المساحات لزملائه.

أول منافسة قوية للمنتخب ستكون في مارس المقبل ضد تونس، وستكون اختبارا حقيقيا. مباراة النيجر هامة لبناء قوام الفريق، وكذلك مباراتي سوازيلاند في الشهرين المقبلين. لا يمكن بخس حق أداء المنتخب أمام النيجر دون المبالغة في تمجيده، إلا أن البداية تشير إلى أن هناك خطوة على الاتجاه الصحيح مع أجيري.

اقرأ أيضا

بالفيديو – أجيري يقدم النيجر قربانا لبداية العهد الجديد.. سداسية مصرية

أرقام تاريخية لـ صلاح بعد ضرب النيجر.. تساوي "إفريقي" مع حسام حسن.. وتخطي أبو تريكة

الأهلي لـ في الجول: مباراة هوريا على استاد السلام.. نعمل لتسهيل مهمة الجماهير

بالفيديو - إصابة خطيرة لشاو في مباراة إنجلترا وإسبانيا

بالفيديو – بداية مثالية.. صلاح محسن يسجل في ظهوره الدولي الأول

التعليقات